بعد استهداف حوالى 7 ناقلات نفطية فى منطقة الخليج العربى، خلال الفترة الماضية وتصاعد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، والأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ظهرت حالة من عدم الاستقرار والتى تشهدها أسواق النفط العالمية حاليا.
ومع تزايد تلك التوترات فى منطقة الشرق الأوسط، والتى تضخ 20% من إنتاج النفط بالعالم ومع زيادة المخاطر بمياه الخليج العربى، ومضيق هرمز والذى يمر منها يوميا حوالى من 20 إلى 30 ناقلة نفط، رفع مالكو ناقلات النفط أسعار تأمين الناقلات فى منطقة تمثل نحو ثلث جميع شحنات البترول المنقولة بحراً والسؤال الذى يطرح نفسه هنا كيف ستؤثر تلك الزيادات على أسعار النفط نفسها؟
فى البداية قال خبراء ومتخصصون فى أسواق النفط، إن تلك الزيادة فى التأمين على الناقلات النفطية ستؤدى إلى زيادة أسعار النفط، قائلا: "مضيق هرمز يمر من خلاله حوالى 21% من حجم تجارة الغاز المسال عالميا، و18% من حجم تجارة النفط عالميا، أما مضيق باب المندب فيمر من خلاله 38% من حجم تجارة النفط عالميا.
وأشار الخبراء إلى وجود الغام عائمة يتم استخدمها عند مناطق بحر عمان، وهى المنطقة المقابلة للمنطقة الإيرانية وهى أقرب نقطة داخل بحر العرب، والتى كان لها تأثير على ناقلات النفط الإماراتية والسعودية واليابانية، وعانت من ألغام عائمة يتم توجيها فى اتجاه الأجسام المعدنية ليلتصق بحجم السفينة المعدنى وخزانات النفط داخل السفن، وبمجرد أن يلتصق بمحركات السفن ومع حركة الدفع للسفن يتم تفجيره من على بعد، وهو ما يعتبر أحد الأدوات التى تم استخدامها فى كثير من السفن ومواقع خزانات النفط التى استخدمها الحوثين فى الفترة السابقة والتى أظهرت أعمال التخريبية التى يستخدمها الجيش الإيرانى، والتى قد تعوق مستقبلا حركة الملاحة البحرية التجارية العالمية، ويعتمد عليها العالم كوسيلة نقل رخيصة وسهلة والتى تعتبر عمود الاقتصاد العالمى كوسيلة نقل .
وتابع الخبراء والمتخصصون، أن شركات الملاحة العالمية لجأت خلال العشرة أيام السابقة الى شركات التأمين لكى تعدل من عقود النقل، وإضافة قيمة تأمينية إلى المناطق ذات الحساسية العالية وتسمى مناطق المياه للمنطقة الحمراء، والتى تصل نسب التامين عليها إلى أكثر من 18 : 25 % للمتر المربع من قيمة وزن التحميل على وزن السفينة، وكانت لا تتعدى من 3 : 5 % وتعد تلك المناطق ذات خطورة عالية ومرتفعة وتشمل مناطق الإرهاب ومناطق تحت الحروب والمناطق ذا الأساطيل الحربية .
وأضاف الخبراء أن هناك ما يسمى بالمنطقة الصفراء، والتى تمثل المناطق البحرية أمام المضايق أو موانئ الدول التى لديها جماعات قرصنة، مثل الصومال ونيجيريا وزمبابوى والكاميرون وليبيا وسوريا وتركيا فيبلغ قيمة التأمين لمرور السفن والناقلات منها من 9 إلى 12% للمتر المربع من قيمة وزن التحميل على وزن السفينة، أما فيما يسمى المناطق المفتوحة الخضراء البحرية، والتى تشمل حركة الملاحة بين دول الاتحاد الأوروبى أو مناطق شمال آسيا وهذه النسب أقل من 5% للمتر المربع للتحميل على جسم السفينة وبالتالى يعتبر النقل البحرى من أحد أهم السبل المؤثرة فى حركة تجارة النفط والغاز الطبيعى ومن أعلى نسب التأمين بالمقارنة بحاويات النفط وبالتالى وصلت بالنسبة لحاملات كبسولات الغاز المسال من 18 إلى 21 %، بينما الزيت الخام من 13 إلى 17 %.
وذكر الخبراء أنه بعد ما حدث خلال الأسابيع الماضية لاستهداف عدد من ناقلات النفط والتوترات بمنطقة الخليج كان هناك تأثير مباشر على مستوى عقود التأمين لحاويات النفط والغاز، والتى سوف تزيد من أسعار النفط من 1.5 إلى 2.5 % من سعر البرميل .
وأضاف الخبراء، أن ما تشهده مياه الخليج ومضيق هرمز من توترات وارتفاع معدلات الخطورة لمرور السفن والناقلات النفطية سيؤدى إلى زيادة نسب المرور بالممر الملاحى لقناة السويس والتى يعد من أكثر الممرات الملاحية أمانا فى العالم، لافتا إلى أن معدل الزيادة من الممكن أن تتراوح من 6 إلى 7 % لمرور الناقلات النفطية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة