يبدو أن شركات التكييفات، باتت على موعد مع سوق جديدة، وأرباح لم تكن فى الحسبان خلال السنوات القليلة الماضية، ألا وهى الدول الأوروبية التى باتت تشهد درجات حرارة مرتفعة، وتتجاوز فى العديد من الفترات حاجز الـ45 درجة كما هو الحال خلال اليومين الماضيين، وهى الموجة التى تبعتها انتعاشة فى صناعة المكيفات وأنظمة التبريد، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
وفى وقت تتوالى فيه التحذيرات فى دول أوروبية عدة من تجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة، مع إقدام العديد من الحكومات على غلق المدارس والجامعات، لتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، قالت الصحيفة فى تقريرها إن الأوروبيين باتوا أكثر استعداداً للتخلى عن موقفهم السابق، بعدم حاجتهم لاستخدام مكيفات الهواء، فى ظل تعرضهم لموجات حارة غير مسبوقة فى العامين الماضيين وفى الصيف الحالى.
فرنسا بمقدمة الدول الأوروبية التى تأثرت بالموجة الحارة الأخيرة
وفى ألمانيا، وبحسب الصحيفة الأمريكية، بات السكان يتشاركون خرائط على السوشيال ميديا للمبانى والمقاهى المكيفة فى مناطق سكنهم، فيما شهدت عمليات بيع المراوح وأنظمة التبريد المحمولة ارتفاعاً ملحوظاً، فضلاً عن أن أصحاب الشركات باتوا يخشون من أن يؤثر غياب أنظمة التبريد عن شركاتهم على إنتاجية العاملين، وقامت واحدة من شركات تركيب مكيفات الهواء فى برلين، بتعليق الخدمة الهاتفية أمام طوفان المكالمات، بحسب ما ورد فى رسالة صوتية مسجلة.
وتشير "واشنطن بوست" إلى أن هذه السيناريوهات غير معتادة فى أى مكان بأوروبا التى تنتابها شكوك إزاء مكيفات الهواء، لكن هذه المكيفات نادرة بشكل خاص فى ألمانيا، حيث احتار السكان المحليين الذين تفوح منهم رائحة العرق حول حب الأمريكيين المفرط لتكييف الهواء المفرط.
وحتى الآن، توضح "واشنطن بوست" أن أقل من 5% من المنازل الأوروبية مكيفة، مقارنة بحوالى 90% فى الولايات المتحدة.
لكن التقديرات تشير إلى أن مخزون مكيفات الهواء فى أوروبا ستتضاعف تقريبا خلال العقدين المقبلين، لافتة إلى أن قناعة أصحاب 95% من المنازل فى أوروبا باتت قريبة من أن تتغير، وتدرك أن التكييف بات ضرورة ملحة بحسب دراسات عدة، فوفقا للوكالة الدولية للطاقة، أصبحت درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق أكثر تكرارا، وتدوم لفترات أطول بسبب التغير المناخى.
وفى قارة طالما تجاهلت مكيفات الهواء باعتبارها غير ضرورية، ولا يزال الأطباء يناقشون آثارها الجانبية الضارة، فإن المساعى لإيجاد مكيفات الهواء هذا الأسبوع ربما تشير إلى تغير كبير فى علاقة الأوروبيين بالتكييفات.
الموجة الحارة تفتح الباب أمام مبيعات جديدة لشركات التكييفات فى أوروبا
ويقول ديرك تريمبيتش، رئيس إحدى شركات تركيب مكيفات الهواء فى برلين، إن الاهتمام بدأ يزيد فى إبريل 2018، قبل صف حار، ولا يزال الطلب مستمر، فخلال فترة أعياد الميلاد، استمر الناس فى الاتصال لتركيب المكيفات، وتزداد قوائم الانتظار بنسبة تصل إلى 50 عميل فى اليوم.
وقد أبدت الشركات، اهتماما متزايدا بتركيب أجهزة تكييف الهواء، خشية أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الإنتاجية، قائلة إن الموظفين أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء إذا شعروا بالحر.
وبالنسبة للناس العاديين، فإن القبول المتزايد لتكييف الهواء فى منازلهم، هو اعتراف بحقيقة مثيرة للقلق، وهى أن التغير المناخى سيستمر.
ففى الأسبوع الماضى، وبعد موجة تنبؤات بموجة الحر الوشيكة، ارتفعت مبيعات المراوح ومكيفات الهواء فى جميع أنحاء أوروبا بما فى ذلك فرنسا واستراليا.
درجات الحرارة فى أوروبا الأعلى منذ أكثر من 14 عاما
ووصفت واشنطن بوست هذه التغييرات، بأنها تقترب من ثورة تبريد فى أوروبا، لكن وفقا للمعايير العالمية، فإن الحركة نحو التبريد هامشية.
وتشهد فرنسا ارتفاع قياسى فى درجات الحرارة لاسيما فى الجنوب، فى الوقت الذى لقى شخصان مصرعهما فى أسبانيا.
بدورها، أوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أربع أقسام فى جنوب فرنسا وضعت فى حالة تأهب قصوى منذ أمس الجمعة، المرة الأولى التى يغطى هذا الإجراء منطقة كبيرة.
ويمكن أن تتجاوز درجة الحرارة 45 درجة فى بعض المناطق، لتتجاوز الرقم القياسى الذى تم تسجيله فى المنطقة الجنوبية من مونبيلييه ونيم فى أغسطس 2003، والذى كان 44.1 درجة مئوية.
وقد تم إغلاق المئات من المدارس، وطلبت مدارس أخرى من الآباء إبقاء أبنائهم فى المنازل إذا أمكن، كما تم تأجيل امتحانات المدارس المتوسطة حتى الأسبوع المقبل.
وفى إسبانيا، توفى صبى عمره 17 عاما، جراء تعرضه لضربة شمس فى الساعات الأولى من يوم الجمعة لعمله فى المناطق الريفية. بينما لقى مسن عمره 80 عاما يوم الخميس بعد تعرضه لضربة شمس فى مدينة بلد الوليد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة