تبدو الولايات المتحدة الأمريكية نموذجا طوباويا فى عيون ملايين الناس، باعتبارها بلد الحريات والقانون والأحلام الوردية، لكن ما تشهده كثير من أنحائها يمثل نسفا مباشرا لتلك الصورة الحالمة فى حقيقة الأمر.
فى تقرير نشرته مؤخرا، كشفت صحيفة "ذا إنترسبت" الأمريكية، أن السجون فى ولاية فرجينيا لا تحترم حقوق السجناء الصائمين فى شهر رمضان، وذلك رغم الحماية التى يكفلها الدستور الأمريكى والقوانين الفيدرالية للحريات الدينية.
وقالت الصحيفة إن أحد سجون الولاية لا تشهد احتراما للصائمين ومقتضيات صيامهم، فلا تقدم لهم السحور قبل شروق الشمس، فى حين يُجبر المسلمون فى سجن آخر على الانتظار ساعة أو أكثر بعد غروب الشمس للحصول على الوجبات، وذلك بحسب خطاب لم يُنشر من قبل جرى إرساله إلى سلطات الولاية من قبل نشطاء وجماعات المسلمين.
وفيما يخص تفاصيل الشكوى، قال نمرة عزمى، محامى جماعة دعاة المسلمين، إن للمسجونين حقا أساسيا فى الحرية الدينية داخل السجون، ومع ذلك فإن السجون فى جميع أنحاء البلاد تحرم الصائمين فى شهر رمضان، وسنة بعد سنة، من الغذاء والماء الكافيين بدون داع، الأمر الذى لا يؤثر فقط على قدسية الشهر الكريم، لكنه يضغط على السجناء المسلمين للاختيار بين الصيام وصحتهم. ودعا سلطات الولاية المسؤولة إلى ضرورة التحرّك فورًا لحماية حقوق المسلمين والسماح لهم بصيام رمضان بشكل كامل وحر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إلى جانب عدم تناول الصائمين الطعام فى الوقت المحدد، يواجه المسلمون المُحتجزون فى كل أنحاء البلاد عقبات عند محاولتهم التجمع لصلاة الجمعة، أو الحصول على نسخ من المصحف، بحسب ما أكده رامز عابد، مدير التوعية فى مجلس ICNA للعدالة الاجتماعية، الذى يدير مشروع دعم السجناء المسلمين.
كانت جماعة دعاة المسلمين قد قاضت فى وقت سابق من الشهر الجارى، إدارة سجن فى ولاية فلوريدا، وسلطات الهجرة والجمارك، بسبب مثل تلك العقبات التى قالت إن السلطات تفرضها على المسلمين، مثل عدم إمكانية قراءة القرآن، أو عدم القدم على الصلاة حسب الحاجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة