الإماراتية ريم الهاشمى أول بطلة ألعاب قتالية فى العالم تدرس الفضاء

ريم عبد الكريم الهاشمى بطلة العالم للجوجيتسو فى فئة الحزام الأزرق، انتزعت الميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق فى بطولة أبوظبى العالمية للمحترفين أبريل الماضى بعد 5 نزالات قوية، لتسجل اسمها كأول بطلة إماراتية تحصد الذهب فى فئة البالغات، وقد شاركت أمس فى جولة موسكو جراند سلام وحصدت الذهب أيضا.

ريم لم تكتف بهذه الإنجازات الرياضية، لكنها سجلت اسمها فى سجل آخر، هو سجل العلم والمعرفة، لتصبح أول لاعبة للألعاب القتالية فى العالم تدرس هندسة الفضاء، فهى انتهت للتو من العام الأول لها فى هذا التخصص النادر، حاصلة على درجة الامتياز، وطموحها أن تكون عالمة فضاء وأن تقدم أبحاث وتعمل فى أشهر وكالات الفضاء فى العالم، فى نفس الوقت الذى تسعى فيه بكل قوة لتحافظ على موقعها كبطلة للعالم فى رياضتها المفضلة.

ريم الهاشمى أول بطلة ألعاب قتالية فى العالم تدرس الفضاء

العبرة فى قصة ريم - كما تخبرنا وام - أنها فتاة إماراتية لا تعترف بالمستحيل، فشعارها "لا مجال للمستحيل"، هى تجمع بين التميز فى رياضة قتالية عنيفة وصلت فيها إلى قمة العالم، وبين التميز العلمى فى تخصص نادر، ولا ترضى فى كلتا الحالتين سوى بـ"الرقم واحد".. والغريب فى الأمر أن ريم أدلت باعتراف مهم للغاية عندما تحدثنا معها عن مسيرتها، حيث أكدت بأن معدلاتها فى الدراسة لم تصل إلى القمة إلا بعد أن مارست رياضة الجو جيتسو، وإذا وضعنا هذا المعنى الكبير بجوار قصة الفيلسوف اليونانى الشهير أفلاطون الذى كان مصارعا من العيار الثقيل سبق له أن فاز ببطولتين أوليمبيتين قبل أن يتحول للفلسفة، وأن يؤسس أول أكاديمية علمية وفلسفية فى العالم على ملعب التدريب ولا يقبل فيها سوى الرياضيين الأقوياء، وإذا استكملنا السياق نفسه لنعرف بأن هزاع المنصورى أول رائد فضاء إماراتى وعربى يمارس رياضة الجو جيتسو هو الآخر وأكد فى أكثر من مناسبة أن تلك الرياضة مهمة للغاية لصفاء الذهن وتأهيله بدنيا للتعامل مع كل المعطيات بمرونة فى الفضاء، فإننا بالتأكيد لابد أن نخرج بمعانى كثيرة، ولا سيما فى ظل اختيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لهذه الرياضة تحديدا "الجوجيتسو" ودعمها بإصدار قرار تاريخى باعتمادها ضمن المناهج الدراسية المدرسية عام 2008.

ريم الهاشمى أول بطلة ألعاب قتالية فى العالم تدرس الفضاء (1)

تقول ريم: "إذا كان السؤال عن كيفية التميز فى الدراسة الصعبة والرياضة معا فى آن واحد، فإن الإجابة بسيطة للغاية، وهى الاستثمار الأمثل للوقت، من خلال تنظيمه والاستفادة من كل دقيقة فيه، لأن الوقت أهم منحة من الله يجب أن نحافظ عليها ونطوعها فى خدمة أهدافنا، وأنا لا يمر يوم فى حياتى حاليا إلا وأتدرب فيه بين مرتين و3 مرات، وأدرس فيه أيضا، ومن حسن الحظ أننى أؤد بعض تدريباتى فى صالة الرياضة بالجامعة لمزيد من الاستثمار للوقت، وفى أوقات البطولات والمشاركات أركز على التدريبات، وفى فترات ما بعد البطولات أركز على الدراسة وأستغل فترات الصيف فى الدراسة كى أختصر الزمن فى بعض المواد الدراسية وبالتالى أنا أؤمن بأن إدارة الوقت أهم تحد يواجه الانسان".

وعما إذا كانت قد توقعت الفوز بالذهب فى بطولة العالم الأخيرة بأبوظبى، قالت: فى كل الظروف ثقتى بنفسى بلا حدود، وإيمانى كبير بقدراتي، وقد استعديت بشكل جيد لهذه البطولة بهدف واضح هو الفوز بالذهب، وبالتالى لم يكن مفاجأة لى أن أفوز بالذهب، خاصة أننى تعاملت مع كل نزال على حدة باعتباره بطولة منفصلة، برغم أن وزنى كان صعبا وهو الـ 49 كجم، كما أنها المرة الأولى التى أشارك بها فى عالمية أبوظبى بالحزام الأزرق، ومن هنا فقد خضت 5 نزالات قوية كان أصعبهم النزال الأول والنزال النهائى".

وعن حجم استفادتها شخصيا من الرياضة .. أوضحت أن الرياضة تمنح ممارسها طاقة إيجابية كبيرة، وإذا كانت رياضة قتالية مثل لعبتنا فهى تعلمنا كيف نصل بالتركيز إلى أعلى معدلاته، وكيف نواجه الصعاب بثبات، وكيف نثق بأنفسنا، وكيف ننظم الوقت، وكيف تكون المسؤولية، وكيف تكتشف قدراتك أكثر، ولذلك أنا استفدت الكثير من هذه الرياضة لأن الرياضة أسلوب حياة، تنظم التغذية والنوم وترسخ القناعات والقيم وتعلم الانسان أن يضع خطة لكل يوم فى حياته.

وأضافت أنا فخورة بأن أكون أول لاعبة للألعاب القتالية فى العالم تدرس الفضاء، والجو جيتسو ستساعدنى مثلما تساعد هزاع المنصوري، الذى يحمل الحزام البنفسجي، ولدى تحد كبير فى الأيام القليلة المقبلة وهو البطولة الآسيوية التى ستقام فى كازاخستان 21 من الشهر الجاري، وسر الصعوبة فى التحدى هو أن البطولات الآسيوية تقام بنظام الأوزان وليس بنظام الأحزمة وبالتالى فمن المؤكد أننى سأواجه لاعبات حزام أسود وحزام بنى أكثر منى خبرة بسنوات طويلة، لكن ثقتى كبيرة بنفسي.

وأعربت عن ثقتها بأن بنت الإمارات قادرة على الإبداع فى كل مكان إذا وجدت الفرصة، .. مضيفة أنا محظوظة بالدعم الكبير من أسرتى ومن اتحاد اللعبة برئاسة سعادة عبدالمنعم الهاشمى رئيس الاتحادين الآسيوى والإماراتى النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي، ولن أخف سرا إذا قلت بأننا لدينا بساط صغير فى المنزل نتدرب عليه أنا و شقيقتى بلقيس وشقيقى باسل فكلاهما يلعبان الجو جيتسو أيضا، كما أننى أدين بالفضل أيضا إلى نادى الوحدة الذى أنتمى إليه.

وعن سبب اختيارها لرياضة الجو جيتسو .. قالت: عرفت هذه الرياضة من المدرسة وأيضا من شقيقى باسل وشقيقتى بلقيس بطلة آسيا للناشئات وبطلة العالم، وللعلم فإن تجربتى مع الجوجيتسو حتى الآن عمرها 3 سنوات ونصف، وقد تواكب انضمامى لممارسة الجوجيتسو مع دراستى بالثانوية ولم أجد أى صعوبة فى التميز بالتعليم والرياضة، أيضا بل حصلت لأول مرة فى حياتى على نسبة 97.6 % فى الثانوية، بمعنى أن معدل درجاتى ارتفع مع ممارسة الجوجيتسو، وفى الوقت نفسه حصلت على ذهبية الحزام الأبيض عام 2017 ببطولة العالم وكانت المدرسة بمسؤوليها وطلابها يشجعونى ويؤازرونى فى الصالة، كانت لحظات رائعة لن أنساها من ذاكرتى.

من أبرز الإنجازات التى حققت الهاشمى، برونزية بطولة آسيا فى فيتنام 2017 وبرونزية بطولة آسيا بتركمانستان 2017 وذهبية بطولة أبوظبى العالمية حزام أبيض 2017 وذهبية بطولة أبوظبى العالمية حزام أزرق 2019 وجائزة أبوظبى العالمية لأفضل لاعبة إماراتية حزام أزرق وذهبية موسكو جراند سلام للجوجيتسو 2019.