فتاة لم تتعدى الـ15 عاما، ألقت خطابا أمام لجنة البيئة بالبرلمان الأوروبى، لتحاضر العتاة من الساسة الأوروبيين حول مخاطر التغير المناخى، فى بادرة تبدو غير مسبوقة أن يشهد البرلمان الأوروبى خطابا لطفل فى هذه السن المبكرة، وحول أحد القضايا الشائكة فى المجتمع الغربى بشكل عام فى المرحلة الراهنة.
الطفلة السويدية جريتا ثانبيرج، آثرت فى هذا السن أن تكون ناشطة بيئية، حيث وضعت الأولوية لهذا الطريق على حساب الدراسة، حيث بدأت طريقها عبر الهروب من مدرستها فى السويد، للاعتصام أمام البرلمان السويدى، بينما فشل معلموها وزملائها وعائلاتها إثنائها عن هذا الطريق، لتتحول الفتاة التى عنفها الكثيرون من المحيطين بها إلى أيقونة، استلهم شعاراتها النشطاء الأخرون والذين قرروا مواصلة الطريق نحو الضغط على الحكومات لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية البيئة.
ولعل القدر قد ساهم بصورة كبيرة فى تشكيل شخصيتها، فهى تنتمى لعائلة مثقفة، فوالدتها مالينا إرنمان، وهى أحد أشهر مطربى الأوبرا فى السويد، بينما والدها سفانتى ثانبيرج، والذى سمى بهذا الاسم تيمنا بالعالم السويدى الشهير سفانتى أرينيوس، والذى حاز على جائزة نوبل فى عام 1896، بسبب نظريته حول تأثير انبعاثات ثانى أكسيد الكربون على زيادة الاحتباس الحرارى وتداعيات ذلك.
تقول الفتاة السويدية إنها اهتمت كثيرا بالقضية البيئية منذ أعوام قليلة، تزامنا مع ما درسته فى مدرستها حول تداعيات التغير المناخى على حياة الكثير من الكائنات، والتى ستعانى الكثير منها جراء الجوع فى السنوات المقبلة، حيث بقت تلك الصورة عالقة فى رأسها، لتدفعها إلى اتخاذ خطوات أكبر، وعدم الاكتفاء بالرفض الداخلى لتلك الظاهرة.
وأوضحت فى تصريحات سابقة أبرزتها صحيفة "الجارديان" أنها قررت عدم الاستسلام لحالة الإحباط، بل تحويل قلقها من جراء تفاقم الظاهرة المناخية إلى طاقة إيجابية، يمكن من خلالها المساهمة فى تغيير الواقع.
وتقول الفتاة "يبدو أنه أمر صادم ألا يأخذ البالغون تلك القضية بالجدية اللازمة.. وبالتالى سيكون استسلامنا نحن كارثى على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة."
وبدأت الفتاة خطواتها بإقناع من حولها بأهمية الحفاظ على البيئة، فتخلت الأم عن نجاحاتها فى سبيل مقاطعة الطائرات، والتى يترك عوادمها تأثيرات بيئية بالغة، بينما تحول والدها إلى النظام النباتى فى الغذاء للحفاظ على حياة الحيوانات، التى يساهم بقائها فى إحداث التوازن البيئى.
يقول والد الفتاة أنها نجحت فى تغيير الطريقة التى كان يفكر بها، بينما تواصل الطريق نفسه مع الأخرين، حيث أنها نجحت فى تثقيف نفسها بنفسها فى المجال البيئى عبر قراءة الكتب، مشاهدة الأفلام الوثائقية التى تهتم بعرض مثل هذه القضايا.
إلا أن الطريق نحو الاعتصام فربما استلهمته الفتاة السويدية من الاعتصامات التى نفذها طلابا فى مدارس أمريكية، احتجاجا على انتشار الأسلحة بأيدى المتطرفين مما أدى إلى حوادث إطلاق نار عدة استهدفتهم سواء فى الجامعات أو المدارس، فقررت أن تتخذ نفس النهج بهدف توعية زملائها إلى مخاطر التغيرات البيئية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة