"لم أشعر بالإصابة الدامية التى تعرضت لها فى الظهر، علمت بعد ذلك أنها عبارة عن جرح فى الظهر نتج عن تدخل قوى من أحد لاعبى نهضة بركان أسفل الظهر خلال كرة مشتركة".. طارق حامد.
فى كتابات المتخصصين الغربيين، وعلى محرك البحث "جوجل" يظهر التعريف شبه المعتمد للتنمر بأنه "ذلك السلوك العدوانى المتكرر، الذى يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديًا أو معنويًا من قِبل شخص واحد، أو عدة أشخاص، وذلك بالقول أو الفعل، للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها" .
لكنًّ تعريفًا آخر يحمل دلالة أقوى، ويجعل المتلقى قريبًا من المعنى يقول إن التنمر هو "دلالة على تحول السلوك الإنسانى لسلوك مشابه للسلوك الحيوانى، فى التعامل داخل الغابة، حيث لا بقاء لضعيف ولا احتكام إلا للغة القوة".
هنا فى واقعة طارق حامد تتجلى كل صور السلوك الحيوانى لظاهرة التنمر، حيث تنقلب معانى البطولة إلى عكسها، بفعل تعليقات سخيفة، وتصبح الظواهر البيولوجية التى تصيب الإنسان لا لشىء إلا أنه إنسان، سببًا للتهكم والسخرية، ومعيارًا للاعتقاد بأن جنسًا من البشر أدنى من الآخر.
بشىء من التفصيل فإن هذه الصورة المتداولة للاعب طارق حامد على شبكات التواصل الاجتماعى، ومذيلة بتعليقات سخيفة، الطبيعى أن ينظر إليها البشر على أنها تحمل كل معانى الفخر للاعب، نزف لكنه لم يشعر بشيء، لأنه كان يرى فقط حلم التتويج، وتصرف بمسئولية، فبدل الشورت 3 مرات بعد أن تخضب وتحول من الأبيض إلى الأحمر بلون الدماء، حين يصعد لاعب كهذا إلى منصة التتويج، فان الطبيعى أن تلاحقه نظرات الإعجاب والإشادة.
على شبكات التواصل الاجتماعى، نار التعصب أحرقت بعضهم، تجاهل المعانى التى تتضمنها الصورة، وذهب خياله المريض إلى أن حامد بهذه الوضعية يشبه المرأة فى أيام الحيض، وكأن الحيض سبة للمرأة، أو عدم تعرض الرجل للحيض يمنحه الأفضلية عنها، وهكذا بكل بساطة تجلب البطولة التنمر .
هذه الصورة وغيرها تطرح أهمية مواجهة ظاهرة التنمر على شبكات التواصل الاجتماعى، الإساءة هنا لم تكن لحامد وحده، أو فقط إهدارًا لمجهوده، إنما الإساءة هنا لجنس المرأة فى العموم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة