تخلت الدول الأوروبية عن المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج بسبب تحالفه مع تشكيلات مسلحة وجماعات متطرفة فى طرابلس، لعرقلة عملية الجيش الوطنى لتحرير العاصمة من قبضة المسلحين والإرهابيين.
وفشلت الجولة الأوروبية التى قام بها رئيس المجلس الرئاسى الليبى التى حاول خلالها شرعنة المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة المتحالف معها فى طرابلس، وهو ما قوبل برفض تام من الأوروبيين خوفا من تكرار الأخطاء التى جرت فى سوريا بدعم التشكيلات المسلحة التى تحالفت بعد ذلك مع جماعات متطرفة.
و وجه زعماء فرنسا وألمانيا رسائل سياسية قاسية إلى رئيس المجلس الرئاسى الليبى بسبب تواجد عناصر إرهابية فى طرابلس داعمة لحكومة الوفاق، فضلا عن توفير دعم مالى وسياسى وإعلامى ضخم من المجلس الرئاسى لهذه العناصر الإرهابية والتشكيلات المسلحة.
وفشلت جولة السراج الأوروبية لعدم طرحه لأى مشروع سياسى أو رؤية للحل بل على العكس حاول السراج عرقلة عملية الجيش الليبى فى طرابلس ودفع الدول الأوروبية لإدانة عملية تحرير العاصمة، فضلا عن استخدامه لفزاعة المهاجرين غير الشرعيين وحياة المدنيين فى طرابلس، متجاهلا استعانته بمرتزقة وطيارين أجانب لقصف المدنيين فى ضواحى طرابلس.
ودعت دول الاتحاد الأوروبى فى بيان مشترك عقب اجتماع فى بروكسل مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج والمبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة، إلى ضرورة وقف إطلاق النار بشكل كامل فى طرابلس وهى دعوة جاءت من منطلق إنسانى وليس لدعم فائز السراج.
وانتقد دول الاتحاد الأوروبى بشكل غير مباشر المجلس الرئاسى الليبى لاستعانته بشخصيات مطلوبة دوليا وإرهابيين فى طرابلس، وشددت الدول الأوروبية على ضرورة فك كافة القوى الليبية لإرتباطها بأية تشكيلات مسلحة أو جماعات إرهابية فى البلاد، وهى إشارة لتحالف السراج مع المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة فى طرابلس.
وفشل المجلس الرئاسى الليبى خلال فترة توليه للمسئولية من حل المشكلات التى يعانى منها الشعب الليبى وعدم قدرته على تأمين موانىء وحقول النفطى، واستعانته بمليشيات مسلحة فى حماية خطوط الغاز التى تغذى الدول الأوروبية.
وفقد المجلس الرئاسى الليبى شرعيته بعد استقالة أربع شخصيات منه بسبب سلوك المليشيات المسلحة وتحكم جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة فى سلوك المجلس وقراراته، وتحول المجلس الرئاسى لجسم سياسى يمثل المنطقة الغربية وحدها وتهيمن عليه شخصيات متطرفة.
وتدعم الدول الأوروبية حل الأزمة السياسية فى ليبيا عبر رؤية أممية وليس عبر شخصيات فى المجلس الرئاسى، وذلك بعد فشل فائز السراج فى إدارة المرحلة الإنتقالية وإطالته لأمد الأزمة السياسية فى البلاد، وعرقلته لجهود تعديل اتفاق الصخيرات وهيكلة المجلس الرئاسى الليبى للبقاء فترة أطول فى الحكم.
وقال مراقبون أن فائز السراج خذل حلفائه الأوروبيين الذين راهنوا على المجلس الرئاسى إلا أن الموقف الأمريكى الداعم لعملية الجيش الليبى فى طرابلس دفع زعماء الدول الأوروبة لإعادة الحسابات مجددا فى الرهان على مجلس وحكومة فائز السراج.
وحذر مراقبون من سيطرة جماعة الإخوان الليبية على مقدرات الشعب الليبى فى طرابلس، ومحاولة تمريرها لقرارات تخدم أجندتها الخاصة فى ليبيا على حساب دماء الليبيين، مشددين على ضرورة ملاحقة قيادات الجماعة وتجفيف منابع تمويل المتطرفين سواء سياسيا أو إعلاميا أو عسكريا.
واتهمت قيادة الجيش الليبى فى عدة مناسبات المجلس الرئاسى الليبى وحكومته بالتحالف مع تشكيلات مسلحة وجماعات متطرفة، ولم تنصت الأذن الأوروبية لتحذيرات الجيش الليبى حتى أيقنت ضرورة حسم معركة طرابلس ضد المسلحين والإرهابيين بشكل كامل، وذلك خوفا من تسلل عناصر متطرفة إلى دول القارة الأوروبية وتهديد أمن واستقرار دول القارة العجوز التى تعد الأقرب للشواطىء الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة