إحساس نادر يتملكنى فى اليوم الأول للدراسة، فأظل طوال الليل أجهز الزى الخاص بالمدرسة وعلبة الطعام وزجاجة المياه وكل أغراضه بشغف غريب، 10 سنوات وأنا أحلم بهذا اليوم، ففى كل صباح أرى الأمهات وهن يوصلن أولادهن للمدرسة التى أعمل بها وكنت أتتبع لمعة أعينهن أثناء توديع أطفالهن، تمنيت أن أجرب هذا الإحساس ولو ليوم واحد، لحظة واحدة.
تحقق الحلم بعد صبر 10 سنوات انتظار، رزقت بابنى الوحيد، غمر النور حياتى فنسيت حرمان السنين وصرت أسيرة لرغباته واحتياجاته، وكان أسعد أيام عمرى يوم دخوله المدرسة اليوم الذى طالما حلمت به، أخيرا ستتبدل الأدوار، سأظل أجهز الأغراض دون ملل، وأستيقظ باكرا وكأننى نمت 100 عام، وأذهب به إلى المدرسة فى وسط الزحام وتأخذه منى المعلمة بابتسامة هادئة وأظل انظر إليه حتى يختفى من أمامى وأثناء العودة أشعر بأننى أنجزت الشيء الفريد فى حياتى وأنتظر موعد خروجه لأحاصره بأسئلتى عن الساعات التى قضاها بعيدا عنى، رغم أن كلماته القليلة لا ترضى شغفى وشوقى فتمنيت لو أرى كل تفاصيل يومه وهو بعيد عني،
أنا مستعد يا أمى.. لماذا أنت شاردة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة