لخصت قيادات وخبراء فى حركات الإسلام السياسى، معادلة إنتاج الإرهاب والتطرف، مرجعين ظهور التيارات التكفيرية إلى خطاب شيوخ جماعات الإسلام السياسى المتشددة، بالإضافة إلى الفهم الخاطئ للدين، ومؤكدين أن الخطابات المشبوهة والمنحرفة والتفسيرات الخاطئة لشيوخ التيارات الإسلامية ساهمت فى ظهور الفكر الداعشى، فلا يمكن أن ننسى فتوى يوسف القرضاوى منظر جماعة الإخوان الإرهابية، التى أتاح فيها للشخص بتنفيذ عمليات انتحارية وهو نفس الأسلوب تتبعه داعش الآن، إلى جانب فتوى أكرم الكساب أحد دعاة الإخوان، وعضو اتحاد يوسف القرضاوى المسمى اتحاد علماء المسلمين، الذى أجاز للشخص أن يفجر نفسه أمام الشرطة إذا ألقى القبض عليه، فجميعها تفسيرات وفتاوى ساهمت فى انتشار الفكر الداعشى.
وفى هذا السياق، أرجعت حنان حجازى المنشقة عن جماعة الإخوان الإرهابية، ظهور الفكر الداعشى والمتطرف إلى الخطاب المشوهة الذى يتبناه شيوخ تيار الحركات والجماعات الإسلامية.
وقالت "حجازى" فى تصريحات لها: "جماعات الإسلام السياسى قدمت خطابا دينيا مشوها تجرعت منه أجيال متتالية، وأنتج لنا نماذج مشوهة للجهاد ونماذج مشوهة للدعاة، وانتهى الأمر بنموذج مشوه للخلافة أو بما يسمى تنظيم داعش.
وأضافت: "من أساسيات هذا الخطاب الدينى، أنه اعتمد تشويه صورة حكام المسلمين والطعن فيهم وإبرازهم كعملاء للاستعمار الصهيوأمريكى، وأصبح الخطيب الذى يسب الحاكم أو يدعو عليه من أعلى المنابر هو نموذج الداعية البطل الذى لا يخشى فى الله لومه لائم رغم أن المأثور عن النبى والصحابة والتابعين ينهى عن سب الحكام بل واعتبره ابو الدرداء رضى الله عنه، علامة من علامات النفاق، بينما يحدث العكس عندنا، حيث ترسخ فى الأذهان أن السب والطعن والسخرية من الحكام علامة من علامات أهل الحق والدين وأن الشيخ أو الخطيب الذى يدعو للحاكم منافق ومن شيوخ السلطان الذين باعوا دينهم".
الجهل بصحيح الدين ينتج الإرهاب والتطرف
وفى إطار متصل أوضح حسين مطاوع، الداعية السلفى، أن التطرف له أسباب كثيرة من أهمها مثلا الجهل بصحيح الدين والتعصب للدين بغير علم ولا بينة وهذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( هلك المتنطعون) وكررها ثلاثا.
وأضاف الداعية السلفى، أن من أسباب التطرف انغلاق الشخص على نفسه وعدم معايشته لحياته بشكل طبيعي حيث الأسرة والأصدقاء واللهو المباح وما إلى ذلك، مشيرا إلى أن الخطابات المتطرفة تعد أحد الأسباب ولكن ليس كل أسباب ظهور الفطر الداعشى.
من جانبه أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن التفسيرات الخاطئة للدين بجانب شيوخ التيارات الإسلامية المنحرفة كانت سببا كبيرا فى ظهور تنظيم داعش الإرهابى.
وقال القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التراث الذى يستند إليه هؤلاء الدواعش المنحرفين هو المسؤول الرئيسى عن هذا الشر موضحا أن هناك أسانيد فقهية وأحاديث نسبت إلى النبى وأفعال نسبت إلى بعض الصحابة و سلوكيات لكثير من حكام المسلمين تسببت فى هذا الفهم الخاطئ للدين وللأسف لم يراجعها المفكرون و العلماء و يفندونها و يعملون العقل فيها من أجل مواجهة هذه الأفكار المنحرفة.
ولفت طارق البشبيشى، أن أبرز التفسيرات التى يعتمد عليها الدواعش هى تسفيرات الردة و محاربة غير المسلمين واستخدام الدين فى السياسة وأشياء أخرى تجاوزها العقل و الزمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة