دفعت موجة الحر الشديدة التى تضرب البلاد مع شهر الصوم، الكثير من المواطنين إلى المكوث فى المنازل وعدم النزول إلى الشوارع، أمس، للهروب من العطش فى ظل الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، وكان لرجال المرور الذين تواجدوا بكثرة فى كافة المحاور والطرق والشوارع، قصة خاصة يحكونها بأداء واجبهم المقدس تحت حرارة الشمس الحارقة، لا يبالون بالحر ولا يعطلهم الصوم عن أداء عملهم.
تحركات بين السيارات ونشاط ملحوظ لرجال المرور، يتحدون حرارة الشمس بالصبر والصمود والإيمان برسالتهم السامية، لا يبالون التعب والمشقة، هدفهم واحد، وهو خدمة المواطن وضمان وصوله لعمله أو منزله بهدوء دون أن يتكبد أية مشقة، كما يبادر رجال المرور بإعطاء النصائح للمواطنين الخاصة بالأمان فى ظل هذه الظروف الطقسية الصعبة، بتأكيد عدم ملء تنك البنزين للنهاية، وعدم ترك مواد كيميائية داخل السيارة، والتأكد من إطارات السيارات، والكشف الدورى عليها، وغيرها من النصائح التى تجنب المواطنين حوادث الطرق وتعرض السيارات لمكروه خلال هذه الأجواء الصعبة.
وحرص أصحاب المهن الشاقة بالمحافظات المختلفة، على مواصلة عملهم لخدمة المواطنين، ومنهم عمال المخابز والمحاجر رغم صعوبتها فى أداء عملهم لخدمة المواطنين، فيما حرص آخرون على الهروب إلى الشواطئ ونهر النيل، كما حرص رؤساء الجامعات على توفير أتوبيسات مكيفة للطلاب.
فعلى سبيل المثال، جسد عمال المخابز بالأقصر وأسيوط، حالة مميزة بالتواجد منذ الصباح داخل مخابزهم، رغم ارتفاع درجات الحرارة، لتوفير رغيف الخبز للصائمين فى شهر رمضان، وأعلن الدكتور السيد عبدالجواد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، رفع أقصى درجات الاستعداد لمواجهة موجة الحر الحالية والموجات التالية المتوقع حدوثها خلال فصل الصيف الجارى، وأكدت المديرية جاهزية المستشفيات لاستقبال حالات الإجهاد الحرارى، كما أنه تم التنبيه على جميع المستشفيات باستقبال أى حالة تعانى من إجهاد حرارى أو ضربة شمس وعلاجها فورًا.
وشهدت شواطئ الإسكندرية إقبال بعض أهالى الإسكندرية على الشواطئ، فى ظل ما تتعرض له البلاد من موجة حارة، وهربا من ارتفاع درجة الحرارة، فيما رفعت مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية حالة الاستعداد بجميع المستشفيات التابعة لها فى ظل موجة الحر التى تمر بها البلاد بالتزامن مع صيام شهر رمضان المبارك.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد عبدالبارى، رئيس جامعة الزقازيق، إن الامتحانات منتظمة فى كليات الجامعة، أمس، ولا توجد أية تأثيرات ضارة على الطلاب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، موضحا أن الفترة الأولى من الامتحانات انتهت بالفعل، وانتهت الفترة المسائية فى تمام الثانية والنصف ظهرا بكليات الآداب والزراعة والصيدلة. متابعا: «لجأنا إلى وسيلة جديدة لحماية الطلاب من حرارة الشمس، عبر توفير 3 أتوبيسات كبيرة و3 سيارات مينى باص و4 ميكروباصات، لنقل الطلاب والموظفين من أمام أبواب الجامعة إلى قاعات الامتحان فى الكليات، حتى يتجنبوا السير تحت أشعة الشمس أو التعرض لمخاطر وأضرار بسبب ارتفاع درجات الحرارة«.
أما العاملون فى مجال مخلفات المحاجر ببنى سويف فلم يوقفهم ارتفاع درجات الحرارة خلال أيام شهر رمضان عن أداء عملهم، يتصببون عرقا لإنجاز مهامهم، رغم أنهم يعيشون بين الأمراض خاصة الصدرية والظروف المعيشية الصعبة.
دفعتهم الظروف وعدم توافر فرص عمل فى استكمال مسيرة آبائهم والعمل فى هز مخلفات المحاجر وبيعها كبودرة السيراميك والعلف، مصطحبين أطفالهم لمساعدتهم فى تلك المهنة الشاقة لتوفير القليل من المكسب المادى الذى يساعدهم على توفير احتياجات أسرهم.
وفى جامعة القاهرة، وجه الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، كليات الجامعة بتوفير الأطقم الطبية اللازمة وإضافة مراوح جديدة واستخدام القاعات المكيفة، لأداء امتحانات نهاية العام المقررة خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد تحذيرات الأرصاد الجوية من ارتفاع شديد فى دراجات الحرارة الأيام المقبلة.
وأضاف الخشت، فى تصريحات لـ«اليوم السابع» أنه لابد من التأكد من عمل جميع التكييفات، وإجراء الصيانة اللازمة عليها أمس الخميس، مشددا على متابعة الأمر مباشرة من عمداء الكليات حتى تمر هذه الأيام الحارة.
كما وجه رئيس جامعة القاهرة، الإدارة المركزية للشؤون الطبية بتوفير أطقم طبية إضافية فى كل عيادات الكليات وإعادة انتشار سيارات الإسعاف وزيادة الأطباء العاملين بها ورفع الاستعدادات بمستشفى الطلبة ومستشفيات الجامعة، لاستقبال أى حالات تتأثر من هذا الارتفاع فى درجات الحرارة.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الموجة الحارة التى تضرب البلاد وصلت ذروتها، حيث تصل درجات الحرارة العظمى بالقاهرة 45 درجة، مناشدا المواطنين بتوخى الحذر وتجنب التعرض المباشر للشمس، والتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، والإكثار من شرب السوائل.
وأشار رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إلى أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية أرسلت نشرات بدرجات الحرارة وحالة الطقس غدا لكافة الجهات فى الدولة والوزارات والهيئات والموانئ والمطارات وكافة الجهات المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أنه من المتعارف عليه حال وصول درجات الحرارة لـ50 درجة يتم إعطاء المواطنين إجازات، ويتم اتخاذ تدابير خاصة، موضحا أنه لا يوجد قانون يحدد ذلك، مطمئنا المواطنين بعدم الفزع، فتلك لم تكن المرة الأولى التى تصل فيها درجات الحرارة لهذه النسب، ففى عام 2016 وأعوام سابقة أخرى وصلت فيها درجات الحرارة العظمى بالقاهرة 46 درجة.
وفى نفس السياق، قال الدكتور محمود شاهين، مدير إدارة التحاليل بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الارتفاع فى درجات الحرارة مستمر حتى غد الجمعة، حيث سيكون طقس «الويك إند» شديد الحرارة على أغلب الأنحاء بالبلاد.
وأضاف مدير إدارة التحاليل بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أنه من المتوقع أن تنكسر الموجة الحارة السبت المقبل بانخفاض درجات الحرارة بقيم تتراوح بين 5 و8 درجات.
وعن طقس اليوم الجمعة، يتوقع الخبراء أن يسود طقس معتدل على السواحل الشمالية الغربية، مائل للحرارة على السواحل الشمالية الشرقية، شديد الحرارة على أغلب الأنحاء نهارا، لطيف ليلا، فى حين يبدأ الانخفاض غربا.
أما عن طقس السبت المقبل، فيتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية، أن يشهد السبت انخفاضا ملحوظا فى درجات الحرارة شمالا، ليسود طقس لطيف على السواحل الشمالية، حار على الوجه البحرى والقاهرة، شديد الحرارة على باقى الأنحاء نهارا، لطيف ليلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة