مضى عامان على تشكيل المجلس الأعلى للإعلام، ومنذ تشكيله حرص الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس، على إرساء مناخ إعلامى قوامه الالتزام بمعايير المهنة ومراعاة القيم الأخلاقية، وهى المفاهيم التى لطالما غابت كثيرا عن ممارسى المهنة منذ أن قامت ثورة 25 يناير، وفى الوقت الذى انجرف فيه عدد من الإعلاميين بعيدا عن أخلاق المهنة، عاد المجلس الأعلى للإعلام ليضع عددا ممن الأسس والمبادئ التى تعيد المهنة لنصابها الصحيح.
مكرم محمد أحمد يعد واحدا من أهم شيوخ مهنة الصحافة وله باع طويل فى العمل الصحفى، فهو من موالد محافظة المنوفية عام 1935 وحاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1957، بدأ عمله الصحفى محررا بالأخبار ثم عمل مديرا لمكتب الأهرام فى دمشق بسوريا حتى عين رئيسا لقسم التحقيقات بالأهرام وفى عام 1980 عين رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال وشغل منصب نقيب الصحفيين فى الفترة من عام 1989 وحتى عام 1993، ثم نجح فى انتخابات نقابة الصحفيين فى 2007 ليتولى المنصب مرة أخرى.
ومنذ أن تولى مكرم محمد أحمد رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام اتخذ عددا من القرارات الهامة التى من شأنها ضبط أداء الإعلام فى مصر، وتصدى لعدد كبير من المخالفات المهنية بالفضائيات واتخذ قرارات بوقف برامجها، كما شن حملة ضد أجهزة البث غير المرخصة، بالتنسيق مع الجهات المختصة خاصة الإدارة العامة لشرطة المصنفات الفنية، تنفيذًا للقانون بمنع تواجد أجهزة خارج مدينة الإنتاج إلا بتصريح من المجلس، لمنع البث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي دون تصريح من المجلس.
وشكل مكرم محمد أحمد لجنة للدراما، وضعت عددا من المعايير الهامة لضبط المحتوى، منها عدم اللجوء إلى الألفاظ والحوارات المتدنية والسوقية التى تشوه الميراث الأخلاقى والقيمى والسلوكى، والتوقف عن تمجيد الجريمة باصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما فى الظواهر الاجتماعية السلبية التى تسهم الأعمال الدرامية فى انتشارها والتوقف عن تجاهل ودهس القانون عن طريق الإيحاء بإمكانية تحقيق العدالة والتصدى للظلم الاجتماعى باستخدام العنف العضلى والتآمر والأسلحة بمختلف أنواعها وليس بالطرق القانونية وطالب بالحد من مشاهد التدخين وتصدير صور الإدمان كأمر طبيعى بالمشاركة مع صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطى.
وبحسب الإجراءات التى اتخذها المجلس الأعلى للإعلام، انخفضت حجم المخالفات خلال عام 2018 بنسبة 30% فى الصحف والقنوات الفضائية عن عام 2017 ، فى الوقت نفسه ضمن المجلس حرية الرأى والتعبير فى الإعلام المصرى، ورصد تقرير حديث له أن المصريين عبروا على رأيهم بحرية تامة فى كل القضايا الشائكة والحساسة والطائفية والسياسية والاجتماعية فى 2018 من خلال 36 مليون حساب على" الفيس بوك" و33 مليون حساب على "الواتس اب" وما يقرب من 25 مليون حساب على تويتر .
ومؤخرا، شدد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على شركات الإنتاج والقنوات التليفزيونية بضرورة مراعاة القيم والتقاليد والأخلاق في الإعلانات والمسلسلات والبرامج المقرر عرضها خلال شهر رمضان المقبل، مطالبا بمراعاة طبيعة الشهر الكريم، بالإضافة إلى التأكيد على منع الإعلانات التى تخالف القيم المصرية وروحانيات شهر رمضان الفضيل والتى تتضمن مشاهد خادشة للحياء كما حذر باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمن يخالف ميثاق الشرف الإعلامي.
وفى نفس السياق وجه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عدة خطابات لعدد من شركات البث والقنوات التليفزيونية التى تمتلك وحدات sng "وحدات بث أو إعادة بث"، والتى طالب فيها بأن تلتزم بالبث من داخل مدينة الإنتاج الإعلامى وأن يقتصر عملها فى الاستديوهات داخل المدينة، لافتا إلى أنه فى جميع الأحوال، لا يجوز البث أو إعادة البث من خارج المناطق الإعلامية المعتمدة من المجلس الأعلى، واستثناء من ذلك يجوز البث من خارج هذه المناطق بشرط أن يكون للشركة أو المكتب استوديو تباشر منه أعمالها داخل الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى، وأن يصدر للبث تصريح مسبق من المجلس الأعلى محددًا وقت البث ومكانه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة