سأتجاوز الأرق الذى أصابنى وأحاول القراءة لأنام دون أى أفكار إضافية لهذا اليَوْمَ، كعادتى فى كل ليلة لتفريغ رأسى الذى أحمله ويتحملنى هو كعادته، لكننى فى هذه المرة توقفت سريعا عن القراءة ليحملنى حلم بتركيبته السينمائية المشبعة بالمشاعر لأعبر به الزمن، فالأحلام لا تملك مكانا محددا لاحتضان لحظة الشعور، فربما إذا أنا كنت بحاجة لإشباع رغبات عميقة لا أدركها فى ساعات استيقاظى المنشغلة، أو لأنها محرمة بالإجماع من وجهة نظر أوضاعنا التى تحكمنا ونعيشها.
إذا تحدثنا عن قدراتنا كبشر فعلينا الاعتراف بأننا لا نملك قدرات خارقة، ولكن إذا تكلمنا عن البشر كاسم، ومن ثم أضفنا إليه صفة الحالم فإننا سنمتلك كل ما نفتقد إليه.
فالحالم هو ممثل عبقرى يتقن جميع الأدوار، حتى وإن كان غالباً ما يمثل الدور الذى ينتمى إليه فى الواقع، ولديه القدرة على الشعور دون أى حواجز فى حلمه.
فمثلا تحلم بأخيك وهو فى منزل عمك وأنت فى منزلك ولكن وجوده معك فى حلمك يعنى أنه معك فى نفس الفراغ "أى فى نفس المنزل أو حتى الغرفة"، هذا ما ستشعر به بعد استيقاظك لاسترجاع الحلم وتأثيره ستتذكر أيضا إحساسك به، وإن كنت حالما أكثر دقة ستتذكر لون ملابسه، ورائحته وشعورك به فعلا، ولو أن غالبية أحلامنا هي بالونين الأبيض والأسود .
تخيل هذا الشعور إن كنّا نملكه فى الحقيقة هل معنى هذا أننا سنفتقد الاشتياق؟ أو ربما لن نعرف ما هو أصلا وماذا يعنى؟ أم أنها ستزيد أوجاعنا إن كنا قد فقدنا هذا الشخص فى حياتنا، وعدنا من جديد لنشعر به فى حلم.
" قل لى كيف كنت تعيش حلمك فى مكان ما، أقل لك من تكون هل كان درويش يتحكم فى منامه لدرجة أنه يجزم بحقيقة أحلامنا وأننا نكمل حياتنا بها فى قصائده،?
أجابنى هو فى قصيدة أخرى عندما قال: على الحلم أن يرشد الحالمين كما الوحى
عندما استيقظت من حلم اليقظة الذى كان مجرد بروفة لحلمى الحقيقى، أخذت استرجع أحداث الَيوْمَ بشكل سريع وأفكار قديمة ومشاكل لا حلول لها كى أستغل وقت المنام لحلها أو نسيانها، وبدأت بالتمثيل فور انتهاء ساعات الأرق وصولا لموتى الأصغر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة