الجولان على طاولة اللئام.. كيف أقنعت تل أبيب ترامب بـ"سلخ" الهضبة من الجسد السورى.. تدخلات طهران وداعش أوراق نتنياهو لسرقة أراضى دمشق.. مراقبون: تطبيق الاتفاقيات التجارية بين إسرائيل وأمريكا بالجولان

الجمعة، 22 مارس 2019 03:57 م
الجولان على طاولة اللئام.. كيف أقنعت تل أبيب ترامب بـ"سلخ" الهضبة من الجسد السورى.. تدخلات طهران وداعش أوراق نتنياهو لسرقة أراضى دمشق.. مراقبون: تطبيق الاتفاقيات التجارية بين إسرائيل وأمريكا بالجولان نتنياهو وترامب وبشار الأسد والجولان السورى المحتل
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استغلت حكومة الاحتلال الإسرائيلى الأوضاع الصعبة التى تعيشها المنطقة العربية وخاصة بعد انتشار الجماعات المتطرفة فى دول المنطقة وخاصة فى سوريا وليبيا والعراق، وعكفت على تنفيذ مخططاتها بسلب وسلخ أراضى من الجسد العربى عبر شرعية أمريكية.

ومنذ اندلاع النزاع المسلح فى سوريا بين حكومة دمشق وكتائب مسلحة نهاية عام 2011، بدأت تل أبيب فى التحرك لاستغلال فرصة انكفاء دمشق على الأوضاع الداخلية وعملت على ترويج أكاذيب حول الأوضاع فى هضبة الجولان، وعملت إسرائيل على التدخل عسكريا بشكل مباشر عبر طائراتها الحربية وتوفير الدعم اللوجيستى لجبهة النصرة الإرهابية لإشغال حكومة دمشق عن تحركات تل أبيب فى الجولان.

أدوات التشريح الأمريكية التى استخدمتها حكومة الاحتلال الإسرائيلى لـ"سرقة" هضبة الجولان السورية بدأت تطبق فعليا مطلع عام 2012 عبر زيارة يقوم بها وزراء حكومة نتنياهو عملية "سلخ" هضبة الجولان المحتلة عن الجسد السوري قريبة بأدوات تشريح أمريكية، وذلك عبر الترويج لتهديدات إيران وتنظيم داعش للمستوطنات الإسرائيلية فى هضبة الجولان السورية.

بدأت المخططات الإسرائيلة الخبيثة لـ"سلخ" الجولان عن الأراضى السورية منذ عام 1967 بإقامة بعض المستوطنات التى يسكنها يهود إسرائيليون، حيث يوجد حاليا أكثر من 30 مستوطنة، أكبرها كتسرين، والتى أقيمت عام 1977، قرب قرية قسرين المهجورة وسميت مثل القرية، نسبة لبلدة قديمة تم اكتشافها فى حفريات أثرية.

 

وعملت تل أبيب منذ اندلاع النزاع المسلح فى سوريا على جعل الجولان السورى المحتل، القبلة السياحية الأولى للإسرائيليين، لأهداف عديدة، من أهمها تشجيعهم على الاستيطان فيها، وإقناعهم بأنها آمنة، ونظمت شركات السياحة الإسرائيلية جولات تحت برنامج "سياحة الاقتتال بين السوريين" لمتابعة الصراع المسلح بين حكومة دمشق والمسلحين فى البلاد.

ونظمت حكومة الاحتلال الاسرائيلى برنامجا تحت اسم "سياحة الاقتتال السورية" الذى يرعاه قسم السياحة فى المجلس الإقليمى للمستوطنات الإسرائيلى، وحققت حكومة الاحتلال الإسرائيلى مكاسب مالية ضخمة عبر جعل الجولان أكبر منطقة سياحية فى إسرائيل، وعمل جيش الاحتلال على جذب محبى الإثارة لرؤية الغبار المنبعث من المعارك وأصوات الرصاص فى سوريا، ومعاينة الاقتتال بالعين المجردة، مع وجود مرشدين إسرائيليين، هم بالأساس ضباط فى جيش الاحتلال الاسرائيلى، لترويج أكاذيب عن ارتباط الجولان السورى بإسرائيل.

جيش الاحتلال الاسرائيلى فى الجولان

 

ويتوقع خبراء أن تعمل الولايات المتحدة على تطبيق الاتفاقيات الأمريكية - الإسرائيلية على هضبة الجولان، مع الاعتراف بالتغييرات التى فرضتها حكومة تل أبيب على أرض الواقع.

 

ومنذ احتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية اضطر جميع سكان محافظة القنيطرة إلى النزوح عن منازلهم، واللجوء إلى داخل الأراضى السورية، فيما أصر سكان القرى الدرزية شمالى شرقى الهضبة على البقاء فى منازلهم تحت سيطرة المحتل الإسرائيلى.

سوريون فى الجولان السورى

 

ورفض مجلس الأمن الدولى فى جلسته الشهيرة عام 1981 بالإجماع قرار الاحتلال الإسرائيلى الخاص بضم هضبة الجولان السورية إلى تل أبيب وذلك وفق القرار رقم 497 والذى نص على أن "الاستيلاء على الأراضى بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويعتبر قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها فى مرتفعات الجولان السورية المحتلة ملغياً وباطلاً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولى".

 

وجائت تغريدات الرئيس الأمريكى "دنالد ترامب" بمثابة إعلان عن وفاة خارطة سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا، والتى أصبحت بموجبها هضبة الجولان جزءا أصيلا من سوريا، ظلت الهضبة تابعة لمحافظة القنيطرة إدارياً، واستمرت شهرتها باسم "الهضبة السورية" عربياً وأوروبياً، وتم ضم هضبة الجولان بإلى خارطة سوريا بعد اتفاق فرنسى - بريطانى يوم 7 مارس 1923، إذ تخلت عنها لندن لباريس، بموجب اتفاقية سايكس بيكو، لكن مع إنهاء الانتداب الفرنسى لسوريا عام 1944 باتت هضبة الجولان تابعة لدمشق.

 

وتتميز هضبة الجولان السورية بموقعها المميز لكونها تطل على بحيرة طبرية غرباً ووادى الرقاد شرقاً، وامتدادها حتى الحدود السورية - الأردنية، فضلاً عن بعدها إلى الغرب عن العاصمة السورية دمشق بـ60 كيلومتراً فقط.

 

وتقدر المساحة الإجمالية لهضبة الجولان السورية بحوالى 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كيلومتراً.

 

كان عضوا مجلس الشيوخ الأمريكى الجمهوريان السيناتور تيد كروز والسيناتور توم كوتن إلى ساحة النقاش تحت قبة الكونجرس الأمريكى، مشروع قرار ينص على الاعتراف الأمريكى بالسيادة الإسرائيلية على هضبة ومرتفعات الجولان المحتلة، ويشير مشروع القرار إلى أنه "حتى عام 1967، كانت هضبة الجولان تحت سيطرة سوريا التى كانت تستغلها لشن هجمات على إسرائيل".

 

النزاع على هضبة الجولان السورية

 

ويرى المشرعان أن إيران تموضعت وحلفاؤها فى سوريا، وهم يهاجمون إسرائيل من الأراضى السورية يعد سببا رئيسيا لضرورة ضم الجولان إلى الأراضى التى تقبع تحت سيطرة جيش الإحتلال الإسرائيلى.

 

ويرجح مراقبون تحرك حكومة الاحتلال الإسرائيلى لضم مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بذريعة الخطر الذى يشكله فصيل حزب الله المدعوم من إيران على المستوطنات الإسرائيلية فى الشمال، وهو تحد جديد يتطلب تكاتف الجهود العربية وتنحية الخلافات لمنع حكومة الاحتلال الإسرائيلى من سلخ مزارع شبعا من الجسد اللبنانى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة