القارئ محمود حمدون يكتب: رائحة بطعم المكان

الإثنين، 27 مايو 2019 11:00 ص
القارئ محمود حمدون يكتب:  رائحة بطعم المكان قمامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سنوات طويلة، لم نر فيها "سيارة جمع القمامة" حتى تكدّست طبقات فوق بعضها،  فكان يراها القادم من بعيد أهرامات وقمم، فلا يعرف حقيقتها إلاّ سكان المنطقة.. صبيحة أحد الأيام بنهاية الصيف قبل الماضي، صحونا وقد خلت الميادين المجاورة من "قمامتها".

لأول مرة نتنسّم رائحة جديدة، زكمت أنوفنا، منّا من استطابت نفسها لها، بعضنا صرخ بعزم قوته رافضاً، متشبثاً بعالم شبّ فيه انقسمنا فئتين أولانا قليلة العدد، ترى أن  خيراً  على الأبواب، لكنهم كانوا يتهامسون برأيهم هذا كأنما يخجلون من الجهر به، الفئة الثانية، هم كُثر  بلغ بهم الحزن أن أقاموا سرادقات مكان "القمامة" للعزاء، اتّشحت نسوتهم بالسواد.

 

 بتُّ في حيرة من أمريّ: هل أذهب كالآخرين لتقديم واجب العزاء؟ ذاك تقليد لم أحد عنه من قبل، لكن لا فقيد هنا،  فالجنازة حارّة.

 أخرجني من مأزقى شخص أعرفه بوداعته الشديدة "طه " ذلك المثقف الجميل لا يعطيني رأياً قاطعاً في مسألة أعرضها عليه، مرّ جواري  وسألني: تقف بمفترق الطرق  كأنك لا تدري إلى أين تذهب ؟!

 

أسررتُ له ما بداخلي سألته بدوري: هل تذهب للعزاء؟ إن فعلت فأيّ سرادق تعرج عليه أولاً؟

 

قال وهو يغادرنى: اذهب وراء انفك اتبع الرائحة إن كان بينك وبينها ودّا قديماً.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة