لازال اختفاء محمود عزت، نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، منذ ثورة 30 يونيو عام 2013 يمثل لغز كبير سواء للمراقبين لشأن التيارات الإسلامية أو لعدد كبير داخل التنظيم، إذ تم إلقاء القبض على أغلب قيادات الإرهابية بينما ظهر القيادات الهاربة عبر إعلام الجماعة الإرهابية والقنوات الموالية لها، باستثناء محمود عزت المعروف بأنه الرجل الأخطر داخل الإخوان أو "مستر أكس" كما يلقبونه.
كما يظل اختفاء محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، أحد أكبر الأزمات التى تواجه جماعة الإخوان ، وهو ما دفع قيادى إخوانى يعترف بأن الإخوان تعانى أزمة كبرى وأن قيادات الجماعة الإرهابية يتعاملون مع هذه الأزمة بالكذب والغموض، متسائلا فى الوقت ذاته أين محمود عزت؟ وعقب انتشار هذا التساؤل للداعية الإخوانى نشر المواقع الالكترونية لجماعة الإخوان رسالة تحمل أسم محمود عزت بمناسبة عيد الفطر، ولم تتطرق لأى أحاديث أخرى.
واعترف الداعية الإخوانى عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، أن تنظيم الإخوان يعانى أزمة كبرى وأن قيادات الجماعة الإرهابية يتعاملون مع هذه الأزمة بالكذب والغموض الأمر الذى يزيد من الانشقاقات داخل الجماعة الإرهابية.
وتساءل "تليمة" قائلا: "أين محمود عزت نائب المرشد؟! مشيرا إلى أن " عزت" اختفى تماما عن التواجد منذ 3 يوليو 2013م، و فجأة خرجت رسائل وبيانات تنسب للرجل، لتستخدم لصالح أحد طرفى الخلاف داخل الجماعة".
وأشار "تليمة" إلى أن قيادات الجماعة التاريخية تستغل اختفاء محمود عزت لتمرير من تراه فى مصلحتها وتمرير قرارات داخل التنظيم تخدم مصالحها، مضيفًا: "هناك أزمة ثقة كبرى تعيشها الجماعة، وبدل أن تعالج بالشفافية والوضوح، تعالج بمزيد من الغموض، وكان أكبر غموض تم فى هذه المرحلة، فيما ينسب من قرارات وبيانات وتصريحات لمحمود عزت، مما يجعلنا نتساءل بجدية: أين محمود عزت؟.
من جانبه، قال طه على، الباحث السياسى، إن مُشكلة الإخوان حالياً لا تعد هى اختفاء محمود عزت من عدمه، فالجماعة لم تعد تملك قرارها بعد أن خضعت لسيطرة المال القطرى والمخابرات التركية، فكافة أنشطة الإخوان الأخيرة باتت مدفوعة بدوافع سياسية تخدم أجندة مشروع "الإسلام السياسى" الذى توظفه قوى إقليمية ودولية فى إطار محاولات "إعادة هندسة الشرق الأوسط" من جديد.
وأضاف الباحث الإسلامى، أنه حتى لو ظهر محمود عزت فى المشهد، فماذا عساه أن يفعل سوى أن يصبح جزءاً من عملية صراعية على الاستحواذ على عدد من أتباع الجماعة الذى لا يزالون متأثرين بأوهام قادتها وأكاذيبها.
وأشار إلى أن توالى الأزمات التى يقع فيها بقايا قيادات الجماعة فى الخارج يرسخ قناعات بأن الجماعة فى مراحلها الأخيرة، وبخاصة مع تحول كافة نقاط قوة صعودها تاريخياً إلى نقاط ضعف، ما يجعلها تضمر وتتوارى عبر الزمن.
بدوره، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الصراع الأكثر تعقيدًا خاضته جماعة الإخوان داخلها وبين تيارات تنتمى لها فى مرحلة شهدت فراغ فى القيادة ومحاولات صعود قيادة بديلة ومساعى السيطرة على مصادر المال والتمويل علاوة على تحديد وجهة وأسلوب عمل الجماعة وكيفية تعاطيها مع الأحداث .
وأضاف الباحث الإسلامى، أن هذا تطلب جملة من الحيل والخدع نظرا لشدة الأزمة وضخامتها ومنها الاعتماد على الغموض والمناورة بشأن شخصيات مثيرة للجدل ويمكن التأثير من خلال طرح أسمها كمحمود عزت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة