يشكل سرطان عنق الرحم عبئا على أفريقيا بشكل مثير للقلق ، خاصة وأن القارة السوداء تضم 19 من بين 20 دولة هى الأكثر تأثرا بهذا النوع من السرطان فى العالم ، وتذهب ضحية هذا المرض 311 إلف سيدة سنويا علي مستوى العالم ، وينتشر المرض بصورة لافتة للانتباه بين النساء فى أفريقيا على الرغم من كونه من أنواع السرطان التى يسهل الوقاية منها ، كما يمكن الشفاء منها تماما بفضل التطعيم والتشخيص المبكر والحصول على العلاج فى الوقت المناسب .
وقد دفع انتشار المرض بهذه الصورة ، منظمة الصحة العالمية إلى جعل القضاء على سرطان عنق الرحم من أولوياتها هذا العام ، وفي هذا الصدد ، قالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية فى أفريقيا فى نشرة المكتب الإقليمي للمنظمة " لقد صار وضع سرطان عنق الرحم في أفريقيا جد خطير فقد ارتفعت نسب الإصابة به بمعدل ستة أضعاف مقارنة بأمريكا الشمالية وإننا سنسعى جاهدين لخفض هذه المعدلات عن طريق الاستراتيجية الدولية الحديثة".
وكانت الدول الأعضاء في المنظمة إضافة إلى عدد من ممثلي الأوساط العلمية والمجتمع المدني قد بحثوا ، من 13 إلى 15 مايو الماضي ، بالمكتب الإقليمي للمنظمة في برازافيل (جمهورية الكونغو الديمقراطية) مشروع استراتيجية دولية حديثة للقضاء على سرطان عنق الرحم في أفريقيا.
وصدق المشاركون على أن تتضمن الاستراتيجية الدولية الجديدة إعطاء 90 % من النساء المصل الوقائي بعد بلوغهن الخامسة عشرة من العمر وخضوعهن لفحص شمال عند بلوغهن الخامسة والثلاثين على أن تحصل 90% من النساء اللاتي أصبن فعليا بالمرض على العلاج اللازم والرعاية المناسبة لمساعدتهن على الشفاء تماما من المرض.
وأكد المشاركون ضرورة الاتفاق مع عدد من الجهات المانحة لتمويل الاستراتيجية الدولية في أسرع وقت حتي يتسنى للعالم رؤية ثمارها على أرض الواقع.
بدوره قال الدكتور جوزيف كابوريه مدير إدارة برامج المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لدى أفريقيا إن المثير للقلق في هذه القضية أن العديد من المناطق فى أفريقيا لا تتعامل مع سرطان عنق الرحم إلا بعد وصوله إلى مراحل متأخرة يصعب الشفاء منها وذلك بسبب تدهور أوضاع خدمات الرعاية الصحية هناك.. لذا يتعين علينا التأكد من حصول النساء على الرعاية الصحية اللازمة الأمر الذي من شأنه تمكينهن من سرعة اكتشاف المرض في مراحله الأولى ومن ثم منحهن فرصا أكبر في الشفاء منه.
يذكر أن سرطان عنق الرحم يسببه فيروس الورم الحليمى البشرى والذي ينتقل جنسيا ويمكن الوقاية منه عن طريق إعطاء المصل الوقائي للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و14 عاما ، وخضوع النساء اللاتى تتراوح أعمارهن بين 30 و49 عاما للفحص الدوري لكشف الإصابة به في مراحله الأولى الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرص الشفاء منه تماما وذلك وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة