أكد الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، أن هناك 2 مليار نسمة فى العالم يعانون من أجل الحصول على المياه ويفتقدون خدمات الصرف الصحى، مشيرًا إلى أن ثلث سكان العالم سيعانون خلال الـ 25 عاما القادمة فى حال لم يتم بذل جهود كبيرة للتغلب على ذلك.
وأضاف عبد العاطى فى تصريحات صحفية اليوم على هامش مؤتمر الأراضى والمياه الذى تنظمه "الفاو" أن المياه قضية حياتية ذات أبعاد مجتمعية فهناك العديد من الدول التى تعانى من شح المياه، مشيراً إلى أن قضية المياه فى مصر تواجه تحديات كبيرة نظرا لمحدودية المورد المتاح، خاصة مع تنامى الفجوة بين الطلب على المياه ومحدودية الموارد المائية مما يضع ضغوط اضافية على منظومة إدارة الموارد المائية لإحداث التوازن بين الموارد والاحتياجات، خاصة أن الأمر لا يقتصر فقط على كمية الموارد المائية المتاحة بل وطبيعتها أيضاً حيث أن أكثر من 97% من الموارد المائية المصرية تأتى من خارج الحدود.
وقال عبد العاطى، إننا لو تحدثنا عن خريطة مصر فهى صحراء يخترقها النيل، كما أنها معرضة لارتفاع منسوب مياه البحر، مما يستدعى وجود استثمارات لحماية المدن المهددة بذلك، مؤكدًا أنه حتى بالاعتماد فى بعض الأحيان على المياه الجوفية، نجد أنها ليست متجدد، ولا يعول عليها كونها مورد غير متجدد وغير دائم قابل للنضوب بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدى إلى زيادة استهلاك المياه، وزيادة عدد السكان، وكل ذلك يضع تحديات مختلفة على إدارة المياه.
وأشار وزير الرى إلى أنه من المتوقع أن يقل نصيب الفرد من المياه خلال الخمسين عاما القادمة نظرا لثبات كمية المياه مقابل الزيادة السكانية، لافتا إلى أن هذه التحديات من أولوياتنا خلال الفترة القادمة لتلبية الاحتياجات المائية والتنمية الزراعية، مشيرا إلى أن هذه التحديات فرضت علينا العمل الدءوب لتنمية الموارد المائية وتنفيذ برامج توعوية مكثفة من أجل توفير المياه وعقد الشراكات الجادة لتلبية الاحتياجات وتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح عبد العاطى، أن هناك إجراءات وتدابير تقوم بها الدوله للتواكب مع ندرة المياه التى تشمل اعادة الاستخدام وحصاد مياه الامطار وبرامج تطوير الرى بهدف توفير وترشيد الاستخدام بالإضافة الى البرامج التوعوية والاليات المختلفة لترشيد الاستهلاك المائى، ضمن استراتيجية للموارد المائية حتى 2050 تسمى "4 ت" تعنى، تنقية وتحسين نوعية المياه، وترشيد استخدامات المياه، وتنمية الموارد المائية، وأخيراً تهيئة البيئة الملائمة.
وأكد عبدالعاطى، أن تحسين نوعية المياه تأتى على رأس أولويات استراتيجية الوزارة، والتى تعمل عليها من خلال إعادة استخدام المياه بنحو 25% من استهلاكنا للمياه، لافتًا إلى أن الأولوية الثانية هى كفاءة استخدام المياه داخل إدارة منظومة المياه فى مصر، وذلك من خلال العديد من المشروعات.
وأضاف وزير الرى، قائلاً:"إننا نبحث عن مصادر مياه أخرى مثل المياه الجوفية، ونستحدث نظما للرى الحديث لتوفير استهلاكات المياه فى قطاع الزراعة باستخدام التكنولوجيا الحديثة"، مشيرًا إلى أن المحور الثالث، يتركز على تنمية الموارد المائية من خلال تحلية مياه البحر، وإجراء البحوث والتطوير؛ لتعظيم الاستفادة من كل نقطة مياه، ثم تكلل هذه الجهود بالتعاون مع دول منابع النيل، من خلال مشروع "ممر التنمية" الملاحى من بحيرة فيكتوريا حتى البحر المتوسط، مشيراً إلى أن نهر النيل ليس مجرى فقط لتدفق المياه، بل هو ناقل للتنمية، وأن النقطة الأخيرة فى استراتيجية "4 ت" تشمل على تهيئة البيئة المناسبة، من خلال التشريعات والقوانين وحملات التوعية والترشيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة