"فى ليلة سوداء عاتمة عام 2012 بسوريا، دخلت امرأة إلى غرفة العلميات، بعدما تعرضت ساقها لأضرار بالغة، بسبب أنها تواجدت بالقرب من تفجير قنبلة، وقام الجراح ديفيد نوت، بشق شريان الساق لإيقاف النزيف، فالمرأة كانت على وشك الموت، كما قام ديفيد بالضغط بإصبعه برفق على الفتحة الكبيرة فوق مفصل الركبة، وشعر بشىء، تبين أنه نوع الشظايا داخل الساق".. هذا ما يستعرضه كتاب "ديفيد نوت.. طبيب الحرب".
يتذكر ديفيد نوت هذه العملية قائلاً: بعناية شديدة، أمسكت بهذه الشظايا بأصابعى وأخرجتها، أوقفت الأمر لفحصه، وألقى المساعد السورى نظرة واحدة وذهب.
ويسرد نوت ديفيد، أن هذه المرأة أصيبت عندما انفجرت القنبلة، وكان زوجها يصنعها فى مطبخه، فقتلته على الفور.
يمكنك أن تشعر بإحباط نوت ديفيد وغضبه من السرعة التى تصاعدت بها الحروب فى سوريا، حيث إنه بدأ مهام عمله فى مارس 2011، عندما كانت هناك احتجاجات سلمية ضد نظام بشار الأسد.
ويستعرض نوت ديفيد، أنه عن طريق الصدفة، التقى نوت مع بشار الأسد فى أوائل التسعينيات، عندما كان يعمل فى مستشفى العيون الغربى فى لندن، ويتذكر الجراح عددًا من الضحايا الذين سقطوا بسبب الحرب فى سوريا، بما فيهم امرأة كانت حامل فى الشهور الأخيرة، أصيب طفلها الذى لم يولد بعد برصاص قناص، وغيرها من الحالات الحرجة.
كما يسلط الكتاب الضوء على اللحظة الدقيقة التى أراد فيها "ديفيد" وهو بعمر الطفولة أن يصبح طبيب حرب، أثناء تواجده فى ريف ويلز، بالمملكة المتحدة، ويستعرض كيف تعرض والده أيضًا وهو يعمل طبيب للتنمر العنصرى.
ويشرح نوت ديفيد، أنه عندما سقطت القنابل على المستشفى نفسها، هرب الفريق الطبى، وتركه وحيدًا فى الظلام، وكانت يديه حول قلب طفل مصاب، كان نوت غارقًا فى دم المريض، شعر بالغضب والخيانة، لكنه سرعان ما علم أنه كأحد عمال الإغاثة، عليه إبقاء نفسه على قيد الحياة حتى يتمكن من مساعدة المزيد من الناس.
الكتاب يصف العديد من تجارب المرضى التى كانت قريبة من الموت، بعد عودته من إحدى المهمات، الصعبة وجدت نوت نفسه غير قادر على تحمل شكاوى مريض بريطانى تزعجه خياطة جرح بسيط، وبدأ الهجوم عليه حتى غادر غرفة الاستشارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة