قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الزيارة التى يقوم بها الرئيس الصينى شى جين بينج إلى كوريا الشمالية ربما يكون الهدف منها توجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
فالهدف الرسمى من الزيارة التى تبدأ اليوم، الخميس، هو تعزيز الاتصال والتبادلات الإستراتيجية بين البلدين، حسبما جاء فى صحيفة رسمية فى كوريا الشمالية. لكن من الناحية غير الرسمية، فإن "شى" ذهب إلى بيونج يانج للحديث عن أو على الأقل لإرسال رسالة إلى ترامب.
فهذه الزيارة، التى تعد الأولى لرئيس صينى إلى كوريا الشمالية من 14 عاما، والمرة الثانية التى يلتقى فيها زعيم عالمى بكيم على أرضه، تأتى فى الوقت الذى تحاصر فيه كلا من الصين وكوريا الشمالية فى نزاعات مع الولايات المتحدة، وربما تنظر كلا منهما إلى الأخرى للمساعدة فى كسب نفوذ لدى ترامب.
وتوقعت الصحيفة أن يستغل "شى" و"كيم" الاهتمام الإعلامى العالمى ليثبتا لترامب أنهما صانعى صفقات محترفين.
فبالنسبة لشى، هذا الاجتماع هو وسيلة جيدة لتذكير الرئيس الأمريكى، الذى يخوض معه حربا تجارية ومن المتوقع أن يجتمعا خلال ثمة العشرين المقبلة، بأن الصين لديها نفوذ كبير على بيونج يانج ذات القدرات النووية. وكذلك، فإن كيم بحاجة إلى مساعدة شى ليحصل على ما يريد وهو تخفيف العقوبات التى يواجهها.
وتأتى الزيارة فى الوقت الذى تعلق فيه الصين فى حرب تجارية مدمرة مع الولايات المتحدة، كما أنها تأتى قبل أقل من اسبوعين من اللقاء المتوقع بين "شى" و"ترامب" على هامش قمة العشرين المقررة فى أوساكا باليابان.
وفى الأسابيع الأخيرة، كثف ترامب معركته مع الصين بعد أن رفع التعريفة على 200 مليار دولار من البضائع الصينية وهدد بفرض الضرائب على 300 مليار دولار من البضائع الإضافية لو لم توافق بكين على شروط واشنطن التجارية.
ويبدو أن زيارة الرئيس الصينى لكوريا الشمالية تهدف جزئيا إلى نقل رسالة مفادها أنه لو أرادت الولايات المتحدة مساعدة الصين فى تقييد كوريا المتحدية دائما، فيجب أن تخفف قيودها فى التجارة.
ويقول لى سيونج هيون، المحلل فى معهد سيجونج بكوريا الجنوبية إن "شى" يريد أن يؤمن نفوذ قبل لقائه بترامب فى وقت لاحق هذا الشهر، ويبعث بإشارة إلى واشنطن أن الصين لديها دور كبير لتلعبه فى تحقيق نزع السلاح النووى من كوريا الشمالية.
وسبق أن انهارت المحادثات بين الولايات المتحدة وكريا الشمالية فى فبراير الماضى بعد لقاء سابق بين ترامب وكين فى فيتنام، ورفض ترامب رفع العقوبات مقابل خطوات نحة نزع السلاح النووى.
ونظرا لأن كل لقاء لكين مع ترامب سبقه لقاء له مع الرئيس الصينى، فإن بعض الخبراء يتكهنون أن زيارة شى لكوريا الشمالية ربما تمهد لقمة ثالثة بين رئيسى الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. ولو تبين صحة هذا الأمر، فإن الاجتماع بين شى وكيم فى بيونج يانج يذكّر أيضا ترامب بأن الرئيس الصينى لديه القدرة على تخريب أى محادثات مستقبلية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وفيما يتعلق بكيم، يقول الخبراء إنه ليس بعيدا عن تملق "شى" لو كان سيحصل على شىء فى المقال. فبدعوة الرئيس الصينى ، منحه كين فرصة للعب دور الوسيط فى شبه الجزيرة الكورية، وفى المقابل تتوقع بيونج يانج أن تحصل على الغذاء من الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة