"إن كانت هناك أيادي تخرب فهناك أيادي مصرية شريفة تعمر وتبني"، بتلك الكلمات أعلن الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، عن إنتهاء العمل في إعادة واجهة معبد الأقصر لما كانت عليه منذ آلاف السنين وإعادة التمثال الثالث والأخير للملك رمسيس الثاني في واجهة المعبد، بحضور كل من الدكتور مصطفي مدبولي ، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني وزير الآثار، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والفنانتين ليلي علوي ويسرا وعدد من قي نجوم المجتمع ورجال السياحة والآثار بمصر، وسفراء الدول المختلفة.
وأضاف الدكتور مصطفي وزيري في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عقب إنتهاء إحتفالية "يوم التراث العالمي" الذي يوافق 18 أبريل من كل عام بإزاحة الستار عن تمثال الملك رمسيس الثاني، وسط سعادة كبيرة من الضيوف المصريين والأجانب والسفراء، أن رجال الآثار والترميم والعمال قاموا بمجهود جبار لخدمة الحضارة الفرعونية والتأكيد علي أنهم أحفاد الفراعنة حقيقةً، وذلك بنجاحهم في إعادة التمثال لموقعه ورفع رأس التمثال يدوياً كما كان في العصور الفرعونية.
وأوضح الدكتور مصطفي وزيري، أنه نال شرف كبير بأن يكون أمين للمجلس الأعلي للآثار، ويشارك كرئيس للبعثة المصرية التي ساهمت في عودة الصرح الأمامي لمعبد الأقصر لما كان عليه في العصور الفرعونية القديمة، وذلك في عمل إستمر 8 شهور ولم ينتهي العمل بذلك، مؤكداً انه يوجد المزيد والمزيد في مختلف أنحاء مصر لخدمة التاريخ الفرعوني.
فيما قال أحمد عربي مدير معبد الأقصر، إنه فخر كبير لرجال الآثار المصريين في تلك السابقة التاريخية بإعادة 3 تماثيل للملك رمسيس الثاني لواجهة المعبد من جديد، مؤكداً أن التمثال الجديد مصنوع من الجرانيت الوردى ، عثر عليه فى عدة أجزاء أكبرهم رأس التمثال كاملة، وتم الإنتهاء من أعمال التسجيل والتوثيق وضم القطع للتمثال في وقت قياسي، والذي يبلغ إرتفاعه تقريباً 12 متر بوزن حوالي 75 طن من حجر الجرانيت الوردي، موضحاً أنه تم الكشف عن بقايا التمثال أثناء أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور محمد عبد القادر داخل المعبد في الفترة من عام 1958 حتى 1960، والذى تمكن من الكشف عن التمثال وغيره من التماثيل التى وجدت مدمرة، ويرجح أنها دمرت نتيجة تعرضها قديما لزلزال مدمر فى العصر الفرعونى، وكانت عبارة عن أجزاء، قام الأثرى عبد القادر بأخذ هذه البلوكات وتجميعها وترميمها ووضعها على مصاطب خشبية بجوار مكانها الأصلى لحمايتها.
وأضاف أحمد عربي لـ"اليوم السابع"، أن ذلك المشروع الضخم حلم ظل يرواده لمدة 26 سنة وهو يحلم بترميم وتنصيب تمثاثيل الملك رمسيس الثانى لموضعه منذ عام 1991 ودخوله للعمل في آثار الأقصر، وبالفعل نجحت جهود آثار الأقصر في إعادة التمثال الأول بتكلفة لم تزيد عن 150 ألف جنيه ، فقط خلال 6 شهور، وذلك بدعم كبير من وزير الآثار ومحافظ الأقصر اللذين قاما بدور كبير في توفير كافة المواد والخامات اللازم للترميم وإعادة التنصيب للتمثال بهذا المشهد التاريخي وتم تركيب تمثال ثاني ويجري العمل علي التمثال الثالث، موضحاً أن تلك الواجهة هي عبارة عن صرح تاريخي مميز شيده الملك رمسيس الثانى، ويظهر كبوابة ضخمة يتوسطها مدخل المعبد وكان يتقدمها 6 تماثيل ضخمة له، منها تمثالان كبيران على جانبى المدخل يمثلان رمسيس الثانى وهو جالس، وكان يجاور كل منهما تمثالان أخرين يمثلانه واقفاً ولم يكن يتبقى الآن من هذه التماثيل إلا التمثالين الجالسين، كما أقام الملك رمسيس الثانى أمام الصرح مسلتين من حجر الجرانيت الوردى تزين الصغرى منهما ميدان الكونكورد فى باريس منذ عام 1836 ويصل إرتفاعها إلي 22,2 متر وظلت الآخرى متواجدة فى مكانها حتى الآن، وتتميز بمجموعة للقردة البارزة التى تهلل للشمس والمنحوتة على قاعدتها، ويصل إرتفاع هذه المسلة إلي 24,6 متر، كما يوجد أمام الصرح أيضا طريق لأبى الهول "الكباش" ويرجع لعهد الملك نختنبو من ملوك الأسرة 30 الفرعونية، وكان يوصل إلى معبد خنسو جنوبي معابد الكرنك.
ويؤكد أحمد عربي، مدير عام معبد الأقصر، أن النقوش الغائرة المتواجدة في واجهة صرح المعبد تصف كافة المعارك الحربية التي قادها الملك رمسيس الثاني ضد الحيثيين بعد حكمه للبلاد بـ5 سنوات، فتوجد نقوش توضح الملك برفقة مستشاريه العسكريين، وآخري تصف موقع هزيمة المصريين للحيثيين، ومشاهد للملك رمسيس علي عجلته الخربية وهو يحارب الحيثيين ويطلق عليهم السهام والقتلي أسفل عجلته الحربية الشهيرة وآخرون يهربون من قوته، ومشهد لأمير قادش خائفاً من قوة الجيش المصري، موضحاً أنه يوجد أيضاً بالواجهة 4 فجوات كانت توضع داخلها ساريات الأعلام للبلاد خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني.
وخلال الإحتفالية تحدث الدكتور خالد العناني ، وزير الآثار، مؤكداً أنه سعيد للغاية بهذا المشروع العالمي في عهده وخلال فترة توليه وزارة الآثار موجهاً الشكر لكل عامل ورجل ترميم ورجال آثار شارك في هذا المشروع علي مر الـ3 سنوات الماضية، مؤكداً علي إستمرار رجال الآثار في دورهم لدعم جمهورية مصر العربية بكل ما هو جديد لخدمة السياحة بمصر.
فيما أشاد زاهى حواس ،وزير الآثار الأسبق، باهتمام رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ، بحضور احتفالية إزاحة الستار عن تمثال الملك رمسيس الثانى بعد ترميمه وإعادة تنصيبه بمعبد الأقصر، قائلاً : لم أرى خلال 15 سنة رئيس وزراء يحضر احتفالية كهذه لذلك أشكره على اهتمامه.
وأهدى حواس، خلال احتفالية تنصيب الملك رمسيس الثانى بمعبد الأقصر، مساء اليوم الخميس، نسخة من قبعته، وذكر فى هذا الصدد أنه لم يهدى تلك القبعات سوى إلى ملوك ورؤساء ويشرفه أن يكون لدى الدكتور مدبولى نسخة منها، كما أهداه نسخة من كتابه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة