مصر واليابان.. علاقات استراتيجية تعززها قمتا العشرين والتيكاد.. سفير طوكيو لدى القاهرة : حضور السيسى فى القمتين نقلة نوعية فى العلاقات.. الرئيس المصرى سيمثل صوت 50 دولة أفريقية.. و75% زيادة فى الاستثمارات

الإثنين، 24 يونيو 2019 02:10 م
مصر واليابان.. علاقات استراتيجية تعززها قمتا العشرين والتيكاد.. سفير طوكيو لدى القاهرة : حضور السيسى فى القمتين نقلة نوعية فى العلاقات.. الرئيس المصرى سيمثل صوت 50 دولة أفريقية.. و75% زيادة فى الاستثمارات السفير مع السيسى وشينزو ابى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال السفير اليابانى بالقاهرة، ماساكى نوكى إن اليابان ومصر يتمتعان بصداقة طويلة والروابط توطدت بزيارة رئيس الوزراء اليابانى شيزو آبى، إلى مصر فى 2015 وتبعتها زيارة الرئيس السيسى إلى طوكيو فى 2016.

 

وأضاف فى مؤتمر صحفى أنه يتوقع هذا العام بنقلة نوعية فى العلاقات لحضور الرئيس المصرى لقمتين مرتقبين الأولى قمة الجى 20 الأسبوع المقبل، وقمة التيكاد فى أغسطس المقبل.

سفير اليابان لدى القاهرة خلال تصريحاته للصحفيين
سفير اليابان لدى القاهرة خلال تصريحاته للصحفيين

 

وأوضح أن قمة العشرين تركز على الاقتصاد العالمى ولكن التيكاد تركز على القارة الإفريقية وسيحضرها الرئيس السيسى كرئيس للاتحاد الأفريقى، لافتا إلى أن قمة العشرين تعقد كل عام بداية من عام 2008 منذ وقوع الأزمة المالية العالمية.

 

وتشهد القمة زيارة قادة أكبر 20 دولة فى العالم والتى تمثل 80 % من الناتج المحلى الإجمالى، ولها هدفان، أولا تشجيع النمو المستدام، نظرا لأنها بدأت مع الأزمة المالية، وثانيا، حل القضايا العالمية فى مختلف المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية وكافة القضايا الأخرى.

 

وأضاف أن كل عام يكون هناك فكرة مختلفة أساسية للقمة، ولكنها تركز على الهدفين سالفى الذكر.

 

وأشار نوكى إلى أن محتوى القمة يختلف كل عام، لكن تركز بشكل خاص على جودة النمو الاقتصادى، وكيفية تحقيق المساواة بين اأغنياء والفقراء، والمساواة بين الجنسين، وشيخوخة بعض المجتماعات، لافتة إلى أن قمة العشرين فرصة مهمة للقادة الذين يناقشون أهم القضايا العالمية، ليس فقط من خلال الجلسات الرئيسية، وإنما من خلال المناقشات الثنائية بين القادة على هامش جلساتها.

 

وأضاف أن شعوب العالم تركز على قادة مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا، خاصة مع القضايا التى يمكن أن يناقشوها سويا.

 

ومن وجهة نظر اليابان، رئيس القمة لهذا العام، ترغب طوكيو فى مناقشة 3 محاور، التجارة، والاقتصاد الرقمى ، والابتكار، أولا، الحفاظ على حرية التجارة فى العالم، حيث أن أهم التحديات التى تواجه قمة العشرين هى استعادة الثقة فى نظام التجارة العالمى، نظرا لأن التوتر بين دول العالم بدأ يؤثر على النمو التجارى عالميا، وفى هذا الصدد، القمة يمكن أن تخرج بتوصيات لمنظمة التجارة العالمية.

 

ثانيا، وضع المعايير التى تضبط الاقتصاد الرقمى، حتى يتشارك العالم فى فوائد هذا الاقتصاد، لاسيما وإن التكنولوجيا الرقمية أحدثت تغييرا كبيرا فى نظام الاقتصاد العالمى. وأوضح نوكى أن المشكلة هى أن وتيرة تغير التكنولوجيا ومن الصعب التعامل معها فى السياق الاجتماعى، لهذا قادة قمة العشرين سيعجلون المناقشات فى هذا الصدد.

السفير اليابانى لدى القاهرة
السفير اليابانى لدى القاهرة

 

وأضاف السفير، أن الابتكار سيتم مناقشة فى إطار أهداف التنمية المستدامة، وتلك الأهداف تمثل إطارا لتعزيز التنمية فى العالم فى مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ.

 

كما ستناقش القمة قضايا الصحة العالمية.

المشاركة المصرية فى قمة العشرين

وحول مشاركة مصر فى قمة العشرين، قال السفير اليابانى بالقاهرة إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة العشرين مهمة للغاية لأن إفريقيا مهمة، ودُعى إلى القمة بصفته رئيس الاتحاد الإفريقى ونتوقع منه مشاركة فعالة، لأنه سيمثل 50 دولة إفريقية، وسيساهم فى إيصال الصوت الإفريقى إلى هذه القمة.

 

وأضاف السفير فى مؤتمر صحفى أن اجتماعا وزاريا تم بالفعل للتجهيز لهذه القمة، حيث شارك وزير المالية فى اجتماع وزراء المالية ومحافظى البنوك المركزية، كما حضر وزير الاتصالات فى الاجتماعات التحضيرية، وناقشوا الاقتصاد العالمى، والتجارة والاقتصاد الرقمى.

 

وأوضح السفير أن مشاركة إفريقيا مهمة فى هذه القمة، لأن هناك سبب اقتصادى، حيث نما الوعى العالمى بشأن الدول النامية التى يكون لديها فرص كبيرة للطلب والنمو، لاسيما مع جمود النمو فى الدول المتقدمة. وإفريقيا بشكل خاص مهمة للغاية لتعزيز النمو الاقتصاد العالمى.

وتابع قائلا إن وجود مصر فى هذا المحفل العالمى تمثيلا عن إفريقيا مرحب به،  كما سيكون هناك بعض المناقشات الثنائية على هامش القمتين المتوقعتين، بين مصر واليابان لدفع العلاقات قدما.

وقال السفير اليابانى بالقاهرة، ماساكى نوكى إن مصر يمكن أن تمثل نموذجا مهما فى إفريقيا والشرق الأوسط فى مجال التنمية البشرية مثل التعليم، والقاهرة لديها وجهة نظر خاصة وتجربتها فى مجال التعليم والتنمية البشرية، ويمكن أن تساهم بشكل إيجابى فى نقل تجربتها.

وعن آفاق التعاون بين مصر واليابان، أضاف السفير نوكى أن هناك تعاون مثمر حيث نعمل فى العديد من المشروعات معا، خاصة فى مجال التعليم، وعندما زار السيسى اليابان، اتفق مع شيزو آبى على المبادرة التعليمية اليابانية المصرية، وبناء على ذلك، تم التوسع بشكل كبير فى التعليم الشامل، من مرحلة الحضانة وحتى التعليم العالى، موضحا أن الشباب المصرى الذى يتمتع بالحيوية يحمل على عاتقه مسئولية بناء هذه الدولة، لهذا ينبغى الاستثمار فيهم، مستهدا بمقولة طه حسين "التعليم حق كل مواطن مثل الماء والهواء"، معتيرا أن المساعدة فى هذا المجال شرف.

وهناك 12 مدرسة كانت موجودة تطبق النظام اليابانى، وتم افتتاح 35 مدرسة جديدة العام الماضى، وهدفها الأساسى تنمية شخصية الطفل بشكل عام، من خلال العمل على أنشطة خاصة، وتطبق نظام "التوكاتسو"، فمثلا كل طفل يكون رئيس الفصل بالتناوب، فجميعم يجرب الزعامة ليوم، ومن خلال هذا يتعلم الأطفال روح التعاون والمسئولية واحترام الآخرين والانضباط.

وأضاف السفير أن  سفارة اليابان والخبراء اليابانيين يتعاونون مع الجانب المصرى، حيث زار هو شخصيا الكثير من هذه المدارس وسيستمر وسمع ردود فعل آولياء الأمور، والتى وصفها بالإيجابية.

وقال إنه يولي هذا المهمة اهتماما خاصا، لأنه من خلال التصميم والالتزام والتعاون سنستمر فى التقدم فى الأمام، لتحقيق مصلحة الأطفال، حيث أن لدينا رؤية طويلة الأجل.

 

علاقات يابانية إفريقية

وبسؤاله عن اليابان والعلاقات مع إفريقيا، قال السفير إنه منذ 1993 تستضيف اليابان مؤتمر طوكيو الدولى لدعم إفريقيا، وفى ذلك الوقت، لم يكن هناك اهتماما عالميا بإفريقيا، وأطلقنا المناقشات حول تنمية إفريقيا من خلال مبدأين، الأول تبنى نموذجا إفريقيا يضعه الأفارقة، وثانيا شراكة مع المجتمع الدولى لدعم إفريقيا.

 

وأضاف أنه كل 3 سنوات، تنعقد قمة التيكاد، وفى أغسطس تنعقد التيكاد فى شهر أغسطس فى مدينة أوكوهاما، للمرة السابعة، سيكون التركيز على الاستثمار وتعزيز البنية الأساسية وتنمية الموارد البشرية.

 

وأوضح أن قمة التيكاد المقبلة ستناقش 3 محاور، الأول التركيز على التحول الاقتصادى وتحسين بيئة الأعمال، والمؤسسات من خلال الابتكار وإشراك القطاع الخاص. وثانيا، الترويج لمجتمع مستدام، وثالثا، السلام والاستقرار، مشيرا إلى أهمية المؤتمر نظرا لتجمع القادة الأفارقة.

 

أما عن التعاون الثقافى، قال إن مصر دولة أى يابانى يحلم بزيارتها على الأقل مرة فى عمره، لهذا فالسياحة تتطور، فمثلا العام الماضى، وصل عدد السائحين اليابانيين إلى 42 ألف سائح وهو أكبر رقم بعد الثورة، ونتوقع المزيد هذا العام.

 

وأضاف أنه فى شهر يوليو المقبل، ستكون الرحلات بين القاهرة وطوكيو، مرتين أسبوعيا، مشيرا إلى أن هناك معالم أثرية وليس فقط الأهرامات، وكان هناك وفدا فى فبراير الماضى، وانبهروا بمعبد دندرة.

ودعا المصريين لزيادة التواصل لتعريف الناس بهذه المعالم السياحية.

 

أوضح أن هناك تعاونا فى مجال الأوبرا، وفى الذكرى ال30 لإقامتها بمساعدة يابانية وأصبحت رمزا للصداقة، وحضرت لمصر مغنية أوبرالية شهيرة وغنت أوبرا عايدة، كما زار مغنى يابانى فى الأيام الأحيرة القاهرة، وغنى فى الأوبرا ولاقى ترحيبا كبيرا.

 

وأضاف أن المتحف المصرى الكبير مشروع كبير للغاية، وهو جوهرة، ويمثل رمزا من رموز الصداقة، ويمثل مكانا للحضارة العالمية.

 

ودعمت اليابان بناء المتحف من خلال قرض استثنائى يبلغ حوالى 800 مليون دولار، كما توفر طوكيو التعاون الفنى من خلال الخبراء اليابانين فى ترميم وحفظ الآثار .

 

 

وأوضح أنه تم استخدام نوع معين من الورق اليابانى لحفظ الآثار، وفى زيارتى الأخيرة لليابان لاقيت الكثير من الترحيب والاهتمام لهذا المتحف، حيث أن الاهتمام بافتتاح المتحف يتزايد يوما بعد يوم. وقال إنه حضر نقل قطعة أثرية من متحف التحرير إلى المتحف الكبير.

 

وأشار إلى أنه التقى وزير الثقافة 4 مرات فى أسبوع، معربا عن أمله فى افتتاح المتحف قريبا.

 

وعن الشراكة فى التعاون الثلاثى مع افريقيا (تمويل يابانى وخبرة يابانية لإفادة الإفريقيين من خلال مصر)، قال السفير إن مصر دولة مهمة للغاية فى إفريقيا، فمنذ عام 1985 عملنا معا فى هذا الدد من خلال الوكالة المصرية للتنمية والجايكا، موضحا أنه من خلال هذا البرنامج تم استقبال 3500 متدرب من الدول الإفريقية، قائلا إن مصر الآن رئيس الاتحاد الإفريقى، وترغب طوكيو فى توسيع التعاون الثلاثى.

 

وقال إنه من المتوقع أن يكون هناك لقاءات مهمة بين الصين والولايات المتحدة على هامش القمة.  

والعلاقات بين اليابان والصين تحسنت بشكل كبير، وهذه المرة الأولى التى يزور فيها الرئيس شى جين بينج اليابان، ورغم أن قادة الدولتين التقيا فى عدد من المناسبات مثل نيويورك، لكنهما لم يلتقيا فى اليابان من قبل، مما يعنى أن هناك جهدا كبيرا سيبذل سواء فى العلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف.

وترى اليابان أن تقييد التجارة لا يفيد أحدا، وطوكيو قالت ذلك لكلا من بكين وواشنطن وستظل تفعل ذلك، وسيكون هناك مناقشات جادة فى هذ الصدد فى قمة العشرين.

 

الاستثمارات  اليابانية فى مصر

وأضاف السفير أن الاستثمارات اليابانية فى مصر زادت لتصل إلى 162 مليون دولار لعام 2017-18، بزيادة 75% عن العام 2016، قائلا إن هناك فرص كبيرة فى مصر، وفى مارس الماضى كان هناك زيارة لوفد مكون من 40 شركة يابانية والتقى الرئيس السيسى بهم لساعة ونصف الساعة، وأبدى الرئيس رغبته فى زيادة الاستثمارات الاجنبية متعهدا بتحسين بيئة العمل.

 

وأكد رئيس هيئة التجارة اليابانية الخارجية أن مصر تغيرت بالفعل.

 

وأضاف أن قمة التيكاد تمثل فرصة لمصر، حيث نتوقع من الرئيس السيسى أن يأتى إلى اليابان بصحبة العديد من رجال الأعمال ، حيث تركز القمة على التجارة والاستثمار. وقمة التيكاد 7 مناسبة مهمة لتجمع القادة الأفارقة ورجال الأعمال الإفريقين لمناقشة تعزيز الاستثمارات فى إفريقيا.

 

وأوضح أنه ينبغى حل القضايا التى تم مناقشتها فى زيارة وفد رجال الأعمال الماضى، مقدما مثالا على ذلك ، بصناعة السيارات اليابانية فى مصر، قائلا إن مصعنى السيارات اليابانيين يمكن أن يزيدوا من انتاجهم لتلبية الطلب المحلى وإذا انخفضت الجمارك سيكون هناك فرص أفضل للتصنيع اليابانى فى مصر. وأعرب السفير عن ضرورة وجود سياسة واضحة وحاسمة من الحكومة المصرية لتسهيل عمل مصعنى السيارات اليابانيين.

 

وأضاف أن حجم التجارة 1.4 مليار دولار فى عام 2017-18 بزيادة 26 %  عن عام  2016، معتبرا أنه يمكن زيادة حجم التجارة من خلال تعزيز التجارة بين البلدين.

 

وزار رئيس الوزراء شينزو ابى إيران لتخفيف التوتر فى المنطقة، والتقى الرئيس الإيرانى، وآيه الله خامنئى وكانت هذه أول زيارة لرئيس وزراء يابانى خلال 41 عاما. وقال الرئيس الإيرانى بوضوح إن إيران لا ترغب فى الحرب، وأكد أن طهران لن تطور أو تمتلك أسلحة نووية.  وأوضح السفير أن هذه التوضيحات كانت تمثل تطمينات ايجابية.

 

مبادرة الإندوباسيفيك

وفيما يتعلق بمبادرة محيط هندى هادئ حر ومفتوح، قال السفير إن حرية الملاحة أمر مهم للغاية، خاصة فى منطقة المحيط الهادئ والهندى، نظرا لأهميتهما الاقتصادية واحتوائهما على عدد كبير من السكان، مضيفا أن أساس المبادرة العمل على تعزيز السلام والرخاء فى هذه المنطقة.

 

وأعتبر أن العلاقة مع مصر فى هذا الصدد، مهمة للغاية، نظرا لوجود البحر المتوسط الذى يربط بين المحيط الهندى بالمحيط الأطلنطى، وفى هذا الترابط البحرى، تلعب قناة السويس دورا مهما فى الاتصال بين المحيطين.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة