فى لافتة إنسانية طيبة تعبر عن معدن المصرى الأصيل، لم ينم سائق من محافظة الشرقية، ليلة أمس عندما قرأ أخبارا، عن قصة القبض على 3 سيدات من الشرقية بحوزتهن عقاقير مخدرة بمطار جدة، ليبادر بالاتصال بـ"اليوم السابع" ليروى شهادته عن الواقعة.
وقال رائد محمد إسماعيل، سائق مقيم قرية الزنكلون مركز الزقازيق بالشرقية، إنه يعمل على سيارة مكروباص بالزقازيق، وأنه تعرف على "سليم" الوسيط بين الضحايا الثلاثة والشخص الذى زج لهن العقاقير المخدرة، عن طريق أحد أقاربه من كفر أبو حسين يعمل مع والد سليم، وطلب من قريبى أن يبحث له عن سائق مكروباص فاتصل بى، لوجود خلاف بين "سليم" وسائق كان يتعامل معه، وطلب منى "سليم" أوصل مجموعة من المواطنين لعمل بصمة بمحافظة كفر الشيخ، وطلب منى بعد نهاية اليوم، الاتفاق على توصيل 3 سيدات ورجل من الشرقية، إلى مطار القاهرة، وبالفعل وافقت وتوجهت فى يوم السفر يوم 18 أبريل، إلى وحدة مرور الزقازيق وحصلت على تصريح رسمى بخط سير لحسن الحظ محتفظ به.
وتابع: توجهت إلى قرية بهجات مركز الزقازيق، وأخذت الحاجة "نبوية" وشخص يدعى "سيد منصور" وحملت لهم الحقائب فى سيارتى، وبعدها توجهت إلى كوبرى الممر لأخذ الحاجة "سعدية" وحملت حقائبها فى سيارتى، فيما كان نجل الحاجة "صباح" ينتظرنا بسيارته أمام قرية العصلوجى ومعه والدته، التى استقلت معى السيارة ووضعت حقائبها فى سيارتى.
وأردف "رائد"، بعد ذلك توجهت بالسيدات الثلاثة و"سيد منصور" إلى المطار، بعدما سألت "سليم" قائلا: "هندخل المطار مباشرة" فطلب منى الانتظار عند مساكن شيراتون، وانتظرت لمدة ساعتين من الساعة الواحدة مساء حتى الساعة الثالثة صباحا، لحين وصول الشخص الذى كان يتواصل معه "سليم" ويدعى أنه مستشار قانونى ويدعى "محمد ال" 34 سنة من أبوكبير بيدعى أنه واعظ دينى، وقام بوضع حقائب كانت معه فى سيارتى، ثم توجه بسيارته إلى المطار وأنا خلفه، وفور دخوله المطار، عدى هو واستوقفنى كمين أمنى قام الضابط بفحص رخصتى وخط سيرى، وقام "محمد ال" بالاتصال بـ"سليم" سألته "فى أيه فأجابه بأن الضابط استوقف السيارة لفحص التراخيص، وأمر بالمرور، ودخلنا المطار بسيارتى وطلب "محمد ال" من "سليم" البحث عن شنطة بلاستيك لكى يربط بها حقائب السيدات الثلاثة، لكى يعلمها بهذه الطريقة، فلم نجد سوى شنطة بيضاء بلاستيك وربط بها حقائب السيدات الثلاثة لكى يعرفها فى المطار، وبعدها توجهت إلى منزلى، وعندما علمت بالقبض على السيدات الثلاثة، أصرت على التواصل معاكم لكى أدلى بشهادتى ومستعد أشهد أما جهات التحقيق فى النيابة العامة أقدم أى شئ حتى تظهر براءة السيدات الغلابة.
واختتم حديثه قائلا، وأنا فى السيارة سمعت الحاجة "نبوبة" تحكى مع سيدة بجوارها تقول لها إنها تتمنى أن تقوم بعمل عمرة لشقيقتها المتوفية، فأجابها سليم بأن عليها تحمل المواصلات الداخلية فى السعودية إذا فعلت ذلك، فقالت له سوف أكتفى بعمرتى وربنا يتقبل منى نية العمرة لشقيقتى لكن ما باليد حاجة.
"مراتى ست غلبانة وإحنا ناس نعرف ربنا ولا يمكن نتاجر فى الهباب دا".. بهذه الكلمات بدأ "محمد صلاح" 64 سنة، ترزى، مُقيم بقرية "بهجات" بالشرقية، حديثه لـ"اليوم السابع" حول ضبط زوجته الحاجة "نبوية عبدالعزيز" ضحية العمرة المجانية، والتى تم ضبطها ضمن ثلاث سيدات بمطار جدة الدولى وبحوزتهن 250 ألف قرص مُخدر.
وأشار زوج السيدة، إلى أن شخص يدعى "سليم" من القرية أخبرهم فى البداية أنه رجل دين وداعية كبير، وأنه يبحث عن السيدات من كبار السن لأجل الذهاب فى رحلة عمرة، لكن تبين فيما بعد أنه تاجر مُخدرات دس لزوجته ومن معها أقراص مُخدرة فى حقائبهن وعاد إلى القاهرة، مضيفًا: "ربنا ينتقم من الظالم واللى كان السبب فى اللى حصل لينا دا كله".
وأضاف زوج الحاجة نبوية، أن جارهم، ويُدعى "مسلم محمد" 21 سنة، وشهرته "سليم الحلاق" كان الوسيط بينهم وبين الشيخ، حيث كانوا يسمعون عن أن هناك فاعل خير معروف باسم "الشيخ محمد الجوهري" يقوم بمساعدة الناس فى عمل عمرة لوجه الله دون مقابل، وذلك بالنسبة للناس "الغلابة".
وأشار زوج السيدة إلى أن الوسيط أخبره بأن يُجهز أوراق زوجته من أجل سفرها، واتفق معه على أن تسافر يوم الثلاثاء الساعة الحادية عشر ليلًا، قبل أن يؤجل الموعد لـ الحادية عشر مساء الأربعاء، بدعوى أن السيدة ستستقل طائرة الساعة السابعة صباح الخميس الماضى 18 أبريل.
وسافرت الحاجة نبوية وظلت على اتصال مع زوجها إلا أن الاتصال انقطع، قبل أن يتم ضبط الوسيط وأحد أصدقائه، ويُدعى "إسلام" حال تواجدهما بمحل الأول.
وعلى بُعد أمتار من كفر "الإشارة" كان الوضع أكثر حزنًا على لسان "عبدالعزيز عبدالمعبود محمد" محاسب، شقيق الحاجة "فايقة"، والذى أشار إلى أن آخر مهاتفة بينهما كانت مساء أمس، حيث اتصلت وأخبرته نصًا: "أنا كويسة يا ريت تخلصوا الإجراءات لأن إحنا محبوسين"، موضحًا أنها "كان نفسها تطلع عمرة وجت لها من عند الله"، قبل أن يؤكد تحرير محضر ضد المتهم الرئيسى، وأن الشرطة المصرية متعاونة مع أسر الضحايا.
والتقط "محمد فتحى" 47 سنة، سائق، نجل الضحية، أطراف الحديث من شقيقها، قائلًا: "والدتى سيدة مسنة عانت كثيرًا فى حياتها بعد وفاة والدى وربتنا، لكن العمرة جاءت من خلال زوج شقيقتى وهو شخص ثقة لنا وأكثر من أخ، لم يكن يعلم بخداع الوسيط الذى لعب دوره ببراعة بالاتفاق مع الشيخ المتهم من مدينة أبو كبير".
وتابع: "أثناء سفر والدتى طلب منا التوجه بها إلى منطة النزهة لكى تستقل الأتوبيس مع الحجاج، وهناك تم إضافة حقيبة لها على حقائبها وكذلك سيدتين معها، ومرت والدتى من مطار القاهرة ومعها السيدتين، وفى مطار جدة تم احتجازهن بعد تفتيش الحقائب والعثور على كميات كبيرة من العقاقير المخدرة بحقائب كلًا منهن".
واستطرد: "فور علمنا من أحد المصريين المُقيمين فى السعودية بالواقعة توجهت سريعًا برفقة أشقائى إلى محل إقامة مسلم وصديقه إسلام، حيث لعب دور الوسيط لشيخ أبو كبير، وقمنا بالتحفظ عليهما وتسليمهما للشرطة، وتم الاتفاق مع مباحث الشرقية لعمل كمين للشيخ وتم ضبطه".
وأكد نجل الضحية أن المتهم الرئيسى "محمد ال" 34 سنة، ساومهم على دفع مبلع 22 مليون ريال سعودى مقابل عدم إبلاغ الشرطة المصرية فى بداية الاتصال به، قبل أن يضيف نجل الضحية: "لكن قيمة أمى عندى لا تُقدر بكنوز العالم".
وناشدت أسرة الضحية السلطات المصرية بسرعة التدخل للإفراج عن الضحايا الثلاثة، وأثنت الأسرة على دور السفارة المصرية فى الواقعة، مؤكدين أن السطات السعودية تعامل الضحايا الثلاثة معاملة طيبة.
كان اللواء جرير مصطفى، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا من أسر كل من: "فايقة عبدالعزيز عبدالمعبود" 63 سنة، ربة منزل، مقيمة بالزقازيق، و"نبوية عبدالعزيز عبدالسلام" 60 سنة، مقيمة بقرية "بهجات" مركز الزقازيق، و"صباح عطية إسماعيل موسى" 70 سنة، مقيمة بالزقازيق، يتهمون فيه "محمد ف أ ال" 34 سنة، حاصل على ليسانس حقوق، مقيم بأبو كبير، بوضع كمية من العقاقير المخدرة بحقائب السيدات أثناء توجههن لأداء فريضة العمرة، وتم ضبطهن بمطار جدة بالسعودية، فيما تمكنت قوة من مباحث أبو كبير من ضبط المتهم، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 1727 إدارى قسم أول الزقازيق، وتم عرضه على النيابة العامة.
وتبين من التحريات الأولية اتهام أسر الضحايا "م ف أ" بخداع بعض السيدات كبار السن ممن يرغبن فى أداء فريضة، مدعيا أنه سعودى يرغب فى عمل خير وطلب منه اختيار عدد من السيدات من كبار السن لأداء العمرة، واستغل كبر سنهن ووضع مخدرات لهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة