سطرت محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد سعيد الشربينى، كلمة النهاية فى قضية "مذبحة بورسعيد"، التى راح ضحيتها 72 مشجعًا من النادى الأهلى، وقضت بالإعدام شنقا لـ11 متهما، والمؤبد لـ10 متهمين، والمشدد 10 سنوات لـ10 أشخاص، والسجن 5 سنوات لـ12 آخرين، والسجن سنة لمتهم، وبراءة 20.
نظرت المحكمة خلال 10 أشهر إعادة محاكمة 54 متهما من أصل 73 متهما، بدأتها فى 23 أغسطس 2014، وأنهتها فى جلسة النطق بالحكم فى 9 يونيو 2015، استغرقت جلسات المحاكمة 33 جلسة، ليصبح الحكم بات بعد إقراره من محكمة النقض للمتهمين المدنين ليصبح الحكم نهائيا باتّا.
كلمة رئيس المحكمة
فى جلسة 9 يونيو 2015 وقبل النطق بالحكم بلحظات ألقى المستشار محمد سعيد كلمه جاء فيها: أحب أن أوجه رسالة للمتهمين أقول لكم ولنفسى أن ندعو الله عز وجل أن يغفر لنا جميعا، كما أوجه التحية إلى مدينة بورسعيد الباسلة وأهلها الكرام، وأن مدينة بورسعيد جزء من تاريخ مصر".
ووجه القاضى رسالة للمسئولين عن الرياضة جاء: "هناك مشكلتان يجب الاهتمام بهم، المشكلة الأولى تتلخص فى شباب الألتراس وهى ظاهرة انتشرت وأصبحت واقعا ملموسا لكنه تركت لمنعدمى الضمير، فزرعوا فى عقول الشباب أفكارا وتعاليم ومفاهيم مغلوطة، والمشكلة الثانية هى التحكيم، وأقول للحكم يجب أن تتصف بصفات قيادية ويجب عدم السرعة فى اتخاذ القرار، ويجب أن تحبوا وطنكم مصر لأن مصر يجب أن نجعلها من أحسن الدول، وشعبها يجب أن يكون من أرقى الشعوب".
مرافعة النيابة
ترافعت النيابة العامة فى جلسة 20 ديسمبر 2014، وجاء فيها: لا عيب على الانتماء إلى مجموعة أو إلى ناد لأنه شعور صادق ومن القضايا الملحة فى وقتنا ولكن لا يجب أن يكون الانتماء أكبر من الانتماء إلى الوطن ولا ندعو إلى سلب الحرية ولكن لا يجب فرض الفكرة بالقوة ويمكن التجاذب الفكرى عن طريق الحوار، إن ما نجابهه هو التعصب وهو المعول لهدم وحدة وكرامة المجتمع وهو ما يهدم الدول، حيث فضت لدول وهدمت بسبب تعصب المذاهب وتحت وطأة التعصب لأندية رياضية أريقت الدماء وخطفت أرواح 72 من زهور البلاد والبلاد تخوض حربا ضد قوى الشر وقوى الإرهاب".
وجاء فى المرافعة: إن من فى القفص هم زمرة من الطغاة نتاج شرذمة من البشر ثقافتهم الهمجية يتخبطون فى الظلمات ووحل جهلهم ولم تعرف الرحمة طريقا إلى قلوبهم، عاثوا فى البلاد خرابا يتكالبون على فرائسهم ويقتلون بدم بارد وما اقترفوه انتكاسة للإنسانية، المتهمين سطروا اسم الوطن كمكان لأبشع الكوارث الرياضية على مستوى العالم، المجتمع استبشر عندما بدأ الشباب المحب للرياضة فى انتهاج فكرة "روابط المشجعين" التى كانت موجودة فى الخارج، ولكن للأسف فتحت هذه الخطوة ساحات التنابذ وتشويه الأذهان بالسباب والشتائم.
واستكمل: الشهداء ودعوا ذويهم وارتدوا شعارات متماثلة من أجل الاحتفال بفوز كان لهم أخير ولم يعلموا أنه بعد ساعة ونصف سيتفرقون إلى الأبد، حيث كانوا فى استاد يحكمه الانفلات فأعلنت صافرة نهاية المباراة قدوم ملك الموت فأتت العاصفة التتارية التى اقتلعت كل من يصدها فانطلق الضباع لأخذ فرائسهم التى وجب سلبهم بنية صادقة وعزم لا يحتاج دليلا، ووصلت المذابح إلى المدرج الشرقى، بعد أن أضيء النور ظهرت مخلفات حرب لضحايا من البشر وظل كساء المدرج أحمر ليس بأعلام الأهلى ولكن بدماء الضحايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة