اشتهر بين أبناء قريته بعمله في مهنة النقاشة والمحارة ما جعله قبلة لدى المسلمين والأقباط فى أعمال تزيين دور العبادة كنموذج جديد يعطى للجميع درسا فى الوطنية ووحدة نسيج المجتمع المصرى كونه مسيحى الديانة.
"رومانى سمير نبيه" مبيض محارة ونقاشة، يقف على سقالة حديدية ويعمل بهمة ونشاط، للانتهاء من أعمال تزيين قبة مسجد عمر بن الخطاب بعزبة الشهيد نجاح مكرم الله بقرية التمساحية التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، وبدون أى مقابل مادى.
وقال "رومانى" الحاصل على ليسانس كلية الحقوق جامعة أسيوط، ويعمل مبيض محارة ونقاشة، لـ"اليوم السابع"، إنه عمل بمهنة المحارة والنقاشة منذ أكثر من 14 سنة، وكان يتنقل بين قرى مركز القوصية، لتوفير بعض النقود التى تساعده فى الدروس الخصوصية فى الثانوية العامة، ثم المرحلة الجامعية والتخرج فى كلية الحقوق.
وأضاف رومانى، أنه " بعد الانتهاء من أعمال المحارة بأحد المنازل القريبة من مسجد عمر بن الخطاب، طلب منى أهالى القرية بدء أعمال المحارة والنقاشة للمسجد وتزيين قبة المسجد باللون الأخضر، فرحبت بذلك ونقلنا المعدات من المنزل إلى الجامع وبدأنا العمل فيه فورا دون الرجوع إلى منازلنا، على الرغم من أن مهنة المحارة والنقاشة تحتاج مجهودا كبيرا ودقة ومهارة فى العمل، لأننا نقاوم حرارة أو برودة الطقس".
وأكد "رومانى"، أنه وزملاؤه فى عمل المحارة والنقاشة يشعرون بالسعادة أثناء قيامهم بتلك الأعمال التى تتطلب إتقانا كبيرا، ويتنازلون عن أجرهم، مضيفا: "أننا نفعل شيئًا لوجه الله بدور العبادة، ومحبة لأخوتى المسلمين"، مشيرا إلى أنه أنجز هذه المهمة فى أكثر من مسجد بقرى مركز القوصية.
وأشار "رومانى" إلى قوة الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين، و"أننا كلنا واحد والود والمحبة تسود بيننا، ولن يستطيع أحد أن يفرق بين نسيج الأمة وستظل مصر بلد الأمن والآمان"، مؤكدا: "الأقباط والمسلمون فى أسيوط نسيج واحد لا فرق بينهم، كلنا شبه بعض ودمنا واحد وكمان روحنا الطبية واحدة، وأخواننا المسلمين يشاركوننا فرحتنا بأعيادنا وأيضا الأقباط يشاركون المسلمين التهنئة فى جميع أعيادهم واحتفالاتهم، كما أن دير السيدة العذراء المحرق بمركز القوصية يزوره المسلمون قبل الأقباط، للتعرف على هذا المكان الذى احتمت بداخله العائلة المقدسة أثناء هروبها من فلسطين إلى مصر".
وقال صالح حامد حسانين، أحد أبناء عزبة الشهيد نجاح مكرم الله بقرية التمساحية التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، إننا نعيش فى القرية مسلمين ومسيحيين فى وحدة ومحبة لا فرق بيننا، وهذا المشهد جسده الأخ رومانى سمير، والذى يحظى بحب واحترام الجميع هنا فى القرية، بغض النظر عن ديانته، فالدين لله والوطن للجميع، ولذلك طلبنا منه أن يقوم هو وزملاؤه العمال فى تزيين مسجد القرية والذى رحب بذلك ورفض أن يحصل على أى مقابل مادى قائلا: "ده أكبر تكريم لنا أن نفعل شيئًا لوجه الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة