قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن السلطات التركية قد شنت واحدة من حملات القمع الأشد قسوة فى البلاد ضد اللاجئين، منذ بدء الحرب الأهلية السورية، حيث قامت بترحيل المئات من السوريين فى الأسابيع الأخيرة، بحسب ما ذكر المهاجرون والمدافعون عنهم.
وأوضحت تقارير أن أغلب عمليات الاعتقالات قد حدثت فى إسطنبول، أكبر المدن التركية، ووجهة رئيسية للاجئين، وبعد القبض عليهم، تم إعادة اللاجئين إلى مناطق فى شمال سوريا، والتى تغرق فى حالة من عدم الاستقرار والعنف، بما فيها محافظة إدلب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من الصعب تحديد العدد الحقيقى لمن تم ترحيلهم، حيث قال المدافعون عن اللاجئين إن المئات تم اعتقالهم، ثم وضعهم على حافلات وتوصيلهم حتى الحدود مع سوريا، ورفضت وزارة الداخلية التركية الرد للتعليق على الأمر.
وذكرت "واشنطن بوست"، أن عمليات الترحيل التى أحدثت توترا بين اللاجئين السوريين فى إسطنبول تمثل تحولا فى تركيا، التى تستضيف أكثر من 3.6 مليون سورى بعد أن بقت حدودها مع سوريا مفتوحة على مدار سنوات، وعلى الرغم ذلك، فإن تركيا تحركت مؤخرا لوقف تدفق المهاجرين من خلال تشديد الأمن على طوال الحدود وفرض قيود متزايدة على حركة السوريين فى تركيا.
وقال سيناى أوزدين، الباحث التركى المتخصص فى دراسات اللاجئين، إنهم كانوا يتوقعون هذه الترحيلات، لكن لم يتوقع أن تكون بهذه القسوة وهذه السرعة. فالسوريون ليس لديهم ملجأ للاحتجاج لأنهم يعتبرون ضيوف من قبل الحكومة التركية وليس لاجئين يحظون بالحماية. وتابع قائلا إنه ما لم يتم تقنين أوضاعهم بشكل كامل، فهذا يمكن الدولة من ممارسة مثل هذه السياسات.
وقال لاجئ سورى يقيم فى تركيا منذ أكثر من عامين، إنه تم اعتقاله هذا الشهر أثناء عودته لمنزله عقب موعد مع الطبيب وتم ترحيله، فيما أشارت الصحيفة إلى الرجل الذى تحدثت معه عبر الهاتف من سوريا، رفض الكشف عن هويته خوفا من الانتقام من زوجته وأبنائه الذين لا يزالوا فى إسطنبول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة