دخلت الحرب الإلكترونية الدائرة فى الكنيسة القبطية، مرحلة جديدة، وذلك بعد أن تخصصت صفحات بعينها فى الهجوم على البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية فى كل قراراته أو تصريحاته، طوال السنوات الأربعة الماضية، وأنطلق أنصار البابا من شباب التيار المستنير، فى تأسيس صفحات كان أولها "أبطل جنونهم وشرهم".
عملت تلك الصفحة خلال الأيام الماضية على التصدى لصفحات "حماة الإيمان" و"أبناء البابا شنودة" والصخرة الأرثوذكسية وغيرها من صفحات يقودها التيار الكنسى المتشدد اعتادت الهجوم على كافة تحركات البابا تواضروس فى علاقته بالطوائف الأخرى، بالإضافة إلى نشر اتهامات الهرطقة والزندقة ومخالفة الإيمان الأرثوذكسى لكافة رموز التيار الإصلاحى على رأسهم القمص متى المسكين والأنبا ابيفانيوس الأسقف المغدور، والأنبا انجيلوس أسقف شبرا الشمالية، والأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط وآخرين، إذ تعمل تلك الصفحات على الترويج لفكرة هدم البابا تواضروس لعقيدة الكنيسة مستخدمة تأويلات وتفسيرات لاهوتية وهى نفس الصفحات التى وصف الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس، أصحابها بالمرضى النفسيين، وقال عنهم بالحرف فى لقاء تلفزيونى: "هناك بعض الناس لديهم عقد نفسية أو مدفوعين من جهات تريد الانقسام فى الكنيسة يأخذون بعض الكلمات ويقتطعون من حديث معين ويعلقون عليها ويضخمونها لذلك ستجدهم يقتطعون جملا ويجمعونها معا والشعب القبطى بدأ يلاحظ هذه الأمور ولا يقتنعون بها وهم مجموعة صغيرة تقوم بهذا العمل نعرفهم بالاسم وصوتهم عالى وأطلب من الآباء الكهنة والخدام والشعب أن يعوا لهذا الانقسام.
شباب التيار الإصلاحى يرفعون شعار داوونى بالتى كانت هى الداء
فى المقابل فإن شباب التيار الإصلاحى قد رفعوا شعار داوونى بالتى كانت هى الداء، وقرروا اللجوء إلى نفس الوسيلة للتصدى لتلك الأكاذيب الفكرية واللاهوتية، فى ظل وجود عدد غير قليل من دارسى اللاهوت الكنسى فى جيل الشباب.
ولجأ مؤسسو صفحة " أبطل جنونهم وشرورهم" لاستخدام عبارة مأخوذة من "مشورة أخيتوفل" التى تقال فى صلوات القداس الإلهى ضد أعداء الكنيسة ونصها الكامل "أعداء كنيستك يارب مثل كل زمان والآن أذلهم حل تعاظمهم عرفهم ضعفهم سريعا أبطل حسدهم، وسعايتهم، وجنونهم، وشرهم، ونميمتهم التى يصنعونها فينا، يا رب اجعلهم كلهم كلا شيء، وبدد مشورتهم يا الله الذى بدد مشورة أخيتوفل".
أما بالنسبة لأخيتوفل فهو أحد شخصيات العهد القديم، وقد كان القائد الفعلى لحركة تمرد أبشالوم ضد داود أبيه، وقد نجحت جزء من مخططاته، ولكنه الله أرسل عونا للتصدى له وانتصرت مشورة داوود البار (مستشار الملك)، وذلك للتدليل على ما يحدث فى الكنيسة حاليا من خلافات صنعتها الكتائب الإلكترونية لا تستهدف سلام الكنيسة.
أسقف مغاغة يحذف اسم البابا من صلواته الطقسية فى تحدى جديد
فى نفس السياق، فإن مصادر بإيبراشية مغاغة أكدت أن الأنبا اغاثون قد تجاهل ذكر اسم البابا تواضروس فى كافة الصلوات الطقسية بالإيبراشية، مكتفيا بكلمة "البابا البطريرك" وهو ما تم توثيقه بالفيديو حيث ترأس الانبا أغاثون قداس الجمعة الماضى فى أحد الكنائس وأثناء تلاوته لتحليل الخدام فى صلوات القداس، قال: "عبيدك يا رب خدام هذا اليوم القمامصة والقسوس والشمامسة الأكليروس وكل الشعب وضع يكونون محبين من فم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس ومن فم الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية ومن أفواه الإثنى عشر رسولًا ومن فم ناظر الإله الإنجيلى مرقس الرسول الطاهر والشهيد والبطريرك القديس ساويرس ومعلمنا ديوسقوروس والقديس أثناسيوس الرسولى والقديس بطرس خاتم الشهداء ورئيس الكهنة والقديس يوحنا ذهبى القم والقديس كيرلس والقديس باسيليوس و القديس أغريغوريوس ومن أفواه الثلاثمائة والثمانية عشر المجتمعين بنيقية والمئة والخمسين بالقسطنطينية والمائتين بأفسس ومن قم أبينا المكرم رئيس الكهنة البابا... ومن فم حقارتى"
وقال خادم بإيبراشية مغاغة رفض الإفصاح عن اسمه، إن الأنبا اغاثون تجاهل ذكر اسم البابا تواضروس مرتين متتاليتين مكتفيا بكلمة البابا البطريرك على خلفية الخلاف القائم بينهما، مشيرا إلى أن طقس رسامة كهنة جدد قد شهد واقعة مماثلة إذ تلا كاهنان جديدان مكلفان بالخدمة تعهد الكهنة، الذى يتضمن طاعة البابا البطريرك والأب الأسقف والولاء لهما، فذكرا اسم الانبا اغاثون دون البابا تواضروس مكتفيا بلقبه دون الاسم مما يعتبر عصيانا لسلطة البطريرك بشكل طقسى.
كان الأنبا اغاثون أسقف مغاغة والعدوة، قد واصل تحديه للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووقع مع فريق من مطران وثلاثة أساقفة على بيان قبيل انعقاد المجمع المقدس للكنيسة يطلبون فيه من آباء المجمع التصدى لمخالفات إيمانية وعقيدية تستهدف نشر الإلحاد بين الشباب وهدم عقيدة الكنيسة وهو البيان الذى قوبل بغضب شديد من قبل الانبا دانيال سكرتير المجمع المقدس الذى رأى فى نشر البيان على مواقع التواصل الاجتماعى إخلالا بآليات العمل داخل المجمع المقدس التى تتطلب السرية معتبرا الأساقفة الأربعة لا يمثلون سوى 2% من آباء المجمع المقدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة