تدعم الإدارة الأمريكية منذ اندلاع ثورات الربيع العربى عام 2011 حكومة الاحتلال الإسرائيلى لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية، وذلك فى ظل انشغال الحكومات العربية بالأوضاع الداخلية لبلدانهم عقب اندلاع احتجاجات عارمة تطالب بسقوط الأنظمة الحاكمة فى 2011.
البداية كانت مع إعلان الإدارة الأمريكية اعتزامها نقل سفارتها فى تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة والاعتراف بالأخيرة عاصمة لإسرائيل، وهو ما أحدث حالة من الغضب العارم فى الشارع العربى بسبب الدعم الأمريكى الأعمى للإسرائيليين دون الالتفات إلى حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية، عدد من الإجراءات لتقويض أى تحركات للفلسطينيين عبر قطع التمويل المالى لـ"الأونروا" والسلطة الوطنية الفلسطينية، فضلا عن دعمها العسكرى والسياسى للتحركات التى تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلى لتمكينه من التمدد فى بناء المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس.
لم تختلف السياسية الأمريكية تجاه الأوضاع فى سوريا عن الوضع الراهن فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وخاصة فيما يتعلق بالتدخل الإسرائيلى فى الشأن السورى عبر شن غارات جوية على عدد من المواقع العسكرية التابعة للحكومة السورية، واتخذت تل أبيب التواجد العسكرى الإيرانى ذريعة لها لتبرير تدخلها العسكرى فى سوريا.
ودعمت حكومة الاحتلال الإسرائيلى الجماعات المتشددة وتحديدا جبهة النصرة الإرهابية فى سوريا، وسعت إلى زعزعة الاستقرار فى الجولان السورى المحتل لنسج روايات وأكاذيب حول الأوضاع الجارية فى الجولان سعيا لضمها إلى الأراضى التى تسيطر عليها حكومة تل أبيب.
وكعادتها تدعم الإدارة الأمريكية الحالية أى تحركات إسرائيلية لسرقة ونهب الأراضى العربية وهو ما كشفت عنه وكالة أسوشيتد برس الأمريكية فى تقرير لها عن أن واشنطن تستعد للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان الأسبوع المقبل، تزامنا مع زيارة سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد أكدت دعوة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو الذى التقى نتنياهو يوم الأربعاء فى إسرائيل، لزيارة البيت الأبيض.
ووفق الوكالة الأمريكية، فأن واشنطن "قد تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان الأسبوع المقبل".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قد دعا من جديد إى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورى المحتل، وروج رئيس الوزراء الإسرائيلى أكاذيب حول نية حزب الله اللبنانى تشكيل شبكة عسكرية سرية بالقرب من الأراضى التى تحتلها إسرائيل فى الجولان السورى.
والتزم وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، الصمت أمام وسائل الإعلام بشأن اعتراف محتمل من جانب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجزء الذى تحتله فى الجولان السورى.
وتعتبر الحكومة الأمريكية الأقرب إلى تل أبيب منذ زمن طويل وقد اتخذ خطوات رمزية وعملية، تأكيدا لدعمه إسرائيل، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لها بما يتعارض مع الإجماع الدولى ومع عقود من السياسة الأمريكية، وقطع أكثر من 500 مليون دولار من المساعدات إلى الفلسطينيين منذ 2018، إضافة إلى وقف تقديم الدعم المالى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة