كشفت صحيفة "صنداى تايمز" عن الأسباب التى دفعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى لإقالة جافن ويليامسون كوزير للدفاع ومنها أنه هاجمها فى حديث خاص فى أكثر من مناسبة، موضحًا أن إصابتها بمرض السكرى جعلها غير قادرة على ممارسة عملها كرئيسة للوزراء.
وأضافت الصحيفة، أن ماى شعرت بالإحباط من سلوك ويليامسون بعدما علمت أنه أخبر زميله فى حزب المحافظين أن تراجع صحتها يعنى أنها يجب ألا تستمر فى الوظيفة.
وأوضحت "صنداى تايمز" أن ويليامسون رفض هذه الإدعاءات باعتبارها غير صحيحة بشكل قاطع.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه التعليقات أدلى بها ويليامسون قبل إقالته بأسابيع وسط مزاعم بأنه سرب تفاصيل اجتماع مجلس الأمن القومى (NSC) الشهر الماضى.
فيما قالت مصادر رفيعة المستوى فى الحكومة وداخل حزب المحافظين، إن تعليقات حول صحة رئيسة الوزراء سمعت من قبل مسئول كبير فى الحزب، حيث أبلغ تفاصيل محادثة وزير الدفاع السابق إلى داونينج ستريت.
ولفتت "صنداى تايمز"، إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التى يدلى فيها وزير الدفاع السابق بتعليقات عن صحة ماى، حيث سمع فى مأدبة عشاء وهو يقول إن لياقة ماى وصحتها تمنعانها من أداء عملها فى هذا المنصب.
قال أحد حلفاء ماى: "أمر مثير للغضب حقا أن يحاول شخص استخدام الحالة الصحية لرئيسة الوزراء ضدها وأن يقترح أنها تجعلها لا تصلح لمنصب رئاسة الوزراء".
ورد ويليامسون الليلة الماضية على هذه الإدعاءات، مؤكدا على أنه لم يتحدث عن صحة ماى، فى الوقت الذى قالت فيه شرطة العاصمة إن تسريبات مجلس الأمن القومى "لا يحتوى على معلومات من شأنها أن تنتهك قانون الأسرار الرسمية" و"لا ترقى إلى مستوى الجريمة الجنائية".
وندد وزير الدفاع السابق بالتحقيق فى التسريب باعتباره مطاردة ساحرة ومهينة وطالب بإجراء تحقيق مناسب وكامل ونزيه. مؤكدًا لصحيفة "التايمز" أنه يستشير المحامين.
ومع ذلك، قال مساعدون أن ثقة ماى فى ويليامسون قد قوضها أيضًا رغبته فى إرسال القوات المسلحة إلى بعض الأماكن للمشاركة فى المعارك الدائرة هناك وهو ما تخشى رئاسة الوزراء أن تؤدى إلى بدء الحرب.
وأشارت "صنداى تايمز" إلى أن ماى رفضت السماح له بإرسال سفن حربية تابعة للبحرية الملكية إلى المياه الصينية فى بحر الصين الجنوبى، فما كان من ويليامسون إلا أنه أهان رئيسة الوزراء بكتابة ".... رئيسة الوزراء" واصفا إياها بألفاظ نابية على ورقة أمامه، وهو ما تم إبلاغه لمكتب رئاسة الوزراء.
وأطلعت صحيفة صنداى تايمز على وثيقة لمجلس الأمن القومى تبين أن ويليامسون كان مصمم على إرسال قوات بريطانية إلى أفغانستان. وأمر القادة العسكريين بوضع خطط للتدخل فى خمس دول أفريقية على الأقل، بما فى ذلك زيمبابوى ونيجيريا وكينيا.
وقال مسئول بوزارة الدفاع، إن نهج ويليامسون اعتمد على إيجاد أعذار لإرسال قوات. وقال مصدر عسكرى: "لقد أراد غزو أفريقيا".
أجاب أحد أصدقاء ويليامسون: "من المفارقات أن وثيقة مجلس الأمن القومى قد تسربت فى محاولة لتشويه سمعة جافن".
وزير الدفاع البريطانى المقال
اتخذ حليف آخر لوزير الدفاع موقفا منتقدا لماى قائلا: "حقيقة أن الكثير من السكاكين قد كثرت عليه الآن تظهر أنه سعى للدفاع عن القوات المسلحة. وجدت رئيسة الوزراء دائمًا أنه أمرا مثيرا للغضب أن جافن كان على استعداد لاتخاذ موقف صارم عندما اعتقد أنه فى مصلحة الجيش والبحرية والقوات الجوية. لم تفعل ذلك مطلقًا للشرطة عندما كانت وزيرة داخلية ولم تستطع معرفة سبب قيام جافن بذلك من أجل الجيش. "
وكانت تقارير إعلامية سربت قرارا يتعلق بالسماح بمشاركة شركة "هواوى" الصينية المتخصصة فى التقنية والتكنولوجيا بإنشاء شبكة الجيل الخامس "جى 5"، وهو ما يمثل خطرًا على الأمن القومى البريطانى.
جافن ويليامسون
وبعد اكتشاف المسئول عن تسريب المعلومة "الخطيرة"، أقيل وزير الدفاع البريطانى جافين ويليامسون مساء الأربعاء من منصبه بعد التحقيق والتأكد فى كونه المسئول فى تسريب المعلومات التى تتعلق بالأمن القومى للبلاد.
وكان وزير الدفاع البريطانى أدلى بعدة تصريحات ضد شركة هواوى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أعرب ويليامسون عن "قلقه الشديد" لمشاركة شركة "هواوى" فى نشر تقنية الجيل الخامس لشبكات الاتصالات الخلوية "5 جي" فى بريطانيا، إذ قال الوزير خلال زيارة إلى أوكرانيا "لدى مخاوف كبيرة بشأن توفير هواوى شبكة الجيل الخامس من شبكات الاتصالات الخلوية فى بريطانيا، إنه أمر سيترتب علينا النظر فيه عن كثب جدا"، وفق ما نقلته صحيفة "تايمز" البريطانية.
وقال جافين ويليامسون: "لا بد لنا من الإقرار بأن الدولة الصينية تتصرف أحيانا بشكل سىء النية"، وذلك عقب الاتهامات التى وجهت إلى هواوى بشأن مشاركتها أسرار الدول مع المخابرات الصينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة