شكل اعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن انفاق الأسرة الحاكمة فى قطر 8 مليارات دولار على توسيع أهم القواعد الأمريكية فى الدوحة ( قاعدة العديد )، فضيحة من العيار الثقيل، كشفت كافة جوانب السلوك القطرى الشاذ الذى يسلكه تنظيم الحمدين مع واشنطن، وهو الدفع مقابل الحماية من الاستياء الشعبى الداخلى، ودعم عرش آل ثانى بعدما اصابه الوهن جراء المقاطعة العربية اثر سلوك الإمارة الداعم للإرهاب.
بأموال القطريين يشترى أمير قطر المساندة والحماية الأمريكية، لمواجهة الغضب الشعبى الداخلى، والاستياء العالمى من سياسات حكام "آل ثانى" الداعمة للإرهاب فى المنطقة والساعية لتفتيت لحمة الشعوب العربية، فما هى قصة قاعدة العديد الأمريكية التى تحتمى بها آل ثانى.
كيف احتل الجيش الأمريكى قطر بموافقة حكامها
قاعدة العديد الأمريكية تم تأسيسها فى قطر عام 2005 حينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة فى المنطقة بعد أن طلب منهم السعودية مغادرة المملكة إثر هجمات11 سبتمبر 2001، وتماشيا مع السياسيات القطرية التى تشذ دوما عن المنظومة الخليجية احتضنت الدوحة القاعدة الأمريكية من أجل توفير لها الحماية من أعمال عدائية قد يقدم عليها خصومها فى المنطقة. وتنظر إلى تحويلها إلى قاعدة دائمة وبها آلاف من الجنود الأمركيين، ما دفع المراقبين بوصف قطر بالـ"مستعمرة الأمريكية"، والعديد ليست الأولى فيوجد فى هذا البلد أيضا قاعدة أمريكية أخرى هى "السيلية" التى تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية مقرا للتحضير للعمليات العسكرية.
وتوصف العديد بالقاعدة العسكرية الجوية، ويتمركز فيها أفراد من القوات المسلحة الأمريكية، غالبيتهم من سلاح الجو، وتقع على بعد أكثر من 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، وتعرف أيضا باسم مطار أبو نخلة.
لكن تاريخ اقامة قواعد عسكرية أمريكة على الأراضى القطرية قديم ففى عام 2000 وضعت قطر العديد تحت تصرف الولايات المتحدة من دون توقيع أى اتفاق فى حينه، أدارتها القوات المسلحة الأمريكية عام 2001، وفى ديسمبر 2002 وقعت الدوحة وواشنطن اتفاقا يعطى غطاء رسميا للوجود العسكرى الأمريكى فى قطر، وفى أبريل 2003 انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية إلى العديد بشكل رسمى.
ينتشر أكثر من 11 آلاف عسكرى أمريكى فى قاعدة العديد، وتضم القاعدة المقرات الرئيسية لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ 379 للبعثات الجوية. وتعد القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التى تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكرى وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجى للأسلحة الأمريكية فى المنطقة.
ونصح خبراء السياسة الخارجية الأمريكية واشنطن بضرورة نقل القاعدة من قطر بسبب سياستها المعادية للمصالح الأمريكية. وفى شهادة له أمام الكونجرس العام الماضى، قال نائب رئيس مجلس الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر إن على الولايات المتحدة أن تدرس بدائل لقاعدة العديد، وتساءل كيف يمكن أن تستضيف الدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط رغم دعمها للتنظيمات الإرهابية.
تودد قطرى لترامب
وفى إطار التودد القطرى للولايات المتحدة الأمريكية لحمايتها، كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن آل ثانى أنفقوا 8 مليارات دولار لتوسيع القاعدة من أموال القطريين، وشكل الإعلان الأمريكى فضيحة قطرية من العيار الثقيل فى وقت تواجه فيه الدوحة استياء شعبى داخلى من تبديد أموالهم على حساب الشعب، للتودد للإدارة الأمريكية وإرضاء للرئيس ترامب، مقابل الدعم والحماية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة