رغم أنه ليس أحد نجوم الكرة فى القلعة الحمراء إلا أنه يبقى من أهم العلامات المُضيئة فى تاريخ النادى الأهلى، يعرفه الكثيرون بسبب حُبه وعشقه للنادى العريق، بشرته السمراء تعلّق بها ملايين من عشاق الأهلى، إنه «عم حارث» الذى يعمل فى القلعة الحمراء منذ أكثر من 45 عاماً وبات أقدم «عامل غرفة خلع الملابس» فى الأهلى وربما فى الأندية المصرية .
يحتفظ «عم حارث» بالكثير والكثير من الذكريات الرائعة مع الأهلى وبعضها أيضاً ذكريات مُرة وهو ما نرصده فى سيقا الحوار التالى:
كيف بدأت قصة «عم حارث» فى الأهلى؟
منذ 45 عاماً.. وتحديداً منذ عام 1973، فقد بدأت العمل فى الأهلى منذ هذا التاريخ ومنذ هذا اليوم لم أُغادر القلعة الحمراء، وهذه «نعمة» أشكر الله عليها.
كيف عملت بالأهلى؟
دخلت الأهلى عن طريق ابن عمى واسمه فاروق زكى فقد كان يعمل فى النادى وقال لى إن هناك فرصة لى للعمل فى النادى وتقدمت وبدأت الرحلة منذ هذا التاريخ، وكانت بدايتى فى النادى داخل حمام السباحة ثم انتقلت عام 74 إلى فريق كرة القدم، ومنذ هذا الوقت وأنا أعمل مع الفريق الأول حتى الآن.
هل تتذكر من كان المدير الفنى للأهلى حينما بدأت العمل مع الفريق الأول؟
نعم، كان المدير الفنى وقتها هو المجرى الراحل هيديكوتى وكان الفريق يضم وقتهاً نجوم كبار أمثال الراحل ثابت البطل وإكرامى والخطيب ومصطفى عبده ومصطفى يونس والراحل صفوت عبدالحليم وطاهر الشيخ وعبدالعزيز عبدالشافى ومحمد عامر.
ماذا تفعل فى الأهلى؟
أنا وزملائى من عُمال غرفة خلع الملابس نُجهّز الأدوات الرياضية للتدريبات، حيث نقوم بترتيب الأدوات الرياضية جميعها قبل نزول اللاعبين أرض الملعب كما نكون متواجدين خلال المران، من أجل الاستجابة لمطالب أى لاعب أو أى فرد من الجهاز الفنى.
ماذا عن أبرز زكرياتك مع نجوم ومسؤولى الأهلى السابقين؟
ذكريات كثيرة، فأتذكر أن حسن حمدى رئيس النادى الأسبق داعبنى ذات مرة وقال لى: أنت اتغيرت يا عم حارث بعد ما بدأت تعمل إعلانات، وحينما كان الرحل ثابت البطل مديراً للكرة تعرضت للأصابة فقال لى: اطلع من الملعب يا عم حارث أنت مُصاب زى حسام حسن، والغريب إن حسام حسن مرضيش يطلع من الملعب غير لما أنا طلعت من الملعب وقعدنا فى البيت أسبوع تقريباً بسبب هذه الإصابة.
هل تتذكر «مقالب» أقدم عليها بعض اللاعبين مع زملائهم بالفريق؟
نعم..لا أنسى «مقلب» رضا عبد العال فى أسامة عرابى، فالأخير كان يخاف من أى شىء، لدرجة أنه كان يخشى من الصراصير، وفى إحدى المرات أحضر رضا عبد العال ثعبان جلد ووضعه فى مغطس ثلج وعندما شاهده عرابى ظل يصرخ ولم يهدأ إلا عندما أنه ثعبان جلد وليس حقيقيا.
هل تعرضت أنت لأى مقلب من أى لاعب بالفريق؟
حدث هذا مرة.. فقد تحدث معى شادى محمد قائد الأهلى السابق «هاتفياً» فى وقت متأخر من الليل، وقام بتقليد صوت فتاة وردت زوجتى على التليفون وقالت لى زوجتى: فيه واحدة عازيزة تكلمك فأخبرتها أننى عايز أنام ومش هكلم حد، وفى اليوم التالى عندما ذهبت للنادى عرفت أن شادى محمد كان وراء هذا المقلب، وأنه قام بتقليد صوت فتاة على سبيل الدعابة معى!
هل لك ذكريات مع المدربين الأجانب؟
نعم.. فالمدرب الراحل هيديكوتى زارنى فى المنزل بمنطقة إمبابة عندما كنت مريضا، ولم أذهب للنادى عدة أيام، كما طلب جوزيه أن أُسافر مع الفريق عام 2001 من أجل مساعدة اللاعبين والجهاز الفنى فى تلبية احتياجاتهم خارج البلاد.
هل تتذكر أول رحلة لك خارج مصر مع الأهلى؟
نعم..كانت عام 2001 أمام صن داونز الجنوب أفريقى وتعادلنا خارج القاهرة وفزنا باللقب فى مصر.
منذ سنوات فوجئنا بك تقتحم عالم الإعلانات.. كيف حدث ذلك؟
منذ سنوات تلقيت عرضاً من إحدى شركات منتجات الألبان وحصلت على موافقة مسؤولى النادى وتحدثت وقتها مع سيد عبد الحفيظ، ووافق على العرض، وتم التصوير فى إحدى الملاعب البعيدة عن الأهلى للمرة الأولى وظهرت بشكل جيد فى الإعلان، لدرجة أن الجماهير اختارتنى أفضل شخص فى الإعلان رغم مشاركة نجوم كثيرة معى فى هذا الإعلان.
فى هذه الإعلان ذكرت كلمات مؤثرة دخلت قلوب الجماهير.. ما السر فى ذلك؟
ربما لأن هذه هى الحقيقة، فما قلته هو ما أعيشه يومياً فى هذا الكيان..قلت ما أشعر به وما يشعر به الآلآف وربما الملايين غيرى.. ومازالت أتذكر هذه الكلمات وهى: عشرة.. مش عشان شغال فى الأهلى والله.. الأهلى مش نادى والسلام ده بيت وله عزوته.. جمهوره اللى دائما شايله على كتافه.. البيت ده ياما شوفنا فيه أيام شدة وضيقة ودائما كانت بتعدى بس برده شوفنا فيه أيام حلوة كثير وذكريات محدش يقدر ينساها، البيت ده كمان له سر اللى يدخله قيمته عند الناس تبقى فى السما والكل يحلم يبقى زيه واللى يخرج من البيت ميهونش عليه يبعد ..هو الأهلى كده عمره ما يتكسر ولو وقع له الف قومة.
قضيت فى الأهلى سنوات طويلة وعشت أوقاتاً سعيدة.. لكن ما هى أسوأ لظاتك فى الأهلى؟
لا يمكن أن أنسى أحداث بورسعيد فقد كنت مع الفريق فى هذه اللحظات الصعبة ومن الأوقات القاسية على أيضاً وفاة محمد عبد الوهاب فى ملعب التتش.
هل تشعر بأن لاعبى الأهلى يتعاملون معك على أنك «عامل غرفة ملابس»؟
إطلاقاً.. فاللاعبون يتعاملون معى على أننى واحد منهم، يتبادلون معى الضحك والهزار..فى بعض الأحيان أجد كثير منهم «يُفضفض» معى فى كثير من الأمور الحياتية وهذا يزيد من قوة علاقتنا ببعض وأظن أن خير دليل على ذلك أن محمد أبوتريكة نجم الفريق السابق حضر فرح ابنتى فى منطقة إمبابة وحضر لى بـ«توك توك».
ما أصعب بطولة خسرها الأهلى فى رأيك؟
بطولة الدورى التى سُميت بطولة «دورى سيد عبدالنعيم».. فلا يمكن أن أنسى هذا الهدف وهذه البطولة .
وما أغلى بطولة توّج الأهلى بها فى رأيك؟
بطولة أفريقيا عام 2006 التى فاز فيها الأهلى على حساب الصفاقسى بهدف تريكة الشهير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة