خسائر جمة تكبدتها شركة بوينج، الأمريكية، منذ سقوط الطائرة التابعة للخطوط الإثيوبية، من طراز 737 ماكس8، فى وقت سابق من الشهر الحالى، والتى أسفرت عن مقتل جميع من كانوا على متنها، غير أن الخسائر لم تقتصر على ما فقدته أسهمها فى البورصة التى تراجعت بنسبة 18% وفقدت أكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية.
غير أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فيما يمكن وصفه "مصائب قوم عند قوم فوائد"، إذ وقعت منافستها الرئيسية الأوروبية "إيرباص" صفقة بعشرات المليارات من الدولارات، أمس الأثنين، لبيع 300 طائرة إلى الصين فى إطار حزمة تجارية تتزامن مع زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج، إلى أوروبا، وهو ما يمثل رقما قياسيا لطلبيات الطائرات الصينية كانت تحمله منافستها بوينج.
وتشمل الصفقة المبرمة بين إيرباص ووكالة المشتريات الحكومية الصينية شركة توريدات الطيران الصينية القابضة، التى كثيرا ما تنسق صفقات تتصدر عناوين الأخيار أثناء الزيارات الدبلوماسية، 290 طائرة من طراز A320 وعشر طراز A350 عريضة البدن. وقال مسئولون فرنسيون إن الصفقة تساوى نحو 30 مليار يورو بالأسعار المعلنة، وعادة ما يقدم صناع الطائرات تخفيضات كبيرة.
وكانت الصين أول دولة تعلق تحليق الطائرات بوينج طراز 737 ماكس بعد تحطم الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية والتى راح ضحيتها 157 شخصا، إذ جاء الحادث المأسوى بعد أقل من ستة أشهر من تحطم طائرة إندونسية من الطراز ذاته ومقتل جميع ركابها الـ189.
وأشارت الكثير من البراهين - بما فى ذلك ما حملته إشارات الصندوق الأسود إلى أن الحادثين، إذ تشير المعلومات الواردة من الصناديق السوداء، مسجلات البيانات والصوت - إلى أن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 302 ربما واجهت مشكلات مماثلة لتلك الخاصة بالرحلة 610 الخاصة بخطوط Lion Air .
وتحطمت كل الرحلتين وهما لطائرتين بوينج طراز 737 ماكس 8s الجديدة بعد وقت قصير من إقلاعها، حيث سقطت طائرة ليون إير فى أكتوبر والخطوط الجوية الإثيوبية منتصف الشهر الجارى- بعد صعود غير منتظم.
لكن صفقة الصين مع إيرباص تعكس جانبا آخر، إذ تأتى الطلبية الأكبر بعد عام لم تطلب بكين خلاله طلبيات تذكر فى خضم توترات تجارية كبيرة مع إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. لكن مع استمرار المفاوضات بين الجانبين، تقترب الولايات المتحدة والصين من اتفاق محتمل لتخفيف النزاع التجارى الدائر بينهما منذ أشهر وكانت التوقعات تشير حتى وقت قريب إلى أن أى تسوية محتملة قد تشمل صفقة لما بين 200 و300 طائرة من بوينج.
ولا يوجد ما يشير إلى أى علاقة مباشرة بين صفقة إيرباص والتوترات الصينية الأمريكية أو مشاكل أسطول بوينج، لكن مراقبين للشأن الصينى يقولون إن لبكين تاريخا حافلا فى توجيه الرسائل الدبلوماسية أو المفاضلة بين الموردين عن طريق صفقات الطائرات الحكومية.
وبحسب شبكة "سى.إن.إن" فإن الصين سوق عملاق لكل من إيرباص وبوينج، لذا فإن أهميتها تتزايد طوال الوقت. ووفقا لأحدث توقعات شركة إيرباص، نوفمبر الماضى، فإن الصين ستكون بحاجة إلى حوالى 7400 طائرة ركاب وشحن بحلول عام 2037.
وأشارت إلى أن طلبيات بكين من طائرات إيرباص وبوينج، تأتى من شركة قابضة تابعة للحكومة الصينية تشترى طائرات لشركات الطيران المملوكة للدولة مثل إير تشاينا وخطوط طيران جنوب الصين، وهذا يجعل من الصعب تتبع أى من شركات الطيران تشترى أيهما، وعدد الطائرات التى قد تكون قد أدرجت بالفعل فى تراكم طلبات الشركات المصنعة.
وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون: "إبرام عقد (طائرات) كبير هو خطوة مهمة للأمام وبادرة ممتازة فى السياق الحالى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة