احتفل التونسيون على غرار العديد من دول العالم بعيد الأم ، وهى مناسبة سنوية تقام فى تونس يوم الأحد الأخير من شهر مايو ، ويتم خلالها تكريم الأمهات عبر تقديم الهدايا لهن، وهى مناسبة يعترف فيها المحتفلون بحجم التضحيات والمساهمات التى تقدمها الأمّ للأسرة والمجتمع.
وتبقى الزهور متربعة على عرش الهدايا فى هذا المناسبة، فهى لغة عالمية يفهمها كل البشر وهى عند التونسيين أصدق الهدايا وأكثرها مبيعا ، حيث شهدت محلات الزهور إقبال العديد من الأفراد خاصة السيدات على شراء الزهور ، لإهدائها لأمهاتهن رغم برودة الجو وتساقط الأمطار.
وتقول ايناس كربول إحدى الطالبات بالمعهد الثانوى بالعوينة، إنها اعتادت شراء الزهور لوالدتها كل عام ..مشيرة إلى أنها رغم بساطة الهدية لكنها تدخل الفرحة والبهجة على والدتها فهى وسيلة تعبير جيدة عن تقديرك واعتزازك لمن تهديه وهى رمز له مغزى ومعنى رقيق يشيع فى النفس السعادة فالهدية لا تقيم بقيمتها المادية وإنما بقيمتها المعنوية بما ترمز إليه من محبة ونقاء وحسن سريرة وبما تساهم فيه من ترطيب الأجواء وتنقية العلاقات.
فيما قالت السيدة سميرة بوزراتى ربة منزل وبرفقتها عدد من أبنائها ، إن عيد الأم يتزامن هذا العام مع قرب قدوم عيد الفطر المبارك لذلك ذهبت اليوم لشراء ملابس العيد لأبنائى الذين حرصوا أيضا على شراء هدايا لى متعلقة بمستلزمات المنزل ،فعيد الأم فرصة أيضا للأمهات لتبادل الهدايا مع أبنائهم.
وأكد سفيان الغريانى سائق تاكسى، أنه قام بشراء الزهور لزوجته ولوالدته، لافتا إلى أن التعبير عن محبة الأم يجب أن يكون فى كل يوم وكل ساعة لأن عطاءنا تجاهها ، لا يمثل قطرة فى بحر عطائها من أجلنا ، وعيد الأم يأتى ترجمة لهذه المحبة والعاطفة بأسلوب مختلف وخاص.
وقد حرصت محلات بيع الورود بشارع الحبيب بورقيبة على عرض أجمل ما لديها من نباتات وأزهار بأشكال وألوان زاهية تجذب زبائنها حيث قال بلال بلعيد أحد أصحاب محلات بيع الزهور لإن بيع الورود يزداد فى هذا اليوم ..مشيرا إلى أن محله يطرح أفكارا جديدة للتصميم فى مثل هذه المناسبات مع اختلاف أسعار الورود.
وقامت العديد من المحلات والمراكز التجارية بتقديم العروض والتنزيلات بهذه المناسبة لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين خاصة محلات بيع الأدوات الكهربائية ومستلزمات المنزل والملابس وكذلك محلات بيع الحلويات.
وعن تاريخ وفكرة الاحتفال بعيد الأم ، فإن الاحتفال بعيد الأم معروف منذ القدم ويختلف تاريخه من دولة إلى أخرى فمثلاً فى العالم العربى يكون اليوم الأول من فصل الربيع أى يوم 21 مارس، أما فى النرويج فيحتفل به فى 2 فبراير، فى الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو، وفى الولايات المتحدة يكون الاحتفال فى الأحد الثانى من شهر مايو من كل عام.
وكان أول من فكر فى الاحتفال بيوم للأم فى العالم العربى هما الصحفيان المصريان على أمين وشقيقه مصطفى، مؤسسا جريدة أخبار اليوم، حيث اقترح على أمين فى عموده اليومى "فكرة" الاحتفال بعيد الأم إذ كتب: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيدا قوميا فى بلادنا وبلاد الشرق".
ففى التاسع من ديسمبر 1955 وعلى إثر زيارة قامت بها إحدى الأمهات للراحل مصطفى أمين فى مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترملت وأولادها صغارا ولم تتزوج، وكرست حياتها من أجلهم وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعات وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تماما، كتب فى عمودهما "فكرة": لما لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيدا فى بلادنا وبلاد الشرق، وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرا يا أمى، لماذا لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم على أن يعامل كل منهم أمه كملكة يمنعونها من العمل، ويتولون هم فى هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، ولكن أى يوم فى السنة نجعله عيد الأم"؟
وانهالت الخطابات على الكاتبين الصحفيين لتشجيع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة قائلين إن كل أيام السنة تعتبر عيدا للأم وليس يوما واحدا، لكن غالبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد.
واختار القراء يوم 21 مارس عيدا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للعطاء والصفاء والخير والمشاعر الجميلة، فكان أول احتفال بعيد الأم فى 21 مارس سنة 1956، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوسط الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة