طفل بدرجة "انتحاري" في حادث الشيخ زويد.. كيف يتم استقطاب المراهقين؟.."الشات" و"الفيديو" وسائل الجماعة لاستمالة الصغار.. دورات في "التربية الجهادية" قبل التنفيذ.. وتركيا وقطر تغريان الأطفال بالدولارات

الخميس، 11 أبريل 2019 11:55 ص
طفل بدرجة "انتحاري" في حادث الشيخ زويد.. كيف يتم استقطاب المراهقين؟.."الشات" و"الفيديو" وسائل الجماعة لاستمالة الصغار.. دورات في "التربية الجهادية" قبل التنفيذ.. وتركيا وقطر تغريان الأطفال بالدولارات انفجار-أرشيفية
كتب محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
الانتحاري الذي استهدف منطقة السوق في الشيخ زويد، بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية، مما أدى لاستشهاد ضابطين وفردى شرطة فضلاً عن استشهاد ثلاثة مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر " 6 " سنوات ، بالإضافة إلى إصابة 26 مواطنا تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج، لم يتخطى عمره الخامسة عشر.
 
الطفل الإرهابي منفذ الحادث المؤسف، يشير إلى جنوح العناصر الإرهابية لإستخدام الأطفال في عمليات الإرهابية، بعدما فقدت الجماعة معظم عناصرها ما بين مقبوض عليهم ومقتولين في مواجهات أمنية، الأمر الذي حدا بالجماعة لإستغلال الأطفال في الأعمال التخريبية.
 
وشرح خبراء أمنيون ومتخصصون في جرائم مكافحة الإرهاب، أسباب وسيناريوهات اعتماد الجماعات الإرهابية على الأطفال في الأعمال التخربية.
 
وبدوره، قال اللواء محسن حفظي وكيل جهاز أمن الدولة السابق، إن الجماعات الإرهابية تلجأ لإرتكاب الأعمال التخريبية، تزامناً مع ظهور مصر في الخارج والنجاحات التي تحققها مصر خارجياً.
 
وأضاف الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه ليس غريباً على الجماعات الإرهابية التي استهدفت المصلين الركع السجود في المسجد بالروضة أن تزج بالأطفال في الأعمال التخريبية، فهذه الجماعة قاموسها لا يعرف سوى الدم والتخريب والقتل منذ قديم الأزل.
 
وعن كيفية تجنيد الأطفال لدى الجماعات الإرهابية، يرى خبراء أمنيون، أن الأمر يمر بمرحلتين ، الأولى منهما ما يعرف باسم "التربية الجهادية" والتي يجرى فيها غسل لعقول الأطفال وإقناعهم بالقتال، من خلال دورات تدريبية على تصنيع المتفجرات واستخدامها وعمليات التفخيخ وتجهيز الانتحاريين وصولاً للتنفيذ، ثم المرحلة الثانية والتي يطلقوا عليها "التأصيل الشرعي" والتي تستبيح دماء الجميع سواء من رجال الأمن أو المواطنين الأبرياء، حيث يستطيع قيادات الجماعات الإرهابية إقناع صغار السن، بأن الجميع خارج عن الملة وأن قتلهم حلال، بل سيقود منفذي الحوادث إلى الجنة ـ بحد تعبيرهم ـ  وتبدأ فكرة تجهيز الانتحاري بعد وعود بالحور العين.
 
وحول كيفية استقطاب الأطفال لدى الجماعات الإرهابية قبل الزج بهم في الأعمال التخريبية، يرى خبراء الأمن أن الانترنت والعالم الافتراضي بات بيئة خصبة لهذه الجماعة لوضع السم بالعسل، من خلال استقطاب الشباب عن طريق الشات والتواصل معهم عبر التقنيات الحديثة والمتطورة.
 
وتتعمد الجماعات الإرهابية في التعامل مع الأطفال في هذا الملف على ما يعرف بـ"الاستمالة" و"الأسلوب الموجهة" وذلك من خلال استخدام أدوات "الشات" والحديث عبر "الفيديو" وغيرها من الأدوات الأخرى.
 
"التجنيد بالإكراه"، يرى خبراء أمنيون أن أحد أدوات التجنيد التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لضم الأطفال إليها، فضلاً عن الإغراء بالأموال وهي طريقة لها مفعول السحر، وتلعب بعض الدول المعادية لمصر دور كبير في هذا الأمر، من خلال توفير العملات الأجنبية المختلفة لاقناع الأطفال بالانضمام لهذه الجماعات، ولا يقتصر دور الأطفال في القيام بأعمال انتحارية، وإنما يتم الاعتماد عليهم في العديد من الأعمال التخريبية الأخرى بشكل كبير، خاصة أن الأطفال في الغالب لا يشك فيهم أحد.
 
ولفت خبراء الأمن إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق الاستعانة بالأطفال في بعض معسكرات الإرهابيين، حيث داهمت قوات الأمن إحدى المعسكرات ووقعت اشتباكات بين الطرفين، ولدى فحص العناصر المتطرفة المقتولة تبين أنه من ضمنهم أطفال لم تكتمل أعمارهم السنية 18 سنة.
 
واللافت للانتباه أن الجماعات الإرهابية تطلق أسماء حركية وكناية على الأطفال لإلهاب مشاعرهم قبل ارتكاب الأعمال التخريبية، حيث أطلقوا على منفذ حادث السوق بمنطقة الشيخ زويد "أبو هاجر"، بالرغم من أن عمره لم يتخطى الخامسة عشر.
 
وأوضح خبراء الأمن، أنه في الوقت الذي يجلس فيه قيادات الجماعات الإرهابية بالفنادق في بعض الدول وينعمون بالأكل والشرب، يزجون بالأطفال في أعمال العنف، دون أن يُمهلوا عقولهم برهة من الوقت، ويتسألوا لماذا لم ينفذ القيادات هذه الأعمال التخريبية وزجوا بنا، لكن للآسف سلبوا عقولهم.
 
وبدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، إلى أن الجماعات الإرهابية فشلت في تنفيذ مآربها على أرض الواقع بشكل كبير.
 
وأضاف الخبير الأمني، إلى أن الجماعة الإرهابية بعد عزل محمد مرسي من الحكم إثر ثورة شعبية عارمة في الميادين والشوارع، فشلت في الحشد، وتلاشى وجودها في الشارع يوماً بعد الأخر، ومن ثم لجأت للعنف، وفي سبيل ذلك نفذت عدداً من الحوادث التخريبية التي استهدفت مؤسسات الدولة ومقدراتها، لكن الضربات الأمنية الاستباقية بشكل كبير وجيد، ساهم في وأد العديد من الأعمال التخريبية قبل وقوعها من الأساس، ووجدت الجماعة الإرهابية نفسها فاشلة في تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
 
وأوضح الخبير الأمني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة فقدت معظم عناصرها في مواجهات مسلحة مع الأمن، وأحيانا بالقبض على عناصرها بعد معلومات موثقة وتحركات سريعة وعاجلة من أجهزة الأمن، لتجد الجماعة نفسها في مهب الريح، حتى باتت مثل الطائر الذبيح الذي يرقص رقصة الموت الأخيرة.
 
ولفت الخبير الأمني، إلى أن الدولة لم تكتفي بهزيمة الإرهاب وإنما حققت نجاحات ملموسة على أرض الواقع من خلال مشروعات وطنية وقومية ضخمة، تزامن ذلك مع الزيارات الهامة والانفتاح على العالم الخارجي الذي رحب بمصر، وأكد أنها باتت بمثابة واحدة للأمن والسلام في المنطقة، مما أزعج الجماعات الإرهابية التي لم تجد حلاً سوى اللجوء للأطفال لاستغلالهم في أعمال التخريبية لتنفيذ جرائمهم مستغلة حداثة الأطفال وسرعة إقناعهم بفكرها المتطرف.
 
وحذر الخبير الأمني من خطورة ترك الأطفال على  الانترنت لوقت طويل، حيث تظهر له هذه الجماعات الإرهابية تارة من خلال الألعاب وتارة أخرى من خلال "الشات" وغيرها من الأساليب التي تحاصر بها الأطفال، حتى يجد نفسه في مرمى الجماعات الإرهابية، وتبدأ بعد ذلك مرحلة أخرى وهي تأهيل هذه العناصر وتجهيزها للاستفادة منها سواء في الأعمال الانتحارية ، مثل الإرهابي الذي فجر نفسه في منطقة السوق بمنطقة الشيخ زويد وقتل الأبرياء وبينهم طفل مثله، وعلى جانب آخر تحاول الجماعة إعداد جيل جديد تستفيد منه لاحقاً في أعمال تخريبية أخرى بعدما فقدت معظم عناصرها وباتت في مهب الريح.
 
ولفت الخبير الأمني، إلى أن الجماعات الإرهابية التي تقتل الأبرياء وتستبيح الدماء، وتنتهك قدسية دور العبادة لا تعرف في قاموسها ما يسمى بالرحمة، فلا ترحم الصغار، وتزج بهم في الأعمال التخريبية بهدف تنفيذ أعمال التخريبية، فالأهم لديها أن تحصد مزيد من الضحايا وتزيد من حجم العنف والدماء.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة