"المحكمة صحيح أخلت سبيلى لكن نظرات المجتمع صعبة ولن تغفر، وربنا وحده عالم حرقة قلبى على ابنى البكري، ولم أقصد قتله كان هدفى تأديبه لإجباره على المذاكرة لأنه فى الصف الثالث الإعدادي، وأبوه متوفى من 7 سنوات وترك لى 4 أطفال أمانة فى عنقي، نفسى الناس ترحمنى من نظرتها عايزة أربى عيالى اليتامي".
بهذه الكلمات سردت "جميلة م م " 38 سنة مدرسة، مقيمة بمحافظة الشرقية، لــ"اليوم السابع" تفاصيل مقتل نجلها الأكبر "عبد الله" 15 سنة بدون قصد منها، تعيش الأم حالة نفسية سيئة، واصطحبها شقيقها الأكبر للإقامة معه بمنزله بعيد القرية التى تقيم فيها لبرهة من الوقت، بعد محاولات عديدة تحدثت معنا الأم، لكى تروى القصة الحقيقية للحادث وخاصة أن بعض المواقع ظلمتها وصورتها أم مجرمة قتلت نجلها بأكثر من 10 طعنات.
فى البداية، خرجت الأم من الغرفة، والحزن يكسو وجهها وعيناها ممتلئة بالدموع، وجلست وعيناها فى الأرض تحتضن طفليها "عبد الرحمن وفاطمة" وروت التفاصيل قائلة: "زوجى كان يعمل فى التنظيم والإدارة، وتوفى منذ 7 سنوات وترك لى أربعة أطفال" عبد الله وعائشة" توأم كان عمرها 8 سنوات و" فاطمة" 3 سنوات و"عبد الرحمن" عامين، فقررت أن أعيش حياتى لأبنائي، وأكون لهم أم وأب، ويوميا أتابع معاهم مذاكرة دروسهم بحكم عملى كمدرسة، وكانت حياتنا هادية تماما إلى هذا اليوم الأسود.
وتابعت: يوم 24 أبريل، هذا اليوم لن يمحى من ذاكرتى حتى الموت، القصة بدأت عندما دخل" عبد الله" المنزل فى الثانية عشر ظهر، أو ما شاهدته فرحت قولت له " أشهد أن لا إله إلا الله" أول يوم تيجى بدرى النهاردة، وسألته كنت فين؟ قال لى كنت باكل توت، ودخل معه نجل خاله ولعبوا، وبعدها طلبت منه يذاكر دروسه لقرب الامتحانات وأنه فى شهادة، قال لى أنا جعان يا ماما، فجهزت له الأكل وقام بنفسه ساعدنى فى تحميص العيش وأكل مع أشقائه وأبناء خاله، وطلبت منه أن يصلى العشاء، أكثر من مرة، وذهب للصلاة.
وأردفت: "بعدها طلبت منه أن يذاكر دروسه، فمسك بكتابه ونام على ضهره على السرير أكثر من ساعتين، فعاتبته على طريقة المذاكرة قال لى إحمدى ربنا أنى ماسك الكتاب، ولماذا تركزى معى انا، فقلت له لأنك الكبير والقدوة لأخوتك الصغار لو أنصلح حالك هم سيأخذوك مثلا لهم والعكس، ودخل غرفته وأغلق الباب فطرقت عليه الباب كى يفتح فضربته نتحدث بصوت عالى عند خروجى للصالة وكان أمامى سكين صغير ألقيته عليه بدون قصد جاء فيه، لم أتخيل أنه أصيب، وبعد دقائق فوجئت بـ"عائشة" بنتى بتصرخ وتقولى ألحقى ياماما "عبد الله" بينزف دم، أسرعت نحوه وبدأت أصرخ وأبكى مثل الأطفال، وذهبت به إلى مستشفى الأحرار، وحاولوا إسعافه لكن قضاء الله نفذ، بعدها جاء ضابط شرطة سألنى مين اللى عمل كدا؟ قلت له أنا اللى ضربته بدون قصد وتم اصطحابى على المركز وفضلت بالحجز 20 يوما حتى قرر القاضى إخلاء سبيلى بكفالة مالية 5000 جنيه على ذمة التحقيقات.
وانهمرت فى البكاء: "فى حد يصدق إن أم تقتل ابنها، ربنا وحده عالم بالنار اللى فى قلبى من يوم وفاة نجلى الأكبر، هو كان شقى جدا وكان نفسى يكون قدوة لأخوته، كنت أراقبه يوميا فى الشارع وأفضل أبحث عنه كنت أخاف عليه أكثر من اللازم.
تعود أحداث الواقعة ليوم 24 من شهر أبريل الماضي، عندما تلقى اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ من مستشفى "الأحرار" التعليمى بمدينة الزقازيق، بوصول "عبدالله م ع " 14 سنة، طالب بالصف الثالث الإعدادي، مُقيم بقرية "هرية رزنة" التابعة لدائرة مركز الزقازيق، مصابًا بطعنة نافذة بالصدر، وتوفى وصوله مباشرة.
تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدة الطفل، وتُدعى "ج.م.ال"، ربة منزل، فيما جرى ضبطها، وأقرت بأنها لم تكُن تقصد قتله، حيث كانت تقصد تأديبه فقط، وذلك بسبب رفضه استذكار دروسه وخاولت التهويش عليه بسكين لكنها جاء ت فى قلبه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وقررت حبس الأم على ذمة التحقيقات.
ومن جانبه ، قال محمد العجوز، محامى الأم، أنه حضر معها جلسات التجديد، وطالب بإخلاء سبيلها حرصا على الحفاظ على أسرتها لأن زوجها متوفى وهى أم وأب لثلاثة أطفال صغار فى أمس الحاجة إليها، ولم تقصد قتل طفلها بل كانت تعاقبه على شقاوته الزائدة، وخدعها السكين واستقر فى جسده وتوفي، وأنها أم خاتمة للقرأن والجميع يشهد لها بالسمعة الطيبة.
وبعد 20 يوما من حبس الأم، قرر المستشار حازم بشير، رئيس محكمة جنح مستأنف مركز الزقازيق بالشرقية، تأييد قرار محكمة جنح الزقازيق، الصادر بشأن قرار إخلاء سبيل الأم المتهمة بقتل نجلها بدون قصد أثناء تأديبه لرفضه إستذكار دروسه، بكفالة مالية 5000 جنيه، وكانت النيابة العامة قد أستأنفت على القرار، وأيد قاضى المستأنف قرار إخلاء السبيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة