أظهرت نتائج الانتخابات المحلية في تركيا فوز حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، بكل من بلدية أنقرة، العاصمة الإدارية، وإسطنبول، العاصمة الاقتصادية، وكشفت المعطيات التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية، استنادًا إلى معطيات مجلس الانتخابات الأعلى، أن مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية أنقرة الكبرى منصور يافاش حصد 50.90٪ من الأصوات وأصبح الرئيس الجديد للبلدية، كما أكد رئيس مجلس الانتخابات الأعلى سعدي جوفين فوز إمام أوغلو ببلدية إسطنبول، فيما كشف الموقع الإلكتروني التابع للمجلس أن إمام أوغلو حصل على 48.80% من الأصوات، بينما توقّفت نسبة يلدريم عند 48.48%.
هزيمة حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان الداعم الأساسى للإخوان فى مدينتي "اسطنبول وأنقرة" وكلاهما يوصف بالعاصمتين الإدارية والاقتصادية، سينعكس على وجود الإخوان على الأراضى التركية، وتوقع مراقبون لتيار الإسلامى السياسى بأن يغادر قيادات وعناصر الإخوان الغير حاصلين علن الجنسية التركية، أنقرة قريبا.
وفى هذا السياق، أكد الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن تراجع حزب أردوغان في المحليات مقياس للانتخابات العامه خاصة ان تركيا تعرف تزوير الانتخابات وضعف الحزب الحاكم وحرصه علي النجاح في الانتخابات العامة، سيكون له انعكاس كبير على وضع الإخوان.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن تراجع حزب أردوغان فى انتخابات المحليات يجعله يراجع مواقفه في أغلب الملفات ومنها بالطبع ملف الإخوان الذي يأويهم وكذلك داعش الذي كانت تركيا تعتبر ترانزيت له.
بدوره قال الدكتور طه على، الباحاث السياسى، إن تراجع حزب العدالة والتنمية في تركيا يؤثر على كافة فلول الإخوان في تركيا بل وخارجها أيضا، ذلك أن إضعاف شوكة أردوغان تجعله ينشغل طوال الوقت في لملمة جراحه الناتجة عن تراجع حزبه، وهو ما يفسر دفاع الاخوان المستميت عن حزب أردوغان.
واضاف الباحث السياسى، أنه مع حالة تراجع حزب العدالة والتنمية من المتوقع أن تضطرب الأوضاع الأمنية في تركيا ما يجعل المؤسسات الأمنية التركية تنشغل بالمزيد من قمع المعارضين، وفي تلك الحالة يجد الاخوان أنفسهم متضررين بدرجة كبيرة، كما أنها تعكس تلك الحالة تراجع في شرعية النظام الحاكم الذي يقوضه أردوغان وتعاظم دور المعارضة التركية في وجه الرئيس الاخواني وسياساته التي ضاعفت من حجم المشكلات المحيطة بتركيا بخلاف مزاعم أردوغان السابقة في تبنية سياسة "صفر مشاكل"، وهي من بنات أفكار وزير خارجيته الأسبق "أحمد داوود أوغلو" والتي لم يلتزم بها أردوغان فكان المقابل إقصاء أغلو.
وتابع طه على: "مع تعاظم دور المعارضة التركية، والأصوات الأخرى المتضررة من سياسات أردوغان القمعية في أ‘عقاب محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو 2016، من المتوقع أن يجد الإخوان أنفسهم في مأزق بطبيعة الحال، حيث يتحولون لإحدى القضايا التي ينصب عليها نقد معارضي أردوغان وبخاصة أن الاخوان في مقدمة أسباب تعثر علاقات تركيا الخارجية بالشرق الأوسط، متوقعا أن تلجأ السلطات التركية إلى تسليم المزيد من أنصار الاخوان في تركيا كما حدث أخيرا مع "محمد عبد الحفيظ حسين" وذلك مع تزايد حدة الخلاف بين فلول الاخوان على خلفية الإضطراب الذي أضاب الجميع وانعدام التوازن فيما بينهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة