رحلة من التدريبات الشاقة والتخطيط لسنوات طويلة ودراسة دقيقة للأحوال الجوية من أجل خوض مغامرة وسط العواصف الثلجية والصخور الشاهقة، حتى كللت مجهوداتهما بالنجاح.
الشاب "سعود العيدى" والفتاة "منى الشهاب" استطاعا كتابة تاريخ جديد للملكة العربية السعودية بعد نجاحهما فى تسلق وصعود أعلى قمة جبلية فى العالم وهى قمة ايفرست التى يبلغ ارتفاعها 8 آلاف و850 مترا، لتصبح منى شهاب ثانى امرأة سعودية تحقق هذا الإنجاز.
العيدى بعد نجاحه فى الوصول لأعلى قمة فى العالم
60 يوما بالتمام والكمال قضاها العيدى فى جبال الهيمالايا ليستطيع الوصول إلى القمة الأعلى فى العالم فى الساعة السابعة والنصف صباح يوم 23 مايو الماضى، كان العيدى يدون رحلته خطوة بخطوة حتى وصوله للقمة ويوثقها بالصور عبر حسابه على تويتر.
العيدى أكد أيضاً أن وصوله للقمة العالمية جاء بعد تدريب وعمل متواصل منذ 6 سنوات، معربا عن سعادته برفع علم المملكة فوق القمة الأعلى، مؤكدا أن طموحه لن يتوقف وسوف يواصل العمل والسعى للصعود إلى قمم جبلية أخرى، وموجها الامتنان والشكر لمن ساهم بالمساعدة حتى تحقق هذا الإنجاز.
المتسلق السعودى سعود العيدى
أما منى الشهاب، فلم تكن هذه المرة الأولى التى تتسلق فيها الجبال، ففى 2012 نجحت فى تسلق جبل كليمنجارو أعلى قمة فى إفريقيا وكان بهدف إنسانى من أجل جمع التبرعات لبناء أول مركز للكشف عن السرطان فى المنطقة الشرقية، حيث إنها كرست حياتها لمساعدة مرضى السرطان وتوفير التعليم للاجئين.
المتسلقة منى الشهاب
نجحت "منى" أيضا فى تسلق جبل إلبروس فى روسيا عام 2013 وأيضاً جبل فينسون الأعلى فى أنتاركتيكا لدعم طفل سورى كان يُعالج من السرطان وتم شفاءه بعد ذلك، وفقا لموقع "سفرية".
وقدمت منى الشهاب، شكرها وتقديرها لكل من دعمها وساندها حتى حققت هذا الإنجاز العظيم، مشيرة إلى أن النتيجة تحققت بعد تدريب طويل واطلاع وتدرج فى التسلق حتى نجحت فى الوصول إلى القمّة العالمية.
المتسلقان السعوديان فور وصولهما مطار جدة
ووصل مساء أمس الاثنين، البطلين العيدى والشهاب، مطار الملك عبدالعزيز الدولى فى جدة، وحظيا باستقبال جماهيرى كبير بعد أن نجحا فى تسجيل اسميهما فى لوحة شرف متسلقى القمة الأعلى فى العالم.
انجاز العيدى والشهاب لم يكن الأول فى تاريخ المملكة، فقد سبقهم ثلاثة أخرون هم فاروق الزومان (2008) ، الأمير بندر بن خالد (2012) و "رها محرق" عام 2013 والتى أصبحت أول فتاة سعودية تحقق هذا الإنجاز.
الأمير خالد بن بندر والأميرة ريما مع أبطال التسلق
كما كان فى استقبالهما على المستوى الرسمى.،الأمير بندر بن خالد بن فهد، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودى للتسلق والهايكنج، بحضور الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسة مجلس إدارة الاتحاد السعودى للأولمبياد الخاص، وياسمين القحطانى، المديرة التنفيذية للاتحاد السعودى للتسلق، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الهيئة العامة للرياضة.
الأمير خالد بن بندر يستقبل العيدى بالورود
ووفقا لصحيفة "الرياض" فأبدى الأمير بندر، رئيس الاتحاد السعودى للتسلق والهايكنج، عن سعادته بهذا الإنجاز الذى يضاف إلى سلسلة الإنجازات السعودية التى تحققت فى هذا المجال، إضافة إلى النجاحات التى تحققت خلال الفترة الأخيرة فى رياضة التسلق والهايكنج، مطالبًا البطلين بمضاعفة الجهود من أجل تحقيق المزيد من الأرقام والإنجازات لرياضة الوطن، مشيرًا إلى أن المملكة تحظى بالعديد من المواهب وهواة التسلق القادرين على تحقيق الإنجازات.
العيدى يبرز الإنجاز عبر تويتر
العيدى يوثق رحلة التسلق خطوة بخطوة
سعوديات يحتفلن بالبطلة منى الشهاب
صورة تذكارية لمجموعة متسلقين من دول مختلفة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة