"اللى بنى مصر كان فى الأصل مقدونى".. محمد على جعل المصريين أطباء ومعلمين وصناعا ودارسين وعسكريين.. كيف بنى جيشاً مصرياً قوياً ؟ والمصريون جنود فى جيشهم لأول مرة منذ الفراعنة .. اختار أسوان مقراً للمدرسة الحربية

الأربعاء، 08 مايو 2019 11:16 ص
"اللى بنى مصر كان فى الأصل مقدونى".. محمد على جعل المصريين أطباء ومعلمين وصناعا ودارسين وعسكريين.. كيف بنى جيشاً مصرياً قوياً ؟ والمصريون جنود فى جيشهم لأول مرة منذ الفراعنة .. اختار أسوان مقراً للمدرسة الحربية محمد على
كتب على حسان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 - كيف حبب الشعب المصرى فى الجيش وجعلهم يتطوعون بين صفوفه

- استلم الباشا جهازا إداريا متهالكا وخزينة فارغة.. فحولها لقطعة من أوروبا 

 
التاريخ يشهد لمحمد على باشا، تأسيس أول دولة قوية وحديثة وعصرية عرفها المصريون بعد أمجاد أجدادهم الفراعنة، فأصبحت دولته متوسعة مترامية الأطراف تملك جيشا وقوتا، وتصنع مستقبلها وحاضرها فى كافة المجالات، رجل تيقن وآمن أن مصر قوة رهيبة ورئيسية لا يستهان بها فى أى معادلة، لجأ للشعب المصرى فصنع منه حاكما قويا وأعانه على ذلك. 
 
رغم عدم تحدثه العربية استطاع المقدونى محمد على باشا قراءة المصريين وفهمهم بذكاء شديد، وصار مؤمنا أنه من احتمى بالمصريين فقد احتمى بجبل فولاذى يقهر كل صعب، فدرس قائد الفرقة الألبانية التى تم إرسالها للتخلص من الحملة الفرنسية الشعب المصرى بعناية فائقة وأثبت كفاءته كقائد حقيقى قوى الشخصية، فى ظل دخول البلاد فى دوامة من الصراعات لعدة أعوام بعد خروج الحملة الفرنسية منها، فلم يثبت غيره جدارة فى حكم مصر بإرادة مصرية خالصة. 
 
بدأت قصة محمد على باشا بطلب الدولة العثمانية لمتطوعين للخدمة فى صفوف الجيش العثمانى، وكانت تلك الفترة تشهد فيها البلاد كسادا تجاريا كبيرا، فذهب إلى مصر بشخصية عسكرى صارم وعقل وحكمة تاجر، يعرف مكاسبه جيدا، يرفض الخسارة ويدير البلاد بفكر التاجر الذى يعرف كل ما لديه من مقومات فى يده، ثم بدأ يسيطر على كل الخيوط التى صارت فى يده.
 
محمد على باشا كان حينها شابا فى الثلاثينات من عمره، كان أميًّا لكنه كان مثقفا وقوى الشخصية، ويملك تطلعات ودراية كبيرة فى كل المجالات والتى انعكست مستقبلا على شكل دولته التى وصلت لقمة المجد، ونبحر فى السطور القادمة فى شخصية وتاريخ محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، الرجل الذى غير مجرى تاريخ مصر وأسس وثبت أركان دولته رغم محاربته من كل الجهات.
 
45 عاما هى مدة حكم محمد على باشا لمصر أنشأ فيها دولة حديثة بكل المقاييس كانت فى موقع الندية مع دول الغرب، تجعلها تحقق معادلة صعبة وأركانها هى: فائض من الغذاء وحياة كريمة بين الناس وتقسيم العمل بين أفراد المجتمع.
 
استلم الباشا جهازا إداريا متهالكا وخزينة فارغة وكانت الدولة متفككة وضعيفة ومترهلة، ولكن بحكمة منقطعة النظير حولها لدولة كبيرة تضاهى الدول الأوروبية فى ذلك التوقيت، وأصبح يسيطر على كل الخيوط فى يده، كما أنه أدرك أن مصر ستصبح قاعدة لُملك عظيم، إلى أن تنازل عن العرش عام 1848 وتوفى بالإسكندرية فى أغسطس 1849.
 
محمد على باشا جعل المصريين لأول مرة فى تاريخهم وتاريخ الدولة الإسلامية وليس العثمانية فقط يختارون حاكما بإرادة خالصة حينها، بل يفرضونه على خليفة المسلمين وقتها، فى حين كان حاكم مصر يأتى رغما عن أنف الشعب يفرض عليهم الضرائب ويسلب قوتهم وقواهم، فبعد خروج الحملة الفرنسية شهدت مصر حالة كبيرة من الفراغ السياسى، فأصبح المصريون محاصرين من جنود حاكم مصر حينها البرديسى باشا وسياسته بفرض الضرائب الباهظة على الشعب الذى لا يملك شيئا، ومن هنا بدأت القصة بالثورة على الحاكم، ورفضوا دفع الضرائب وذهبوا لعمر مكرم ورجال الأزهر يشكون أمرهم. 
 

محمد على باشا وقوته العسكرية حموا ثورة الشعب المصرى على البرديسى باشا

 
خرج المصريون فى ثورة عارمة وحاصروا البرديسى باشا، وكانت سابقة، فللمرة الأولى تشهد البلاد خروج النساء للمشاركة فى الثورة بشوارع المحروسة للمطالبة برحيل الحاكم المملوكى الظالم الذى يمتص دماءهم، وكان محمد على باشا وقتها وقوته العسكرية ضمن الحصار الذى استمر لقلعة الباشا طيلة 3 أشهر حتى سقط، لكنه بدهاء وحكمة ذئب عجوز رأى محمد على باشا أن مصر بحاجة لمن يصلحها، ووضع معادلة فى منتهى الحياد بين كل الأطراف، فرغم قوته المسلحة رفض الانحياز للعثمانيين أو المماليك أو نخبة مصرية، لكنه ساند المصريين واختار الشعب المصرى وراهن عليهم وبالفعل أصبح الشعب المصرى هو الفائز والحصان الأسود فى السباق. 
 
وبرز نجم محمد على باشا فى الساحة السياسية المصرية بل وأثبت أنه سياسى على قدر كبير من الحكمة فرغم امتلاكه قوة عسكرية كبيرة وقف بجانب المصريين وأصدر تعليماته وقراراته المشددة لجنوده بمنع السلب أو النهب أو فرض الضرائب أو التحصل على أى أموال من الشعب المصرى، خاصة فى ظل ثورة المصريين بين عامى 1801 و1805 وحالة الحراك المستمر التى تحتج على تعسف الباشا العثمانى والمماليك، إلى أن تحقق حلم المصريين آنذاك الذين رفعوا شعار: «يا رب يا متجلى أهلك العثمالى»، فنجح الرعية فى عزل الوالى الظالم، رغم إرسال خليفة المسلمين حينها رسالة للمصريين: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ» ورد عليه عمر مكرم حينها: «أولو الأمر هم العلماء وإذا سار الحاكم فى الناس بغير العدل فلا طاعة له». 
 
بعد الثورة الشعبية الكبيرة التى خرج بها المصريون ضد الحاكم الظالم خورشيد باشا، وأسقطوه، أصبح الشعب المصرى مصدر السلطات، فبدأ المصريون يبحثون عن المخلص والزعيم المنقذ، وبالفعل توجهوا لمحمد على باشا لتولى حكم مصر متمثلين فى عمر مكرم والنخبة المصرية وقتها، وهى بمثابة ثورة ضربت السلطان العثمانى والباشا والمماليك، فلجأ المصريون لمحمد على باشا الذى يمتلك الجاذبية الجماهيرية والكاريزما، وقدرته الكبيرة على فهمه للمصريين، فسياسته بإصدار أوامره لجنوده بالحفاظ على المصريين ومقدراتهم، فعرفه الشعب بأنه ليس كالمماليك، فهو ورجاله لا يقومون بأعمال منافية للأخلاق، وأنه كان يحذر جنوده دائما من ذلك، وكأنه جزء من الشعب المصرى، وهو ما دفعهم للتمسك به ومطالبته بالتربع على عرش مصر، امتنع فى البداية ولكن سنوات غيرت تفكيره وجعلته يعرف قيمة مصر وقدرتها على إعادة بناء المنطقة بالكامل، وبالفعل وافق ووقع وثيقة مع المصريين متمثلين فى عمر مكرم والنخبة بأنه يرجع إليهم حال حدوث أى شيء أو أمر مهم من أمور الدولة، وتم توقيع ذلك بعد موافقته فى بيت القاضى مثل «المحكمة حاليا».
 

المصريون ينصبون محمد على والياً عليهم بشروط فى أول مرة يختارون حاكمهم

 
نصب محمد على واليا لمصر، رغم أنف السلطان العثمانى الذى قهرته إرادة الشعب المصرى العظيم وقتها، وكان الرفض العثمانى وقتها للفكرة يتلخص فى أن محمد على باشا صنع فى مصر ولم يصنع فى إسطنبول، وأول حاكم يأتى بإرادة شعبية مصرية، فهو ليس من رجال السلطان العثمانى وغير معروف وشخص مغمور، فليس قائدًا لجيش من جيوشه، وليس لهم ولاية عليه بالأساس، وحاولوا كثيرا التخلص منه والتحايل على إرادة الشعب المصرى بذكاء عن طريق عرض توليه حاكما لأكبر الإمارات العثمانية حينها، لكنه عرض الأمر على المصريين، فهم من رفضوا، فتعامل مع الأمر بدهاء، لأنه لا يريد الصدام مع الباب العالى، فتأتى من المصريين وليس منه، وفى البداية لا يريد خسارة المصريين، فكان يلعب على إرضاء كل الأطراف.
 

كيف شرع محمد على باشا فى بناء دولته الحديثة؟

 
التاريخ لا ينسى الإنجازات لأنها هى من تكتبه، فمحمد على باشا أعظم شخصية إسلامية عرفها القرن الـ19 نجح فى بناء دولة عظيمة وحصنها بجيش كبير، ونفذ سياسات إصلاحية كبيرة جدا بها، إنشائية وسياسية، ونرصدها فى المحطات التالية.. 
 

كسب ثقة المصريين.. خفف الضرائب على الفلاحين أولى محطات تثبيت أركان دولته

 
هرع الرجل فى بناء دولته، والفلاح هو أساس ذلك، فقرر إلغاء الالتزام ورفض الاحتكار وتخفيف الضريبة على الوسية، وللمرة الأولى سمح للفلاح الذى كان يعمل بالسخرة بزراعة أرضه مع توفير البذور له، وكل مقومات الزراعة مع منحه جزءا من المحصول، والجزء الآخر يذهب للدولة، وبذلك الإجراء العظيم أصبحت خزينة الدولة عامرة، وبها ما يكفى رغم أنه استلمها فارغة، وخفف الضريبة عن الملتزمين عام 1808م، وهو ما رفضوه، وطالب عمر مكرم حينها محمد على بفرضها على الفلاحين فقط، فرفض.
 

أنشأ أول جيش نظامى عرفته مصر فى تاريخها الحديث.. أهم محطاته

 
رجل دولة، كانت له نظرة مستقبلية، فنظر إلى المستقبل الذى ينتظر دولته التى تكبر وتنمو وتتوسع، فكان لابد من جيش قوى يحميها، ففكر الباشا فى إنشاء أول جيش لمصر الحديثة، بسبب المعارك التى بدأت وقتها وعدم رضا السلطان والمماليك عنه وحربهم الشديدة له بعده السماح بوجوده. 
 
فكر الباشا فى تكوين أول جيش نظامى قوى، تكون له ميزانية مستقلة وتدريب أيضًا مستقل، قائم على خطة لتعليم الجنود والأفراد كافة الفنون القتالية، فأثبتت التجربة التى خاضها فى حرب الحجاز من عام 1811 لعام 1818 أنه لا يمكن الاعتماد على جيش من المرتزقة، فذلك الجيش أطال مدة الحرب لتصل لـ8 سنوات كما أن المرتزقة معروف عنهم التمرد على قادتهم، وعدم الانصياع للأوامر، وبمجرد علم الألبان وقادة جيشه من المرتزقة بنية الباشا تجنيد المصريين تآمروا عليه وقرروا التخلص منه، فقرر عدم الاعتماد على الألبان، وتوجه لمصدر آخر لبناء جيشه، فتوجه للسودان، وكانت عبارة عن إمارات أو مجموعة ممالك إسلامية أو وثنية، وفكر فى ضمها لمصر، ونجح فى ذلك لتصبح باشاوية مصر والسودان، وقرر اتخاذ جنده منها، لكنه فشل لعدم تحمل السودانيين فى تلك الفترة الحياة العسكرية ولم يتحملوا الحياة العسكرية. 
 

1822 بداية التجنيد الإجبارى بأول جيش لمصر فى تاريخها الحديث

 
1822 عام تجنيد أبناء الفلاحين فى الجيش المصرى بشكل إجبارى، وفى المقابل يتلقون مواد تعليمية وتموينا وملابس، وخلافه من الأمور المعيشية، كما أنها لأول مرة يدخل المواطن المصرى جيش بلاده منذ العصر الفرعونى.
 

كيف عرف المصريون شرف الجندية فى عهد محمد على.. وحببهم فى جيشهم؟

 
توجه الباشا للمصريين وقرر تجنيدهم رغم الفترة العصيبة التى كان يمر بها الشعب من فرض ضرائب وعدة أزمات واجهته، فقرر تجنيد شبابه ولم يخش استخدام القوة ضده، وأخذ الأيد العاملة من المزارع والغيطان وأدخلها فى الجيش ووقتها كان مؤسسة غير منتجة، فوثق فى الفلاحين ومنحهم السلاح، فى وقت كما ذكرنا فى ظل نظام السخرة وسياسة الاحتكار وفرض الضرائب، فأمر مشايخ وعمد القرى بتجهيز الشباب لتدريبهم فى معسكرات الجيش وقتها بشكل إلزامى، واختار أسوان لتكون مقرًا لتدريب الجيش.
 
أنشأ الرجل أول مدرسة حربية فى أسوان، بعيدًا عن أنظار العالم، مستعينًا بسليمان باشا الفرنساوى، واتبع طريقة لجذب وتحفيز المصريين على تجنيد أبنائهم، وبفضل ذكائه جعل الشباب يقبلون على الجندية وحبب الشعب فيها أيضًا، بعدما قرر إرسال الشباب المجندين لذويهم بملابس فاخرة وإكرامهم وأمر بإطعامهم اللحوم ثلاث مرات أسبوعيا، وهو حدث لا يتكرر أكل اللحوم بالنسبة لهم إلا فى المناسبات، فنقل المجندون تلك الصورة لقراهم فحببوا أقرانهم فى الجيش وانخرطوا فيه وعظموا شرف الجندية، كما لأول مرة أصبح للجيش نشيد وعلم، حيث كان النشيد من تأليف رفاعة الطهطاوى.
 

نهضة محمد على الزراعية فى مصر

 
تأكد الباشا من قيمة مصر كدولة قوية وبالإدارة الناجحة ستصبح قوة عظمى، فأدخل محاصيل جديدة لم تكن تعرفها البلاد من قبل، وبدأ زراعة القطن عام 1821 – 1822 للمرة الأولى بالبلاد، وساهم فى تغيير اقتصاد مصر ليحقق أرباحا تجارية كبيرة بنى بها جيشا، كما أنه أدخل دودة القز للبلاد وزرع آلاف الأفدنة بأشجار التوت لتنهض مصر فى صناعة الحرير وتشرع فى تصديره للخارج، بالإضافة إلى إنشاء القناطر الخيرية والسدود وغيرها لتتحول مصر إلى الزراعة بالرى الدائم. 
 

نهضة مصر تعليميا وصناعيا

 
قرر الباشا النهوض بقطاع الصناعة فأنشأ المصانع الخاصة بالصناعات الحربية والأسلحة والبارود وخلافه وجميع مستلزمات الجيش لتكون ملكا للدولة وعدم السماح بإنشاء مصانع خارج الدولة لذلك الأمر، لأنه كان يؤمن بأن الجيش هو القاعدة الأساسية وعمود الدولة. 
 
كانت لدى الرجل سياسة مازالت كل دول العالم تعمل بها حتى الآن، وهى سياسة الابتعاث، فأرسل الكثير من المصريين لتلقى التعليم فى الخارج لكى ينقلوه للداخل، وكانت أشهر تلك البعثات عام 1826 التى ترأسها رفاعة الطهطاوى رائد التعليم فى العصر الحديث.
 
كان محمد على باشا يستعين دوما بأهل الخبرة، فاستمع الرجل إلى كلوت بيه وقتها الذى اقترح عليه إنشاء مدرسة للطب فى مصر، فكانت كلية طب قصر العينى، فقال له كلوت بيه: «عايزين دكاترة للجيش لأنك ممكن تخسر جنود من الجيش فى السلم أكثر من الحرب»، فنصحه بعلاج جنوده، ففكر قبل تدشين المدرسة بإرسال بعثات لتكوين شخصية المعلم المصرى فى الطب ليدرس، ويتخرج المدرسون فى الطب من تلك البعثات فأسس أول مدرسة للطب بمصر. 
 

نهضة مصر الثقافية

 
ونمر بشكل سريع على النهضة الثقافية غير المسبوقة التى شهدتها مصر، فامتلكت مصر للمرة الأولى فى تاريخها كدولة مطبعة بولاق لطباعة الكتب، لتكون مصدرًا لتثقيف العامة وطلبة العلم بأرض المحروسة، كما وضع أول نواة لأرشيف قومى لمصر وغيرها. 
 

السياسة الخارجية للباشا

 
حاول الباشا أن يظل مطيعا للدولة العثمانية التى أبقت عليه بعدما تيقنت من قوته، ففى بداية الأمر حاول استرضاء الباب العالى واستعاد بجيشه بلاد الحرمين، لأنها كانت خارج السلطان العثمانى، فبالتالى قوة السلطان وصورته ستصبح فى مهب الريح لعدم خضوع بلاد الحرمين له، لأنه خليفة المسلمين، فأعادها له محمد على باشا مرة أخرى لتحسين صورته.
 
ورغم إدراك محمد على باشا لنية السلطان العثمانى بتشيت قوته العسكرية خارجيا وإنهاك جيشه بالحروب فى الجزيرة العربية، لكنه حفظ التوازن مع السلطان مع الحذر من التخلص منه، وأبلغ قناصل الدول الأوروبية مايو 1838 بإعلانه الاستقلال عن الدولة العثمانية، وهو ما كان مفاجأة من العيار الثقيل. ووضع على قمة أولوياته اكتشاف منابع النيل وتأمينها بوضعها تحت السيطرة المصرية، ودحر الحركة الوهابية وضم الحجاز ونجد لحكمه سنة 1818، واستولى على الشام، وهزم العثمانيين عام 1833، وكاد يستولى على الأستانة لولا تدخل روسيا وبريطانيا وفرنسا.
 
لا شك أن محمد على باشا أعظم شخصية إسلامية فى القرن الـ19 فنجح فى بناء دولة كبيرة وجيش كبير ونفذ سياسات كبيرة، وقام ببناء أسطول عظيم على أحدث الطرق بمساعدة أوروبية، حتى ان المنتجات المصرية غزت الأسواق الأوروبية فى ظل زيادة الطلب عليها لحاجة القارة العجوز إليها خاصة الغزل المصرى.
 
p.5
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة