مشاهير عدة ظهروا على ساحات الحياة العامة، بعضهم من ساهم فى صناعة قرارات مصيرية تجاوز مداها حدود بلدانهم، ومن بينهم من ترك آثراً خالداً لا يمحوه زمن، إلا أن حياتهم الخاصة رغم ما تركوه من زخم ما تزال فى طى الكتمان.. فما بين سيدة ساهمت فى صناعة نجم مجتمع، وما بين رجل استطاع أن يقدم زوجته كنموذج يحتذى به فى العمل العام، تظل قائمة "النص الآخر" مليئة بالأسرار والحكايات غير المتداولة.
"اليوم السابع" يقدم على مدار شهر رمضان الكريم سلسلة حلقات "النصف الآخر"، بروايات عن أبطال الظل فى حياة من خاضوا حروبا ومن أحرزوا السلام.. من قادوا بلادهم نحو مستقبل أفضل، ومن تعثرت مسيرتهم أمام تحديات جسام ، وغيرهم الكثير.
جيهان السادات: أنور كان بطلى قبل أن يكون زوجى
بقدر ما كان الرئيس الراحل أنور السادات قويا وذكيا بقدر ما كان رومانسيا أيضا، وهو ما أثبتته قصة حبه وزواجه من السيدة جيهان، التى قالت عنه "كان حب حياتى وشريكى الأبدى، كان أنور السادات بطلى قبل أن يصبح زوجى. سجنته السلطات البريطانية بسبب حملاته ضد البريطانيين واحتلت محاكمته عام 1948 العناوين الرئيسية للصحف، وقد تابعت القصة مبهورة الأنفاس، وحين ظهرت براءته سيطرت على البهجة، وما لبث أن قابلت أنور وجها لوجه مذهولة فى بيت أحد أبناء أعمامى، وعندها وقعنا فى الحب من أول نظرة".
لم تكن جيهان هى السيدة الأولى فى حياة أنور السادات، لكنها كانت حب حياته بعد زواج تقليدى أثمر عن ثلاث بنات. فهذه الفتاة الجميلة المنتمية لأسرة من الطبقة المتوسطة والتى تصغره بـ 15 عاما كانت بالنسبة له حلم بعيد المنال وهو الضابط الفقير المطارد فى قضية قتل وزير المالية فى هذا الوقت أمين عثمان، الذى واجه رفضا شديدا من أسرتها. لكن إصرار أنور على الزواج منها جعله يفوز برضا والديها فى نهاية الأمر ويتم الارتباط.
والتقت جيهان السادات للمرة الأولى فى السويس عام 1948، وكان عمرها 15 عاما ، إلا أن هذا لم يمنع أن يتم الزواج بعد عام فقط، قبل وقت طويل من صعوده العسكرى ثم السياسى.
لم تكن الحياة وردية بطبيعة الحال، فقد كانت الظروف المالية قاسية على أنور السادات فى هذا الوقت حيث كان ملتزوما بالإنفاق عن أبنائه من زوجته الأولى إقبال، ومع ذلك صمدت جيهان فى وجه تلك الظروف بل إنها كانت تخفى عن عائلتها الوضع.
بعد توليه الرئاسة فى عام 1970، أصبحت جيهان "السيدة الأولى" وأضفت لهذا اللقب مهام جدية فى مصر فخرجت إلى دائرة العمل العام وبدأت مشروعات قومية مهمة مثل تنظيم الأسرة ناهيك عن دعم الدور السياسى للمرأة وقيامها بتعديل بعض القوانين مثل قانون الأحوال الشخصية، وأسست جمعية الوفاء والأمل وكانت تشجع على تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة