التخبطات الأممية فى ليبيا خطيئة لا تغتفر.. المبعوث الأممى تغاضى عن تفعيل الترتيبات الأمنية لحل المليشيات بطرابلس.. روج لملتقى وطنى بغدامس وتجاهل تعديل اتفاق الصخيرات.. فقد الحيادية بالهجوم على قائد الجيش الليبى

الأربعاء، 01 مايو 2019 04:30 م
التخبطات الأممية فى ليبيا خطيئة لا تغتفر.. المبعوث الأممى تغاضى عن تفعيل الترتيبات الأمنية لحل المليشيات بطرابلس.. روج لملتقى وطنى بغدامس وتجاهل تعديل اتفاق الصخيرات.. فقد الحيادية بالهجوم على قائد الجيش الليبى خليفة حفتر وغسان سلامة وفائز السراج
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أقحمت السياسات المتخبطة لبعثة الأمم المتحدة فى ليبيا البلاد فى صراع داخلى وفوضى يمكن أن تزعزع أمن واستقرار دول الشمال الأفريقى بشكل عام، وهو ما يتطلب تحركا دوليا سريعا لملاحقة المليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة التى بدأت تنتقل إلى التراب الليبى.

 

 

الشارع الليبى الذى كان يترقب استقرار الأوضاع فى بلاده وإنهاء المرحلة الانتقالية التى عاشتها البلاد طيلة السنوات الماضية، أدت السياسات الخاطئة للبعثة الأممية لتعقيد المشهد وتأزيمه من جديد، ما أدى لفقدان الثقة فى الدور الأممى الذى فشل فى تحقيق أى انجاز ملموس فى ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافى.

ولم تلتفت البعثة الأممية فى ليبيا إلى الأخطاء الكارثية التى ارتكبتها فى البلاد وأدت لحدوث شرخ اجتماعى داخل أبناء الوطن الواحد، ولم تضع رؤية محددة لإرساء الأمن فى البلاد قبيل الانتقال إلى أى خطوات للحل السياسى.

 

 

 

التقديرات الخاطئة للبعثة الأممية فى ليبيا تعد أحد أبرز أسباب تحول المشهد فى البلاد، وتمسك المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة بعقد الملتقى الوطنى الليبى فى غدامس دون تهيئة الظروف اللازمة لتنظيم الملتقى، وهو ما أدى لقلق عدد كبير من الأطراف السياسية الليبية التى لا تمتلك معلومة واحدة عن الملتقى والنقاط التى ستطرح خلاله وموعد ومكان انعقاده، فضلا عن بعض التساؤلات الأخرى الخاصة بالشخصيات الـ 200 التى اختارهم غسان سلامة وآلية اختيار تلك الشخصيات، ومدى تأثير اللقاء الأخير بين حفتر - السراج على القائمة المشاركة فى الملتقى.

 

 

الأداء المرتبك للمبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة يقلق الشارع الليبي إلى حد كبير لعدم التزامه بخطته التى طرحها خلال توليه المهمة لحل الأزمة، فضلا عن تجاوزه لبعض النقاط الأساسية لحل الأزمة وفى مقدمتها تعديل الاتفاق السياسى الموقع فى الصخيرات والانتقال إلى رؤية جديدة تتمثل فى ملتقى وطنى وعدم الإلتفات إلى الأوضاع الأمنية الخطيرة التى تعيشها طرابلس.

 

 

كان المبعوث الأممى إلى ليبيا قد كشف عن خطة مفصلة وطموحة لحل الأزمة الليبية خلال تسلمه مهام منصبه وقال غسان سلامة فى مقابلة تليفزيونية "خطتى  تقوم على جمع كل الأفكار التى استمع إليها من الأطراف الليبية، ولا مناص من تعديل اتفاق الصخيرات ليتواءم مع المرحلة الحالية، فيما يتعلق بتعزيز تقديم الخدمات لليبيين من خلال حكومة واضحة بمسؤوليات واضحة".

وقال سلامة إن "ليبيا مقدمة على عملية استفتاء على الدستور قريبا، الدستور الذي وضعته الهيئة الدستورية ويحتاج بداية إلى اعتماد قانون الاستفتاء، لتنتهى هذه المرحلة بانتخابات عامة وشاملة برلمانية ورئاسية"، وعلى الرغم من إعلان غسان سلامة عن الخطة منذ ما يقرب من عامين إلا أنه فشل فى تطبيق أي من بنودها حتى الآن.

 

تشكل المؤسسة العسكرية الليبية أحد أهم المؤسسات الوطنية التى يحتاج الشعب الليبى إلى دورها فى محاربة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار فى البلاد، ويشكل تحرك الجيش إلى العاصمة طرابلس إضطلاع بدوره الوطنى فى مكافحة الإرهاب وعصابات الجريمة وحماية ثروات ومقدرات الشعبى الليبى.

وخلال الأشهر الماضية لم يلتفت غسان سلامة إلى نجاح العسكريين الليبيين فى وضع رؤية واضحة ومحددة لتوحيد مؤسسة الجيش الوطنى، وحاول غسان سلامة اختزال منظومة الجيش والشرطة بتشكيل مجلس أمن قومى، دون توضيح آلية تشكيل المجلس أو الشخصيات التى ستتولى المناصب العسكرية داخل مؤسسة الجيش الليبى والإدارة التابعة للقوات المسلحة الليبية، وموقف الأطراف الليبية سواء فى شرق أو غرب البلاد من هذه الرؤية.

 

ورغم نجاح البعثة الأممية فى رعاية توقيع اتفاق "الزاوية" إلا أن الفشل فى تفعيل الاتفاق الموقع بين قوات اللواء السابع ترهونة من ناحية والتشكيلات والمليشيات المسلحة فى طرابلس، أحد أبرز أسباب تأجيج الصراع من جديد بسبب رفض الشعب الليبى لتواجد المليشيات المسلحة فى طرابلس، والتى ينص اتفاق الزاوية وكذلك اتفاق الصخيرات على حل هذه التشكيلات وتسليم أسلحتها.

وتغاضت البعثة الأممية عن تفعيل الترتيبات الأمنية فى العاصمة طرابلس وعملت على دمج عدد من الميليشيات ومنها"مليشيا الردع" داخل مؤسسة وزارة الداخلية فى حكومة الوفاق، وذلك دون تحديد مصير مئات الكتائب المسلحة فى المنطقة الغربية بليبيا، وعدم التطرق إلى مصير قادة هذه الميليشيات المسلحة التى تهدد العملية السياسية برمتها.

 

 

دخول قطر وتركيا على خط الأزمة الليبية ودعمهم اللامحدود للمليشيات المسلحة فى غرب ليبيا هى محاولة جديدة لاستنساخ النموذج السورى على الأراضى الليبية، وهو ما يحتاج لتكثيف جهود دول الجوار الليبى والدول المعنية بالأوضاع فى البلاد لوأد أى محاولات لتشكيل كيانات مسلحة جديدة موازية لسلطة الدولة الليبية.

المؤكد أن المبعوث الأممى إلى ليبيا بحاجة لمراجعة أوراقه وأخطائه والعودة للحياد فى التعاطى مع كافة الأطراف الليبية، لأن المرحلة الحالية التى تعيشها ليبيا تحتاج لبعثة أممية محايدة ومتوازنة بشكل كبير، ولن يؤدى هجوم المبعوث الأممى على قيادة الجيش الليبى إلى حل الأزمة بل سيعقدها، تحتاج البعثة الأممية فى ليبيا لتحمل مسئولياتها الأخلاقية تجاه الشعب الليبى.

 

 

ويشير مراقبون إلى أن الفشل الذريع للبعثة الأممية سواء سياسيا أو أمنيا فى ليبيا قد يعجل برحيلها، وذلك بعد تأجيل غسان سلامة للملتقى الوطنى الليبى فى غدامس وعودة الأطراف الليبية لنقطة الصفر والمضى قدما نحو مكافحة الإرهاب والمليشيات المسلحة فى البلاد ثم الانتقال لانتخابات رئاسية وتشريعية فى البلاد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة