تمر أدمغتنا بتغيرات مع تقدمنا في السن، فقد يواجه بعض الأشخاص مشكلات تتعلق بالذاكرة أو التفكير أو الحكم، إلا أن باحثين توصلوا إلى أن استخدام الكومبيوتر وممارسة الألعاب الإلكترونية، فضلا عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية قد يقلل من خطر الضعف الإدراكي المعتدل.
ويشخص ضعف الإدراك المعتدل (MCI) بأنه مرحلة بين التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر والخرف، ومع ذلك، فضعف الإدراك المعتدل لا يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والأنشطة.
ويميل الأشخاص الذين يعانون من ضعف الإدراك المعتدل إلى نسيان الأشياء أو فقدان أفكارهم أو خيط المحادثة ، ويشعرون بالإرهاق من اتخاذ القرارات.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أكثر من 16 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من ضعف الإدراك ، وقد يزيد ضعف الإدراك المعتدل من خطر الإصابة بالخرف. وحتى الآن، لم توافق "إدارة الأغذية والدواء" الأمريكية (FDA) على أي علاجات خاصة بضعف الإدراك المعتدل.
ووجدت دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة نيويورك، أن استخدام الكمبيوتر والألعاب والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية قد يقلل من خطر ضعف الإدراك المعتدل.
وقال الدكتور يوناس ديفيد، الأستاذ في كلية الطب بجامعة نيويورك "ألقيت دراستنا نظرة فاحصة على عدد المرات التي شارك فيها الأشخاص في الأنشطة المحفزة عقلياً في كل من منتصف العمر وما بعده، بهدف دراسة متى قد تكون هذه الأنشطة أكثر فائدة للدماغ".
وأجرى الباحثون الدراسة على 2000 شخص في أواخر السبعينيات من القرن الماضي لا يعانون من ضعف الإدراك المعتدل، وطلبوا منهم ملء استبيان حول عدد المرات التي يشاركون فيها في أنواع مختلفة من النشاط المحفّز عقلياً في الخمسينيات والستينيات من العمر وفي حياتهم اللاحقة.
وقد خضع المشاركون لاختبارات التفكير والذاكرة كل 15 شهرًا، وقام الباحثون بمراقبتهم لمدة 5 سنوات في المتوسط. وخلال هذه الفترة، أصيب 532 شخصًا بضعف الإدراك المعتدل. ومن هؤلاء المشاركين، 15 فقط يستخدمون الكمبيوتر في منتصف العمر.
وبالمقارنة، استخدم 77 من المشاركين البالغ عددهم 1468 مشاركًا بدون ضعف إدراك معتدل جهاز كمبيوتر خلال نفس مرحلة الحياة.
وبشكل عام، أظهر كل نوع مختلف من النشاط المحفّز عقليا تأثيرات إيجابية على صحة الدماغ ، فقد قلل استخدام الكمبيوتر في منتصف العمر والحياة اللاحقة من خطر الإصابة بضعف إدراك المعتدل بنسبة 37%، كما ساهم الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، أو لعب الكلمات المتقاطعة ، من خطر الإصابة بضعف الإدراك المعتدل بنسبة 20%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة