- يصف الإنجيل السيدة مريم بأنها «الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا» حسبما ورد فى (لوقا 28:1)، وتعنى «نعمة كثيرة»
تحدثنا عن السيدة مريم، كما وردت فى القرآن الكريم، لكن كيف كانت البشارة فى الإنجيل، كيف ظهر لها الملاك، وماذا قال لها؟
يصف الإنجيل السيدة مريم بأنها «الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا» حسبما ورد فى (لوقا 1: 28)، وتأتى عبارة «منعم عليها» من كلمة يونانية واحدة تعنى أساساً «نعمة كثيرة».
إذن فإن الكتاب المقدس يرى أن السيدة مريم نالت امتيازا فريدا أن تلد المسيح وهى ما زالت عذراء، وقد أنبأ سفر أشعيا بهذا الأمر الغريب وأخبر إنجيلا متى ولوقا كيف تمَّت النبوة.
يقول سفر أشعيا عن ولادة المسيح «ها إن الصبية تحمل وتلد ابنا» (أشعيا ٧:١٤) وذكر إنجيل متى أن نبوءة أشعيا انطبقت حين حبلت مريم بعيسى، فبعدما قال إنها حبلت عجائبيًّا، أضاف: «هذا كله حدث ليتمَّ ما قيل من يهوه بنبيِّه القائل: ها إن العذراء تحمل وتلد ابنا، ويَدعُون اسمه عمانوئيل›، الذى يعنى عند ترجمته: «الله معنا» متى (١:٢٢، ٢٣).
وقد ذكر إنجيل لوقا «أن مريم حملت عجائبيًّا، فكتب أن الله أرسل الملاك جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود، واسم العذراء مريم» (لوقا ١:٢٦، ٢٧) ومريم نفسها أكَّدت أنها عذراء، فبعدما عرفت أنها ستصير أم المسيح سألت: «كيف يكون هذا، وأنا ليس لى علاقة زوجية برجل؟» (لوقا ١:٣٤).
صارت مريم حبلى بواسطة الروح القدس، أى قوة الله الفعالة، (متى ١:١٨) قال لها الملاك: «روح قدس يأتى عليك، وقدرة العلى تظلِّلك. لذلك أيضا يدعى المولود قدوسا، ابن الله» (لوقا ١:٣٥).
ويتابع إنجيل لوقا أن الملاك قال لمريم «وهوذا أليصابات نسيبتك هى أيضا حبلى بابن فى شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا، لأنه ليس شىء غير ممكن لدى الله، قالت مريم هوذا أنا أمة الرب، ليكن لى كقولك، فمضى من عندها الملاك».
ويتابع الإنجيل القصة قائلا: «فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات، فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين فى بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس، وصرخت بصوت عظيم وقالت: «مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك!، فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى؟، فهوذا حين صار صوت سلامك فى أذنى ارتكض الجنين بابتهاج فى بطنى، فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب، فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب، وتبتهج روحى بالله مخلصى، لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى، لأن القدير صنع بى عظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه، صنع قوة بذراعه، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم، أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتضعين، أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين، عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة، كما كلم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد».
يتابع الإنجيل: «فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر، ثم رجعت إلى بيتها، وأما أليصابات فتم زمانها لتلد، فولدت ابنا، وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها، ففرحوا معها، وفى اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبى، وسموه باسم أبيه زكريا، فأجابت أمه وقالت: «لا! بل يسمى يوحنا»، فقالوا لها: ليس أحد فى عشيرتك تسمى بهذا الاسم، ثم أومأوا إلى أبيه، ماذا يريد أن يسمى، فطلب لوحا وكتب قائلا: اسمه يوحنا».
ومن الشخصيات المهمة فى هذه الأمر قصة يوسف النجار، الذى تقول الحكاية الإنجيلية إن يوسف النجار كان خاطبا لمريم، لكن بعدما بشرها الملاك بالطفل، وعادت إلى الناصرة ورآها يوسف حبلى، فلم يقبل أن تستمر هذه الخطبة ولكنه فى نفس الوقت هو رجل بار حنون، ولذلك لم يرد أن يشهرها ويعلن فى الهيكل أنه ليس والد هذا الطفل، وهكذا أصبح فى حيرة إلى أن توصل أن أفضل الحلول التى أمامه أن يطلقها سراً بدون أن يعرف أحد سبب هذا الطلاق، لكن الله الرؤوف أرسل له ملاكا فى حلم وأعلمه أن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس وأنها عذراء وفيها تتم النبوات وفى الحال آمن يوسف ونفذ ما قاله الملاك إذ يقول الكتاب «فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته» (متى 1: 18-24).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة