توجه الناخبون الأتراك اليوم الأحد، لصناديق الاقتراع مرة أخرى، لاختيار رئيساً جديداً لبلدية اسطنبول ، بعدما قررت السلطات التركية إعادة الانتخابات التى أجريت نهاية مارس الماضى، والتى أسفرت عن فوز رئيس حزب الشعب الجمهورى أكرم أوغلو أمام أحد قيادات حزب العدالة والتنمية رئيس البرلمان التركى السابق بن على يلدريم، والذى يأمل تحقيق معجزة فى الإعادة.
كان حزب الشعوب الديمقراطى الكردى، قد أكد على دعم "أوغلو" فى انتخابات اسطنبول، وذلك في رفض واضح الاستجابة للرسالة المنسوبة إلى الزعيم الكردي المعتقل عبدالله أوجلان، والتى قيل إنه طالب الأكراد فيها بالتزام الحياد في الانتخابات.
واتهم قياديون أكراد، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، بمحاولة بث الفرقة والشقاق بين الكرد، عبر ترديده أن أوجلان يطلب من الأكراد الحياد، خلافا للزعيم الكردي المعتقل أيضاً صلاح الدين ديمرتاش، الذى طالبهم بدعم مرشح المعارضة، وحديث أردوغان عن تضارب مواقف الرجلين.
وأصدر برفين بولدان وسزائي تمللي، رئيسا حزب الشعوب الديمقراطي، بيانا مشتركا قالا فيه إن محاولة أردوغان تأليب حزبهم على أوجلان، تعكس مدى اليأس الذي وصل إليه قبل انتخابات إسطنبول، وأن حزبهم لم يغير استراتيجيته حتى الآن وموقفه من الانتخابات لم يتغير.
ومن المرجح أن يمثل الصوت الكردى فى تلك الانتخابات، الكتلة التى ستحسم نتيجة التصويت، بسبب تقارب حظوظ كلا المرشحين، وإن كان عدد من استطلاعات الرأى أكدت تفوق إمام أوغلو على مرشح العدالة والتنمية.
وفى المقابل، أجرى نائب رئيس تكتل نواب العدالة والتنمية بالبرلمان بولنت توران والأمين العام للحزب فاتح شاهين زيارة للمقر العام لحزب السعادة، وذلك قبل ساعات من انطلاق الاقتراع.
جاءت تلك الزيارة من رموز وقيادات كبيرة في حزب العدالة والتنمية، بعد دعوة رجب طيب أردوغان، خلال لقاء تليفزيوني، لحزب السعادة للتحالف ، حيث اجتمع بولنت توران وفاتح شاهين، مع نائب رئيس حزب السعادة لطفي يالمان، والأمين العام تاج الدين تشاتين كايا، في المقر الرئيسي للحزب.
وأوضح شاهين في تصريحاته أن الحزبين لهما التوجه نفسه، مشيرًا إلى أن كليهما من تلاميذ الأب الروحي لتيار الإسلام السياسى فى تركيا نجم الدين أربكان.
جدير بالذكر، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر اسطنبول فى الانتخابات البلدية التى جرت 31 مارس الماضى، لصالح حزب الشعب الجمهورى المعارض.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات، إعادة التصويت فى اسطنبول، بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية، بحجة وقوع مخالفات تصويتية أثرت على النتيجة.
كان المرشحان قد تبادلا خلال مناظرة تلفزيونية بينهما الاتهامات بسرقة الأصوات، واعتبر يلدريم أن المعارضة لم تسهم في تجنب إعادة عملية الاقتراع على المنصب، في حين شدد أمام أوغلو على رفضه عبارة "سرقة أصوات الناخبين"، وقال إنها يجب أن توجه تلك الاتهامات المشينة إلى مندوبي أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية ورؤساء صناديق الاقتراع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة