مؤامرات مفتوحة وتمويل لا يتوقف للإرهاب قدمته تركيا ولا تزال لكيانات وتنظيمات إرهابية فى العديد من بؤر النزاعات والاضطرابات فى الشرق الأوسط والقارة السمراء، ومن بينها ليبيا لأهداف عدة يأتى فى مقدمتها السيطرة على ثروات الشعوب العربية وإثارة أزمات تؤثر بدورها على استقرار المنطقة بأكملها.
وفى الوقت الذى تأوى فيه تركيا جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها داخل أراضيها، وتوفر لها الدعم المالى والغطاء السياسى والإعلامى، تنسج أنقرة خيوط مؤامراتها خارج حدودها ، وتأتى ليبيا ضمن الدول التى عانت طويلاً من الدور التركى السلبى فى مفاقمة الأزمات التى يعانها ذلك البلد العربى والإفريقى منذ ما عرف بثورات الربيع العربى.
ووفرت تركيا طيلة السنوات الماضية الدعم العسكري لميليشيات المنطقة الغربية المصنفة إرهابية أو إجرامية بهدف ضرب الاستقرار في ليبيا ومن ثم تهيئة الفرصة لتمكين تيار الإخوان الإرهابي للوصول إلي الحكم. ففى يناير 2018 ، ضبطت السلطات اليونانية السفينة " أندروميدا " المتجهة من تركيا الي مدينة "مصراتة" بغرب ليبيا والتي كانت تحمل علي متنها شحنة مواد متفجرة.
وبخلاف ذلك ، ضبطت سلطات ميناء الخمس البحري يومي 17-18/12/2018 شحنتين تحتويان كميات كبيرة من الاسلحة الصغيرة وزخائرها قادمة من تركية ( تحتوي علي طبنجات وطلقات مصنعة من قبل شركة" zoraki "التركية للصناعات الحربية وبتادق صيد وطلاقات مصنعة من قبل شركة retay" " التركية للنظم الدفاعية ) اعقبها زيارة وزير الخارجية التركي مولود جويش أوغلو إلي العاصمة طربلس يوم 22-12-2018 حيث تم الاتفاق مع مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج علي فتح تحقيق مشترك بالشان في واقعة غير مسبوقة في مجال مكافحة الارهاب ولم يعلن عن نتائج هذا التحقيق .
وبعد عام، وفى السابع من يناير من العام الجارى، ضبطت مصلحة الجمارك بمدينة مصراتة 556 كرتونة من الأسلحة التركية ( أكثر من 20 ألف مسدس ) بحاوية تحتوى علي بعض المواد المنزلية والعاب الاطفال ، وبعد شهر، وتحديداً فى الخامس من فبراير الماضى ضبطت سلطات ميناء الخمس شحنة مدرعات وسيارات رباعية الدفع قادمة من تركية تضمنت 9 سيارات هجومية كاملة التدريع من نوع تويوتا سيراليون ومدرعات قتالية جميعها تركية الصنع كما أن الشحنة وصلت دون أية وثائق للجهة الموردة او المستلمة .
وتكثف أنقرة دعمها المسلح لمليشيات طرابلس الإرهابية منذ انطلاق معركة تحرير المدينة من قبل الجيش الوطنى الليبى، وذلك بعدما بات نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مدركاً أن نهاية التنظيم الدولى للإخوان فى ليبيا باتت قريبة.
ونقلت تركيا 1300 عنصرا إرهابيا إلي ليبيا يضم مقاتلين قادمين من الساحتين السورية والعراقية حيث تم وصول الارهابيين "خالد الشريف وسامي الساعدي" يوم 14-4-2019 إلي مطار معيتيقة والارهابي "زياد بلعم " إلي مطار مصراتة يوم 9-4-2019 إلي جانب دفعات أخرى من العناصر الارهابية ( عبد الرحمن الميلادي المدرج علي قوائم وزارة الخزانة الامريكية – مسعود فوزي امحمد العقوري – طاهر صالح الطلحي – محمد مصطفي كفاله – سعد عبد السلام الطيرة – سليمان منصور اسماعيل الجهاني ) وذلك بحراً وجواً ( من خلال شركة طيران الاجنحة المملوكة للارهابي عبد الحكيم بلحاج.
وأرسلت أنقرة مجموعة من الشحنات العسكرية إلي المواني اليبيا حيث تم رصد وصول السفينة "أمازون" إلى ميناء طرابلس قادمة من "ميناء سامسون" التركي يوم 18 مايو الماضى، وتحمل علي متنها حوالي 60 مدرعة إلي جانب البنادق والذخائر والصاوريخ اعقبها اعلان عملية " بركان الغضب " التابعة لحكومة الوفاق في اليوم نفسه عن وصول تعزيزات لقواتها في طرابلس بمدرعات وذخائر وأسلحة نوعية
ووفرت تركيا دعما جويا لميليشيات الوفاق من خلال الدفع بطائرات بدون طيار من بينهم طائرات من طراز بيرقدار تتمركز بمطاري مصراتة ومعيتيقة ، وأسقط الجيش الوطني اثنين منها يومي 6-7/6/2019 كما أسقط طائرة تركية مسيرة آخرى من طراز بيرقدار يوم 30-6-2019 ، فصلاً عن وجود أطقم فنية تركية لإدارتها حيث يتواجد 100 عنصر عسكري تركي من بينهم 6 جنرالات.
وبخلاف السلاح ، رصدت تقارير إعلامية وجود تعاون تركى ـ إيطالى فى مجال الحرب الإلكترونية في ليبيا حيث ثم وصول شحنات من أجهزة التشويش يتم تشغيلها عبر سفينة بالبحر المتوسط للتأثير على سلاح الجو التابع للجيش الليبي .
وذكرت التقارير أن هناك تنسيق بين قوات السراج والمافيا التركية بهدف الحصول علي أسلحة وذخائر حيث تم رصد اليبي " أحمد يوسف محمود الساحلي " في تركية يحمل خطاب مما يسمي رئاسة أركان المنطقة الغربية يحمل مجموعة من الطلبات العسكرية وبرفقته العراقي " محمد الفيلي" ( يعمل في تجارة الأسلحة والتزوير وتهريب الأموال والبشر – يقيم بمنطقة الفاتح بإسطنبول والتركي " مليح طورغوت" ( من كبار رجال المافيا في تركيا – يقيم بمنطقة إسكودار بإسطنبول
وتواصل تركيا دورها المشبوه فى ظل صمت دولى تام ، حيث تستمر فى تدريب عناصر مسلحة تابعة للمليشيات المتواجدة داخل الأراضى الليبية، وتم الانتهاء من إعداد دفعة من المسلحين للتعامل مع الصواريخ الموجهة فى يونيو الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة