"الإعاقة ليست إعاقة الجسد بل إعاقة الفكر الروح، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت"، هذا ما حققته بنت الشرقية التى لم تقف عاجزة أمام حادث تصادم تعرضت له فى عام 2012 أفقدها ذراعها اليمنى، بل أكملت دراستها وتستعد لمناقشة الماجستير.
وقالت لبنى جودة عبد العزيز الشرقاوى، 25 سنة، مقيمة بقرية الصنافين القبلية التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، إنها من أسرة بسيطة، الأب كان عاملا فى مخبز وتوفى منذ 9 سنوات، قبل عام من تعرضها لحادث مروع، وتركها و4 أشقاء بنات وشاب واحد، لكنه توفى هو الآخر منذ 6 سنوات عن عمر يناهز 21 سنة، وأصبح عليها أن تعتمد على نفسها بعد زواج شقيقاتها الأربعة.
وأضافت لبنى أنها تعرضت لحادث عندما كانت طالبة فى الصف الثانى التجارى الثانوى، عام 2012، حيث كانت عائدة من امتحانات نهاية العام الدراسى، ولم يتبق سوى مادتين فقط، وأصيبت فى حادث مروى على طريق "شبلنجة - الصنافين" وأسفر الحادث عن تعرضها لبتر ذراعها اليمنى، ودخلت المستشفى الجامعى وقضت به شهرين، وحرصت من الأسبوع الأول من وجودها بالمستشفى على التعايش مع وضعها الجديد فتعلمت الكتابة بيدها اليسرى، وعندما أنهت علاجها بالمستشفى خرجت منه على المدرسة لتأدية الامتحانات فى المادتين المتبقيتن من نهاية العام، متابعة: وكان جرحى يؤلمنى وما زالت أعانى من آلام منه حتى الآن، وبعدها التحقت بالصف الثالث الثانوى التجارى، ومنذ اليوم الأول لدراستى بالصف الثالث التجارى قلت للجميع: "أنا هكمل تعليمى لحد الدكتوراه، وبدأ الجميع يسخر منى حتى المقربين ويقولون لى: لما تدخلى كلية الأول، ومن هنا ترسخ لدى الإصرار والعزيمة".
واستطردت: "بعد نهاية دراستى بالصف الثالث الثانوى التجارى التحقت بالمعهد العالى لإدارة الأعمال بالعبور، ومدة الدراسة به 4 سنوات، قضيت أول عامين سفر وتنقل يوميا للمعهد، وفى الفرقة الثالثة والرابعة، بحثت عن سكن مع الطالبات المغتربات، حتى وفقنى الله وحصلت على تقدير امتياز، وعُينت بالمعهد".
وتابعت: "بعدها التحقت للدراسة بجامعة عين شمس، لتسجيل رسالة الماجستير، ولكى أنفق على نفسى شاركت زميلة لى على فتح محل ملابس بالقاهرة، وبعد فترة بدأت أعد مشاريع تخرج للطلاب، مقابل ربح مادى بسيط، أعيش منه، وتطوعت فى وحدة دعم الطلاب من ذوى القدرات الخاصة بجامعة عين شمس لمرورى بنفس التجربة التى يعانون منها".
واختتمت لبنى حديثها: "أستعد لمناقشة رسالة الماجستير حاليا، وبإذن الله فى بداية عام 2020 سوف تكون بداية تحضيرى الدكتوراه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة