فى الوقت الذى يحاول فيه تنظيم "الحمدين" حفظ ماء الوجه برسم صورة حضارية له أمام العالم، يكشف الواقع زيف تلك الصورة فلا تزال انتهاكات حقوق المواطنين القطريين عرضا مستمرا من قبل تميم ونظام "الحمدين"، وآخرها ما كشفه بالوثائق والأدلة مجلس العلاقات الأمريكية العالمية المختص في شؤون الشرق الأوسط والذى يتخذ من بوسطن مقرا له حيث يتبع لأكاديميين من جامعة هارفارد، بشأن بطش تميم بأسرة الشيخ طلال آل ثانى، أحد شيوخ العائلة الحاكمة، حيث نشر تقريرا يوثق الانتهاكات الحقوقية التي تعرضت لها زوجة وأطفال أحد شيوخ العائلة الحاكمة في قطر من قبل النظام، بحسب سكاى نيوز.
سرد التقرير، ما تعرضت له أسماء أريان، زوجة الشيخ طلال آل ثاني، حفيد مؤسس قطر، هو انتهاك سافر لحقوق الإنسان، وبحسب الوثائق، فإن الأزمة بدأت منذ 2007، حيث اعتبر نظام الحمدين أن زوجة الشيخ طلال بمثابة تهديد لحكومة الإمارة الصغيرة، فأي شخص، يبدو ذا حق في الحكم ويطمح إلى إحداث تغيير، يجري النظر إليه بكثير من الارتياب ويصبح بمثابة هدف للنظام.
الزوجة
كيف استدرجت قطر الضحية؟
وقام النظام القطري بخداع الشيخ طلال وعائلته ثم استدرجه إلى قطر ووعده بمنحه حق الميراث في أبيه، عبد العزيز بن أحمد بن علي آل ثاني، لكن الوعود كانت مجرد حيلة لاستدراج الشيخ وسلب كافة حقوقه منه، ثم إلقائه فى السجن فيما تمكنت زوجته وأبناؤه من الانتقال إلى الخارج بعدما أجبروا على العيش في ظروف عصيبة وعانوا المرض والفقر وضيق ذات اليد، فى الوقت الذى تعرض الزوج لتعذيب وحشي، بادعاء تورطه في مخالفات مالية.
وبحسب أسماء أريان، فإنها تدفع ثمن خلاف النظام القطري مع والد زوجها، الشيخ عبد العزيز بن حمد، وتضيف أن السبب هو حقد أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة وابنه الشيخ تميم ، مضيفة أن هذا الحقد كلف زوجها ستة أعوام من السجن الظالم، دون مراعاة كرامته، وفي ظل صمت مطبق للمجتمع الدولي إزاء ما يحصل في الدوحة.
وأظهرت الصور ، جلد أحد أطفال الشيخ المعتقل، وهو في حالة احمرار، فضلا عن بثور بارزة، بسبب ظروف الإقامة المتردية التي وضعت فيها العائلة حين كانت في العاصمة الدوحة ، وتمت إعادة نشر نفس التقرير مع الصور في صفحة الـ Harvard Scholars؛ وهي صفحة تستخدم كمرجع أكاديمي للباحثين حول العالم.
انتهاكات بحق الشعب
حال عائلة الشيخ طلال لم يختلف كثيرا عن حال القبائل الأخرى، التى مارس النظام القطرى ضدها القمع والتنكيل فقبليتى الغفران وآل مرة حرموا أبناءها من العيش فى وطنهم وتم سحب منهم الجنسية منهم ونهب أموالهم عبر تجميد حساباتهم البنكية، وتم سحب جنسية نحو 50 من أفراد أسرتهم، وكل هذا لأنهم شاركوا فى اجتماع أقامه شيوخ القبائل فى يونيو العام نفسه، برفقة عدد من أعيان قبيلة آل مرة القطرية، مع ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، وجرى خلاله الحديث عن الأزمة الخليجية.
كما تم سحب جنسية شيخ قبيلة بني هاجر، الشيخ شافى بن ناصر بن حمود آل شافي الهاجرى، بعد استنكاره سياستها في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجى، كما استبعدت كل أبناء قبيلة قحطان وبنى هاجر من المواقع العسكرية والأمنية الحساسة، وعيّنت آخرين بدلاً منهم.
شيخ قبيلة آل مرة
الشيخ عبد الله بن على آل ثانى، والذى قامت السلطات بنهب أمواله عبر تجميد حساباته فى بنوكها ، وذلك بعد أن نجحت وساطته مع السعودية لإيفاد الحجيج القطريين، وسطع نجمه وازدادت شعبيته، حيث عمل النظام على استهدافه، و الشيخ سلطان بن سحيم عندما أعرب عن نيته فى قيادة حركة تصحيح أمام النظام القطرى، فما كان من النظام إلا أن قمع قبيلته، واقتحم قصره وصادر أمواله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة