على قدر أهل العزم تأتى العزائم، هكذا كان شعار الشاب الذى تخرج من الثانوية الزراعية ولن يجد سبيلا للعمل فى مجال تخرجه وأمامه مسئولية جسيمة وتركة مثقلة بالأعباء المالية تجاه والدته المريضة بالقلب وأخوته الأربعة صغار السن، حيث اتجه للعمل فى العتالة والتراحيل وأعمال الهدم كان بالكاد يكفى احتياجات أسرته حتى شاء الله أن يرشده إلى طريقه نحو النجاح.
وتغير مسار حياته بعد أن كان بالصدفة يقوم بهدم أحد المحلات وشاهد أحد الفنيين يقوم بتركيب باب كريتال ويتعامل مع صاحب العمل باستعلاء ولم تعجبه طريقة الفنى فى التعامل وبعد سؤاله لصاحب العمل أدرك أن هذا الفنى هو الوحيد فى تلك الحرفة، فقرر أن يقتحم هذا المجال دون أن يعرف عنه شيئا.
محمد إبراهيم من أهالى مدينة موط بالداخلة فى محافظة الوادى الجديد يبلغ من العمر 33 عاما ولديه 4 أشقاء نجح فى تزويج أغلبهم ويعول الأسرة بالكامل بعد وفاة والدته إثر جراحة قلب مفتوح والذى يمتلك أحدث مصنع متخصص لتصنيع أبواب الكريتال المميكنة بالريموت كنترول، حيث بدأ عمله كفنى يعلم نفسه ذاتيا ويقوم بالتجارة فى تلك الأبواب كموزع فقط لعدم قدرته على بناء مصنع وكانت لوالده أمنية قبل وفاته أن يراه صاحب مصنع فقرر العودة للوادى الجديد والبدء فى تحقيق حلم والده.
وبدأ محمد فى تنفيذ ورشة كريتال لإنتاج الأبواب ونجح فى إجراء تعاقدات مع عدة جهات لتنفيذ أعمال الأبواب والمستلزمات والتى نفذها باقتدار، مما أتاح له التقدم بطلب للحصول على قطعة أرض بالمدينة الصناعية بالداخلة لتنفيذ مصنع كريتال عليها وبالفعل بدأ فى التنفيذ وتقدم بطلب للحصول على قرض صغير قيمته 35 ألف جنيه من جهاز تنمية المشروعات ونجح فى سداده قبل موعده ليحصل بعدها على قرض قيمته 250 ألف جنيه ويبدأ فى تنفيذ حلم والده بإنشاء مصنع كريتال حديث يستوعب عمالة تزيد عن 10 فنيين بجانب العمالة غير المباشرة فى النقل والتوزيع والدعم اللوجستى.
وقال محمد إبراهيم فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن بدايته كانت صعبة جدا حيث إنه تحمل المسئولية مبكراً وبدأ يطلق العنان لطموحه ولم يرفض العمل فى أية مهنة حلال فى سبيل توفير نفقات الأسرة وقرر خوض تجربة صناعة أبواب الكريتال التى لا يهواها الكثير نظرا لخطورتها الشديدة إلا أنه قبل التحدى ومن خلال التعلم الذاتى احترف العمل وبدأ فى دخول السوق وخوض التنافس الذى كان فعليا قويا إلا أنه أثبت وجوده فى وقت قياسى وحقق نجاحا مرضيا جعله يتوسع تدريجيا فى العمل حتى أصبح لديه مصنع ينافس بقوة فى السوق المحلى بالمحافظة وعلى مستوى الصعيد.
وأضاف محمد، أنه يتمنى أن يوفر أكبر عدد من الوظائف لأبناء المحافظة فهو يحلم باليوم الذى يرى فيه مصنعه به 500 عامل وفنى ومختص ليكون فعليا قد أسهم فى دعم الدولة بتوفير فرص عمل حقيقية للشباب من أبناء المحافظة، مشيدا بجهود الدولة فى دعم الشباب والتوجيه المستمر بتقديم كافة سبل الدعم لهم من أجل التوسع فى المشروعات الإنتاجية بكافة أنواعها ووجه دعوة إلى المسئولين لزيارة مصنعه للوقوف على ما تم إنجازه من عمل نتيجة توجيهاته ومتابعة المختصين بمركز الداخلة والمنطقة الصناعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة