"الأقصر للفنون الشعبية" فرقة موسيقية عمرها 10 سنوات خرجت من قلب الصعيد

بالعصا والمزمار البلدى استطاعت فرقة الأقصر للفنون الشعبية أن تخلق جوا مختلفا عن غيرها من الفرق بعروضها المميزة، التى لا صوت يعلو بها فوق صوت المزمار والربابة والطبلة التى تضيف على عروضها بهجة وطابعا خاصا، يعبر عن الموروث الثقافى لواحدة من أهم محافظات الصعيد، والتى لها تاريخ فني فى مجال الرقص الشعبى منذ فترة الستينات وتحديد مع ظهور فرقة بنات مازن أشهر فرق الصعيد آنذاك.

يروى "أيمن عبد الرحمن" أقدم راقص بالفرقة تاريخها الفنى الصغير الذى لا يتجاوز سوى 10 أعوام، قائلا: الفرقة حديثة النشأة تم اعتمادها فى عام 2009 كإحدى الفرق التابعة للهيئة العام لقصور الثقافة، وكنت من أوائل الراقصين الذين عملوا بها، نظرا لعشقى للرقص الشعبى الذى يعد لغة تعبير هامة عن تاريخ وتراث ثقافى لم يتبدل بتغير الأحداث، لذا تركت مجالى كمحاسب وتوجهت للاشتراك بالفرقة بجانب عملى كموظف بقصر ثقافة أسوان، موضحا: أدواتنا الموسيقية بسيطة ورغم ذلك تشعل حماس أى جمهور نعرض أمامه أيا كانت جنسيته، فالربابة والمزمار والطبلة عندما يجتمعوا ينسجان ألحانا مميزة، فضلا عن الأداء الحركى المميز.

وأشار "أيمن" خلال حديثه لـ”اليوم السابع”، عرض التحطيب أهم العروض الفنية التى نحرص على تقديمها فى أى مهرجان نشارك فيه فهو موروث ثقافى هام يعبر عن عادات وتقاليد المجتمع الصعيد للاحتفال، لذا فهذا العرض هو البطل لكل مناسبة فنية، ويثير انتباه الكبار والصغار لما يملكه من مواجهة تشعل حماس الجمهور، كما أن عرض "الغوازى" الذى يقدمه الراقصات بالفرقة من العروض الهامة فتتزين كل راقصة بالملابس اللافتة والخلخال والكردان، فى عرض راقص مميز.

وأضاف أن من أهم الفقرات الفنية التى تقدمها الفرقة عرض الكف وعرض الفرح، وأوبريت غنائى بعنوان دم طاهر الذى يروى كفاح الشهداء منذ حرب 6 أكتوبر وحتى ثورتى يناير ويونيو، فضلا عن استعراضات الحجالة، وتقديم فقرة عن التراث الفرعونى ترتدى خلالها الفرقة الزى الفرعونى على أنغام المارش العسكرى لأوبرا عايدة.

راقص بالفرقة: نفتقر إلى العنصر النسائى بالفرقة ولا يوجد ميزانية محددة
 

وحول الأزمات التى تعرقل عمل الفرقة أكد محمد فوزى، راقص بالفرقة، إلى أن عدد أعضاء الفرقة يبلغ 40 راقصا وراقصة، ومن أهم المشكلات هو نقص العنصر النسائى نظرا لأن المجتمع الصعيدى يرفض عمل المرأة فى هذا المجال خصيصا، وهذا ما يجعل بعض اللوحات الفنية تفتقر إلى العنصر النسائى.

وأوضح أن من بين الأزمات أيضا عدم توافر ميزانية محددة تعمل على رفع المستوى للفرقة وتطوير أدواتها الفنية مثل الآلات الموسيقية وتوفير الأزياء والملابس والإكسسوارات التى تعد أهم عناصر العمل الفنى، مؤكدا أن دعم الفرقة ماديا يساعدها على إيصال فنها ومورثها الثقافى إلى كل العالم.

"رشا" تحدت المجتمع الصعيدى من أجل الرقص الشعبى.. وتؤكد: ما أقدمه ليس عيبا أو حراما
 

فى حين تروى رشا عبد النبى، 27 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة إنجليزى، وإحدى الراقصات بالفرقة، قائلة: تفرغت للفرقة من 10 سنوات، ولم أشغل بالى بالجرى وراء وظيفة فالوظائف عديمة القيمة وكل هدفى هو العمل فى مجال أعشقه وهو الرقص هوايتى الوحيدة منذ كنت فى العاشرة من عمرى، وكنت دائما أرى فى الفنانة نعيمة عاكف مثل اعلى أتمنى أن أحظى بشهرتها وقدرتها على الأداء الحركى الناعم.

وأوضحت "رشا"، هناك أزمة مجتمعية مع الرقص، فكل ما نهدف إليه هو التعبير عن فلكور بلدنا وهذا ليس عيبا أو حراما، لكن للمجتمع وجهة نظر أخرى فى الراقصات حتى الذين يعملون فى مجال الفن الشعبى فالنظرة اليهم ليست فى صالحهم على الإطلاق، لكننى تركت كل ذلك وراء ظهرى وتفرغت لهوايتى وحاولت إقناع أهلى بها حتى نجحت فى أن التحق بهذه المهنة، وطموحى هو تدريب الفرقة وإقناع من حولى بأهمية دور فرق الفنون الشعبية فى التعبير عن الثقافات المختلفة والحفاظ على الهوية.