قبل العام الماضى كانت قرية طموه التابعة لمركز أبو النمرس جنوب محافظة الجيزة تعيش فى هدوء كمثيلاتها من القرى الريفية البسيطة، إلا أن الأمر سرعان ما تبدل، وفقدت القرية أمنها بعد أن شهدت معركة فى العام الماضى بين عائلتى جوهر وخليل انتهت بمقتل شخص من عائلة جوهر وإصابة 3 من عائلة خليل، بسبب الخلاف على بيع أسطوانات الغاز، إلا أن رجال الأمن وكبار العائلات سرعان ما تدخلوا وأنهوا الخلاف بين العائلتين بجلسة صلح شهدت تقديم الكفن بحضور أهالى القرية.
عهد خلالها أفراد العائلتين المتخاصمين على التصالح ونبذ العنف بينهم، إلا أن أفراد من عائلة جوهر قرروا نقض الميثاق وخيانة العهد، وعادوا مرة أخرى للثأر لقتيلهم، فترصدوا لـ3 أشقاء من عائلة خليل، وأطلقوا النار عليهم، منذ أيام معدودة، فقتلوا أحدهم وأصابوا الآخريين، وألقى رجال المباحث القبض على 2 من المتهمين.
رصد "اليوم السابع" الحادث والتقى أحد الأشقاء الذى أصيب خلال الحادث الأخير، ليكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة شقيقه، والتى أصيب خلالها أيضا وكاد أن يفقد حياته على يد المتهمين، وقال "محمود مصطفى إبراهيم" قائلا إنه فى شهر أبريل العام الماضى وقعت مشادة كلامية بينه وشقيقيه محمد وأحمد، وبين أفراد من عائلة جوهر وهم جيرانهم بقرية طموه، بسبب الخلاف على العمل فى مجال بيع أسطوانات الغاز، حيث اعتقد أفراد عائلة جوهر خطأ أنهم استبدلوا أسطوانات الغاز لزبائنهم بمنطقة فيصل بالجيزة، وعقب المشادة التى وقعت بينهم، تدخل عدد من أهالى القرية للصلح بينهم، وانتظر "محمود" وشقيقيه وأفراد عائلته جلسة الصلح التى تجمعهم خاصة أن الخلاف كان بسيطا.
وأضاف محمود أنه كان يستأجر محل كباب وكفتة بناصية الشارع الذى يقيم به أفراد عائلته، وأثناء تواجده بالمحل، فوجئ بعدد كبير من أفراد عائلة جوهر وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء وشوم يشنون هجوما عليه، وعلى شقيقيه، ما أسفر عن إصابة الثلاث أشقاء، وخلال المشاجرة أصيب أحد أفراد عائلة جوهر يدعى "سيد حامد" بإصابة فارق على إثرها الحياة.
وفى محاولة لوقف نزيف الدماء بين العائلتين تدخلت قيادات أمنية من مديرية أمن الجيزة، وعدد من كبار العائلات والمحكمين العرفيين، وتم الاتفاق على عقد جلسة صلح بين العائلتين، حيث تم عقد الجلسة بمركز شباب القرية بحضور عدد كبير من المواطنين، وشهدت تقديم والد المصابين الثلاثة الكفن لوالد القتيل من عائلة جوهر، وتم التصالح بين العائلتين، والتعاهد على عدم اللجوء للثأر وإنهاء التخاصم.
يتابع محمود حديثه لـ"ليوم السابع" قائلا إنه خلال المشاجرة أصيب بكسر بالجمجمة بالإضافة إلى إصابة أحدثت له شللا نصفيا وعدة إصابات أخرى بجسده أفقدته الحركة، أجرى نتيجتها عدة عمليات جراحية، حتى استعاد جزء من حركته، إلا أنه ما زال يتلقى العلاج وكان ينتظر إجراء عمليات جراحية أخرى، حيث أنفقت أسرته مبلغ مالى يصل إلى 700 ألف جنيه قيمة إجراء تلك العمليات والعلاج الذى يتلقاه.
ويوم الحادث الأخير، منذ أيام، اصطحبه شقيقاه "محمد" و"أحمد" لصيانة سيارته تمهيدا لبيعها لاستغلال ثمنها فى إجراء عملية جراحية له، حيث توجهوا إلى ورشة الصيانة، وطلب منهم صاحب الورشة ترك السيارة لحين الانتهاء من صيانتها، فاضطروا لاستقلال توك توك للعودة إلى المنزل، وأثناء عودتهم، فوجئوا بـ3 أشخاص من عائلة جوهر وهم أحمد ومحمد وسامح، أشقاء الشخص الذى قتل خلال المشاجرة التى وقعت العام الماضى، يستقلون توك توك وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء، حيث أطلقوا النار عليهم ما أسفر عن إصابته بيده، وإصابة شقيقه "محمد" بطلق نارى بسقاه، بينما فارق شقيقه "أحمد" الحياة نتيجة إصابته بعدة طلقات.
الحاج "مصطفى إبراهيم" وشهرته الحاج ظايط، والد الأشقاء الثلاثة المجنى عليهم، يتحدث لـ"اليوم السابع"، عن المأساة التى تعرضت لها عائلته دون ذنب يذكر من جانبهم، فقال إنهم عائلة بسيطة تتمتع بسمعة طيبة بين أهالى قرية طموه، كان وأبناؤه الثلاثة يعملون فى مجال بيع أسطوانات الغاز، إلا أنه عقب الخلاف الذى وقع مع عائلة "جوهر" على بيع أسطوانات الغاز اضطروا لترك العمل، خاصة بعد المشاجرة التى لقى خلالها أحد أبناء عائلة جوهر مصرعه، وأصيب أبناؤه الثلاثة بإصابات بالغة.
ويضيف أنه بعد تدخل الأجهزة الأمنية وكبار العائلات للصلح، حمل الكفن وقدمه لوالد القتيل، لإنهاء الخصومة، خلال جلسة صلح حضرها قيادات أمنية كبيرة، بالرغم من أن القتيل وأشقاءه وآخرين هم من شنوا هجوما على أبنائه الثلاثة دون ذنب، بالأسلحة النارية والبيضاء، وتعاهدوا على نبذ العنف ووقف نزيف الدماء، وعقب جلسة الصلح بدأ فى علاج أبنائه الثلاثة، وأنفق كل ما يملك على علاجهم، واضطر لترك العمل فى مجال بيع أسطوانات الغاز لعدم تجدد الخلاف مرة أخرى.
ويقول الحاج ظايط إن أشقاء القتيل من عائلة "جوهر" خانوا العهد الذى تعاهدوا عليه خلال جلسة الصلح، حيث تتبعوا أبناءه الثلاثة وأطلقوا النار عليهم، محاولين قتلهم، ليفارق ابنه "أحمد" الحياة، بينما يصاب شقيقيه بأعيرة نارية، وفى نهاية حديثه أكد أن عائلته تعرضت للدمار دون ذنب، وما زال يتلقى تهديدات للتنازل عن القضية، مؤكدا أنه سيحصل على حق أبنائه بالقانون، حيث تم القبض على اثنين من المتهمين، وينتظر ضبط باقى المتهمين من المنفذين والمحرضين.
وقالت والدة المجنى عليه "محمود" إنها تحملت ما تعرض له أبناؤها الثلاثة فى المشاجرة التى وقعت العام الماضى، حيث أصيبوا جميعا بجروح خطيرة، خاصة "محمود" الذى فقد الحركة نتيجة إصابته بكسر بالجمجمة، وشلل نصفى، وأنفقت وزوجها كل ما يملكون خلال رحلة علاجهم، ولم تكن تتوقع أبدا أن يتم الغدر بهم مرة أخرى، بعد جلسة الصلح التى تم عقدها بحضور قيادات مديرية أمن الجيزة وكباء العائلات.
وأضافت أن ابنها "أحمد" الذى فارق الحياة فى الحادث الأخير ترك خلفه زوجة و3 من الأبناء شقيقين توأم يبلغ عمرهما 5 سنوات، أحدهما يتلقى العلاج لمعاناته من المرض، وشقيقهما الصغير يبلغ من العمر 3 سنوات، حيث أصبحوا بلا مصدر رزق، خاصة أن ابنيها الآخرين أصيبا فى الحادث بأعيرة نارية أفقدتهما الحركة، وتتطلب حالتهما إجراء عدة عمليات جراحية تستلزم مبالغ مالية طائلة.
وطالبت والدة الأشقاء الثلاثة بالحصول على حقهم بالقانون، وسرعة محاكمة المتهمين وإصدار أحكام رادعة بحقهم، كونهم خانوا العهد والميثاق الذى كان يجمعهم، واتفقوا عليه خلال جلسة الصلح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة