"مسجد العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى" أعلى معبد الأقصر بكورنيش النيل يمتاز بسحر خاص فى شهر رمضان المبارك، فهو قبلة المحبين والصالحين من أهل الأقصر ومحافظات الصعيد، وله روحانيات مميزة فى الشهر الكريم، فيتم داخله تقديم دروس دينية يومياً عقب كل صلاة بجانب صلاة التراويح وخلافه من الطقوس الدينية بالشهر الكريم، ويعتبر المسجد هو الأشهر فى محافظة الأقصر فما أن تقول لأى محب لآل البيت أنك من الأقصر فيرد عليك "مدد ياسيدى أبوالحجاج" فالإمام أبوالحجاج الأقصرى علم شهير فى تاريخ الأقصر، وله بركات كبيرة في هذا المسجد المقام علي جدران المعبد والتى تعطيه سحر خاص يجعله قبلة للسائحين أيضاً فى جولاتهم بمعبد الأقصر.
قصة حياة الإمام أبوالحجاج وتاريخ المسجد التراثى أعلي أعمدة معبد الأقصر الفرعونى
ويعود تاريخ مسجد الإمام أبو الحجاج الأقصري المقام أعلي جدران معبد الأقصر، حسبما يقول المرشد السياحى الطيب عبد الله حسن إبن الأقصر والذي يصطحب أفواج سياحية مصرية وأجنبية بصورة دائمة لزيارة المسجد التراثي التاريخي الذي لابد وأن يتطرق له المرشد السياحى خلال الشرح للأفواج السياحية لدي زيارتها لمعبد الأقصر، مؤكداً على أن المسجد أحد أبرز المعالم التراثية والتاريخية والآثرية بالأقصر فهو شاهد علي حضارات متنوعة.
ويضيف الطيب عبد الله حسن لـ"اليوم السابع"، أنه يعود تاريخ مسجد وضريح أبو الحجاج الأقصرى، إلى الإمام العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى، الذى يعود نسبه إلى الإمام على زين العابدين بن الإمام ابى عبد الله الحسين بن الإمام على بن ابى طالب وأمه السيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الأولين والآخرين سيدنا "محمد"- صلى الله عليه وسلم، والذى كان ينتمى إلى أسرة كريمة ميسورة الحال عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير فى الدولة العباسية، وقد ولد الشيخ فى أوائل القرن السادس الهجرى بمدينة بغداد، فى عهد الخليفة العباسى المقتفى لأمر الله، وترك الإمام أبوالحجاج العمل الرسمى وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولى، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبوالحجاج إلى الأقصر، والتقى بسيدى عبد الرحيم القنائى "صاحب مسجد قنا الشهير"، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته فى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبى عن 90 عاماً، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان، وتوفى الشيخ بالأقصر عام 642هـ.
وأكد الطيب عبد الله حسن، أن الإمام أبوالحجاج الأقصري كان كثير الإعتكاف والإنعزال بمعبد الأقصر، ولهذا السبب أقام مسجده بقلب معبد الأقصر، ودفن بضريحه القائم فوق معبد الأقصر، ولهذا السبب تقصده أعداد كبيرة من البعثات الأجنبية الذين يجرون أبحاث ودراسات على تعانق مقر العبادة الفرعونى وهو معبد الأقصر بكورنيش النيل، وكذلك التاريخى المميز لضريح أبو الحجاج الأقصرى، حيث إنه يحتوى على أعمدة أثرية ويضم أجزاء من معبد الأقصر، الأمر الذى جعل ضمه لوزارة الآثار أمر حتمى، وكذلك يرصدون الأهالى المصريين الذى يقومون بالتبرك بالضريح والإمام أبو الحجاج وذلك عبر توزيع الخبز الصغير والأرز باللبن والتمر على مريديه، كما تقصده العروس قبل زفافها لطلب البركة بأهل الله الصالحين، ويقصده السائحون لعمل جولات داخله والتعرف على تاريخ صاحب الضريح والتقاط الصور التذكارية داخله.
ويعد مسجد الإمام أبوالحجاج الأقصري تاريخ تراثي كبير، حيث أنه مضى على بناؤه أكثر من 8 قرون، بشكله الفريد وتوسطه لكتلة أثرية فريدة يقصدها السياح من مختلف البلدان جعله يخطف أنظار السياح القاصدين زيارة معبد الأقصر، وتحول لدى الكثير منهم إلى فقرة رئيسية ضمن برامجهم لزيارة آثار مدينة الأقصر، ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، ليزاحم تماثيل رمسيس الثانى أحد أعظم الملوك الرعامسة، الذى ينسب إليه إنشاء معبد الأقصر، ويقف شاهداً على 3 حضارات إنسانية، حيث يخترق بطابعه الإسلامى بهو معبد الأقصر الذى يحتوى على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من أعمدة وتماثيل ونقوش ورسومات لا تزال حية على جدران المعبد، والذى يضم أيضا بالإضافة إلى المسجد بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذى يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار.
وقامت وزارة الآثار في 21 يونيو 2007 بتسيل المسجد كأثر إسلامى فهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو ومدخله الرئيسى يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة فى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر، ويبلغ ارتفاع مدخله 12 مترا، ويخلو من الزخارف الهندسية والنباتية واللوحات الخطية المعروفة فى العمارة الإسلامية، ويعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر، لكن ما يميز المسجد عن بقية المساجد هو احتوائه على أعمدة وأعتاب ونقوش مشابهة تماما لمعبد الأقصر، وقد جاء اكتشاف هذه النقوش بالصدفة البحتة بعد تعرض المسجد لحريق، وكانت المفاجأة عندما كشف العاملون بالترميم عن وجود أعمدة أثرية من الطراز الفرعونى مطمورة بالمسجد، وتبين أن هذه الأعمدة هى جزء من معبد فرعونى ضخم يغطيه تل من التراب والطمى وهو نفس التل الذى قام سيدى أبو الحجاج الأقصرى ببناء مسجده فوقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة