قبل انتخابات إسطنبول.. كيف يحاول أردوغان "بيع الوهم" لسكان المدينة التركية.. الاستفزاز التركى لقبرص محاولة لاستدعاء "فزاعة" الحرب لتكرار سيناريو انتخابات 2016.. والحزب الحاكم لا يريد التفريط فى الفوز بأى ثمن

الثلاثاء، 18 يونيو 2019 10:00 م
قبل انتخابات إسطنبول.. كيف يحاول أردوغان "بيع الوهم" لسكان المدينة التركية.. الاستفزاز التركى لقبرص محاولة لاستدعاء "فزاعة" الحرب لتكرار سيناريو انتخابات 2016.. والحزب الحاكم لا يريد التفريط فى الفوز بأى ثمن اردوغان
كتب : بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


فى الوقت الذى يحاول فيه نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الفوز بانتخابات بلدية اسطنبول المعادة، والمقرر انعقادها بعد أيام، يبدو أنه يراهن على معركته الحالية مع قبرص، حول التنقيب عن الغاز قبالة سواحلها، وهو ما يعكس محاولته لخلق صراع يمكن من خلاله تحقيق مكاسب سياسية.

 

ففى تحد صريح، قال الرئيس التركي أن بلاده ستواصل التنقيب عن النفط قبالة سواحل قبرص بعد أن دعت دول جنوب أوروبا تركيا إلى وقف أعمالها "غير الشرعية" في المنطقة. وأوضح أردوغان، في خطاب متلفز في إسطنبول: "نواصل وسنواصل البحث في هذه المناطق التي هي لنا"، وفقا لصحيفة "أحوال" التركية.

 

وحذر الرئيس التركي من أن "هناك من أصدر أوامر. لاعتقال  أفراد طاقم سفننا. ستواجهون نتائج وخيمة إذا فعلتم ذلك"، في إشارة منه لتقارير عن إصدار قبرص مذكرات توقيف بحق أعضاء سفينة التنقيب التركية "فاتح" الأسبوع الماضي. وأشار أردوغان صراحة إلى وجود عسكرى ضخم لحماية السفن التركية التى تعمل على التنقيب على الغاز قبالة السواحل القبرصية، موضحا أن أى اعتراض لها ستكون هناك حماية كبيرة لهم.

مسار مزدوج.. فزاعة الحرب وسيلة الخروج من المآزق الانتخابية

التهديدات التركية ربما ترتبط ارتباطا وثيقا بالانتخابات فى إسطنبول حيث أنها تمثل محاولة من قبل النظام الحاكم فى أنقرة إلى استدعاء ما يمكننا تسميته بفزاعة "الحرب"، لحشد المواطنين الأتراك خلف النظام، وبالتالى فتح الباب أمام تشويه المعارضة واتهامها بالخيانة، بالإضافة إلى دفع المواطنين للتصويت لصالح مرشح الحزب الحاكم بن على يلدريم فى انتخابات اسطنبول المعادة.

 

السيناريو الذى يخطط له أردوغان يبدو متشابها إلى حد كبير مع المخطط الذى تبناه فى الانتخابات التشريعية التى أجريت فى يونيو 2016، والتى فشل فيها النظام التركى من الحصول على الأغلبية المطلقة، حيث زاحمه حزب الشعب الجمهورى المعارض على المقاعد البرلمانية، ليضع أردوغان فى مأزق حقيقى دفعه فى نهاية الأمر إلى إعادة الانتخابات، تحت غطاء الدعوة لانتخابات مبكرة، تم إجراؤها بالفعل فى نوفمبر من نفس العام.

 

إلا أن خطة أردوغان حينها لم تقتصر على مسارها السياسى المتمثل فى إعادة الانتخابات، وإنما شملت مسارا أخر، وهو التلويح بعصا الحرب، حيث قرر أن يشن حملة عسكرية على الأكراد، باعتبارهم منظمة إرهابية، فى انقلاب صريح على الهدنة التى عقدها معهم منذ وصوله إلى السلطة فى عام 2003، بل وكانوا سببا رئيسيا فى انتصاراته الانتخابية المتواترة.

 

انهيار الاقتصاد.. كيف يحاول أردوغان "بيع الوهم" لمواطنى إسطنبول؟

 

وتمثل محاولات أردوغان فى التنقيب عن غاز المتوسط، محاولة لإحياء الآمال الاقتصادية لدى المواطنين الأتراك، وخاصة فى إسطنبول والتى تمثل العاصمة الاقتصادية للبلاد، حول مستقبل الاقتصاد التركى فى المرحلة المقبلة، فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من حالة من الانهيار الاقتصادى، نتيجة الانهيار الشديد فى قيمة العملة المحلية "الليرة"، وكذلك ارتفاع مستويات التضخم، وبالتالى فإن الحديث عن غاز المتوسط هو محاولة يائسة لتقديم وعود ضمنية لسكان المدينة الكبيرة بمستقبل أفضل.

 

وهنا يمكننا القول بأن الرئيس التركى يحاول أن يبيع الوهم لمواطنيه، خلال المرحلة الراهنة، لاسترضائهم قبل الانتخابات المزمع انعقادها بعد أيام قليلة، وذلك للحصول على أصواتهم، فى ظل الأهمية الكبيرة التى يمنحها حزب العدالة والتنمية لمدينة إسطنبول إلى الحد الذى دفعه إلى عدم تقبل النتائج التى أسفرت عنها الانتخابات الأولى، والتى أدت إلى فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بمنصب عمدة المدينة، متفوقا على مرشح الحزب الحاكم بن على يلدريم.

اسطنبول تحمل مكانة شخصية لدى أردوغان

فعلى الرغم من أن مرشحى الحزب الحاكم فشلوا فى الوصول إلى مقاعد الحكم فى العديد من المدن الكبرى، وعلى رأسها أنقرة التى تعد العاصمة السياسية ومركز الحكم، إلا أن الرئيس التركى توقف أمام إسطنبول رافضا أن يمرر نتيجتها، وهو ما يرجع فى جزء كبير منه لأهميتها التاريخية، كعاصمة الخلافة العثمانية، والتى يتوهم فى قدرته على استعادتها، وكذلك باعتبارها أحد أهم المراكز الاقتصادية فى البلاد إن لم تكن المركز الرئيسى للاقتصاد التركى.

اسطنبول تحمل مكانة شخصية لدى أردوغان، بعيدا عن مكانتها التاريخية والاقتصادية، حيث أنه شغل منصب عمدة المدينة لسنوات طويلة قبل وصوله إلى قمة هرم السلطة فى تركيا، وهو ما يعكس اهميتها الشخصية بالنسبة له، بالإضافة إلى حرصه الشديد على الفوز بها، سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، وهو ما يظهر بوضوح فى إصراره على إعادة الانتخابات رغم إعلان اللجنة العليا عن فوز مرشح المعارضة.

 

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة